"جسور" يبرز جهود قطر لاستضافة مونديال محايد للكربون
ألقى معهد جسور، أحد برامج الإرث في اللجنة العليا للمشاريع والإرث، الضوء على جهود قطر المتواصلة لاستضافة أول نسخة محايدة للكربون في تاريخ بطولة كأس العالم لكرة القدم، وذلك خلال جلسة حوارية عقدت عبر الاتصال المرئي بالتعاون مع الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا).
وأوضحت عائشة الكواري، مديرة تخطيط وحوكمة تكنولوجيا المعلومات في اللجنة العليا للمشاريع والإرث، أن مصطلح حيادية الكربون يعني الوصول بالانبعاثات الكربونية المرتبطة باستضافة البطولة إلى مستوى الصفر، وذلك عبر خفضها إلى أقل مستوى ممكن، قبل موازنة القدر المتبقي من الانبعاثات من خلال شراء أرصدة الكربون.
من جانبها استعرضت المهندسة بدور المير، مديرة إدارة الاستدامة في اللجنة العليا للمشاريع والإرث، نموذج قطر الذي يتألف من خمس خطوات والرامي إلى تنظيم بطولة محايدة الكربون، مشيرة إلى الإجراءات المتخذة والإنجازات التي تحققت على هذا الصعيد خلال العشر سنوات الماضية.
وأضافت: "استطعنا اتخاذ خطوات من شأنها دعم جهود الدولة في استضافة بطولة محايدة الكربون، مثل تقديم كامل الدعم لبناء استادات منخفضة الانبعاثات الكربونية، مع خفض استهلاك الطاقة، وحرصنا على تشجير المناطق المحيطة باستادات المونديال، إلى جانب انخفاض الانبعاثات الناجمة عن حركة الطيران بفضل طبيعة البطولة متقاربة المسافات، إضافة إلى إتاحة شبكة مواصلات عامة تتضمن مترو الدوحة لنقل المشجعين إلى استادات المونديال".
وتطرق فيديريكو أديتشي، مدير الاستدامة والتنوع في الاتحاد الدولي (فيفا)، للحديث عن تأثير التغير المناخي على تغير مجال صناعة الرياضة خاصة كرة القدم، وأضاف: "تسهم اتفاقية باريس للمناخ وغيرها من اتفاقيات الأمم المتحدة، مثل اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ من خلال قطاع الرياضة في منح (فيفا)، وغيره من الهيئات والمؤسسات الكبرى المعنية بالتخفيف من الانبعاثات الكربونية وأثرها، الفرصة لمناقشة آليات العمل المشترك وسبل التعاون."
من جهتها، أشارت مريم العلي، مديرة مشروع محطة سراج-1 للطاقة الشمسية في المؤسسة العامة القطرية للكهرباء والماء (كهرماء)، إلى أهمية سراج-1 باعتبارها إحدى أكبر محطات الطاقة الشمسية في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا ولديها من الإمكانيات ما يؤهلها لتوليد طاقة بتكلفة أقل من الغاز الطبيعي.
ونوّهت بالدور الحيوي الهام الذي تلعبه المشروعات الكبرى مثل محطة سراج-1 في التقليل من البصمة الكربونية لدولة قطر، مشيرة إلى أن محطة سراج-1 ستخفض خلال عمرها الافتراضي حوالي 26 مليون طن من الانبعاثات الكربونية، بالإضافة إلى إسهامها بشكل استراتيجي في تنويع مصادر الطاقة المستخدمة في دولة قطر.
وأكد عبد الهادي المري، مدير إدارة التغير المناخي في وزارة البلدية والبيئة، أن سياسة المناخ الخاصة بدولة قطر تقوم على مبادئ التنمية المستدامة لتحقيق التوازن بين المتطلبات والاحتياجات الاقتصادية للدولة والمحافظة على البيئة.
يشار إلى أن تقارب المسافات بين استادات البطولة، وأماكن الإقامة، ومواقع تدريب المنتخبات المشاركة، وكافة المعالم الرئيسية في الدولة، يعد من أهم العوامل التي ستسهم في الحد من الانبعاثات الكربونية لمونديال قطر، وبالتالي عدم حاجة المشجعين أو اللاعبين أو الإداريين إلى السفر جواً من مدينة إلى أخرى، ما من شأنه منع الانبعاثات الكربونية التي قد تنجم عن حركة الطيران الداخلي خلال البطولة.