تحليل winwin.. كيف فرض جيرونا اسمه ضمن عمالقة الليغا؟
تعد هذه المرة الأولى منذ أكثر من 20 عامًا التي يتصدر فيها نادٍ غير برشلونة وريال مدريد وأتلتيكو مدريد الدوري الإسباني، بعد مرور 16 جولة من البطولة.
جيرونا، المدينة التي تضم أفضل مطعم في العالم، لكنها الآن، وبلغة الأرقام التي تُظهرها لائحة جدول ترتيب الليغا، لديها أيضًا أفضل فريق كرة قدم في إسبانيا، وذلك خلال الموسم الرابع فقط للفريق في الدوري الإسباني.
قبل سبعة عشر عامًا، كان جيرونا، صاحب أصغر ملعب في الليغا، يتراجع إلى الدرجة الرابعة، إلى جانب 364 فريقًا إقليميًا آخر، أما الآن، فهو لا يتحدى الصعاب فحسب، بل يتصدر الليغا وبأسلوب أنيق وكرة قدم جذابة ونتائج مبهرة كان آخرها ضرب برشلونة برباعية.
كيف بدأت قصة النجاح؟
قصة النجاح بدأت على بعد 1000 ميل من الشمال، تحديدًا في مانشستر؛ فالفريق جزء من مجموعة السيتي لكرة القدم العالمية واستفادوا من خبرة السيتي وهيكله التنظيمي.
الرئيس التنفيذي للنادي هو بير غوارديولا شقيق الفيلسوف بيب مدرب السيتي، والمدير الرياضي هو كيكي كارسيل وهو كتالوني آخر، بدأ بصفوف الشباب في برشلونة وخاض العديد من التجارب الأخرى قبل أن يتولى منصبه الحالي في عام 2014.
بعض لاعبي الفريق لعبوا للسيتي من قبل مثل منسق خط الوسط القائد أليكس غارسيا، الذي يعتلي صدارة لاعبي الدوري الإسباني في التمرير للثلث الأخير.
المدافع إريك غارسيا، الذي كان محل الانتقادات في برشلونة، هو لاعب سابق في السيتي أيضًا واستعاد بريقه ويقدم مستوى مميزًا مع جيرونا حاليًا.
لكن جيرونا لم يعتمد على السيتي قط، بل على اكتشاف المواهب عن طريق كارسيل، فهو من جلب أرتيم دوفبيك في الصيف من دنيبرو وهو هداف الفريق بـ8 أهداف، بالإضافة إلى ضم لاعب الوسط المهاجم فيكتور تسيجانكوف في منتصف الموسم الماضي من دينامو كييف.
مزيج المواهب الشابة والنجوم الكبار أعطى جيرونا فريقًا مميزًا بقيادة المدرب ميشيل الذي منح الهوية المميزة.
جيرونا الأنيق
في حين أن معظم الأندية الصغيرة تثير غضب المنافسين الكبار من خلال التركيز على التنظيم الدفاعي والقوة البدنية، فإن نجاح جيرونا ينبع من الهجوم الشامل.
فعقب الفوز برباعية على برشلونة، قال مدرب جيرونا ميشيل: "كنا نعلم أن برشلونة سيضغط بشدة، وبالتالي إذا تمكنا من القيام بأول تمريرتين بشكل سليم فسنحظى بالفرصة".
هذه هي الشخصية الكبيرة التي خلقها ميشيل في لاعبيه، عندما كان فريقه متقدمًا على إشبيلية في أغسطس الماضي، دعا لاعبيه إلى لعب "كرة قدم الشوارع" في إشارة منه إلى (الاحتفاظ بالكرة واللعب للاستمتاع من دون ضغوط)، بهدف دفع الخصم للخروج من دفاعاته.
كما هو الحال مع معظم الفرق الناجحة، يعتمد نظام ميشيل على الثقة وخلق الزيادة العددية للاعبي فريقه، والسيطرة على المباريات.
أسلوب اللعب: "الوينغ باكس" المقلوب
أمام برشلونة لعب جيرونا بطريقة 3/4/2/1، والخاصية الأهم في أسلوب لعب الفريق أنه فائق الجودة في الخروج بالكرة بفضل 3 مدافعين لديهم قدرات مميزة في ذلك.
كان لدى جيرونا وميشيل دائمًا خطة للمدافع الذي يلعب بقدمه اليسرى ولديه قوة بدنية عالية مع محدودية قدراته الفنية؛ فبليند أحد أفضل المدافعين في أوروبا قدرة على الخروج بالكرة، يلعب على يسار خط الدفاع الثلاثي جنبًا إلى جنب مع ديفيد لوبيز وإريك غارسيا عندما يمتلك الفريق الكرة.
يعتمد ميشيل على فكرة "الوينغ باكس" المقلوب، أي أن "الوينغ باك" الأيسر جوتيريز لا يأخذ الخط مثل الأجنحة العادية، بل يقتحم لداخل الملعب لمنح بليند الفرصة للتقدم كما في الصورة أعلاه، أو يغير مركزه مع سافيو إذا لزم الأمر، وبالتالي يخلق مشكلات لدفاعات الخصم، وهذا يعطي جيرونا ميزة لاعب إضافي بتقدم المدافع الذي يجيد اللعب بالقدم اليسرى من ناحيته.
بشكل عام، الفريق قادر على التقدم بالكرة بشكل جيد في مناطق واسعة بسبب الحركة الجيدة في المناطق التي تسمح لهم بالوصول إلى بعضهم بعضًا عندما يكون هناك مساحة كافية للقيام بذلك.
التفاصيل الصغيرة يمكن أن تمنح الفريق مزايا كبيرة، حيث يسمح التحرك للخلف بالقيام بلمسة إيجابية والتقدم للأمام بنفسه أو لعب الكرة.
جيرونا لا يهدف بالضرورة إلى جعل لاعبي خط الوسط يشغلون المساحات في الثلث الأوسط من الملعب، وعادة ما يكون أليكس غارسيا هو الذي يتحرك في المساحات المطلوبة لخلق الزيادة العددية كما تشير خريطة حركته أمام برشلونة.
جيرونا ليس لديه نجم فردي بمكانة جود بيلينغهام أو روبرت ليفاندوفسكي أو أنطوان غريزمان.
ما لديه هو التفوق التقني في جميع أنحاء الملعب. الوينغ باكس الذين يمكنهم اللعب كلاعبين للداخل ومدافعين يمكنهم اللعب كلاعبي خط وسط، الأجنحة الذين يلعبون أيضًا كأجنحة وينطلقون إلى الداخل بسهولة.
لذلك لا غرابة أن جيرونا لا يخاف برشلونة ولا ريال مدريد ويستدعيهم للضغط؛ لأن لاعبيه لديهم ثقة بأنفسهم في الخروج بالكرة جيدًا ويعرفون كيف يسجلون في الوقت المناسب.