تحليل winwin.. كيف أغرق الركراكي نفسه أمام فرنسا؟

تاريخ النشر:
2022-12-15 02:11
مدرب منتخب المغرب وليد الركراكي من مباراة فرنسا في نصف نهائي كأس العالم قطر 2022 (Getty)
Source
المصدر
winwin
+ الخط -

انتصر المنتخب الفرنسي على نظيره المغربي بثنائية نظيفة 2-0، لينهي "الديوك" مغامرة المغرب عند حدود نصف النهائي في كأس العالم قطر 2022.

وبات مُقررًا أن يلتقي منتخب فرنسا مع منتخب الأرجنتين، في نهائي ناري، على أرضية ملعب "لوسيل"، يوم الأحد 18 ديسمبر/ كانون الأول الجاري.

أُقيمت مباراة فرنسا والمغرب في ملعب "البيت" بمدينة الخور، أمام نحو 68 ألف مشجّع، بإدارة الحكم المكسيكي سيزار أرتورو راموس، وعرفت المواجهة نهاية المفاجآت المغربية في النسخة الحالية من المونديال، بتلقي "أسود الأطلس" خسارتهم الأولى في البطولة، ليلعبوا أمام كرواتيا في مباراة تحديد المركز الثالث.

سجّل هدفي المباراة كل من ظهير ميلان الإيطالي الأيسر، تيو هرنانديز، في الدقيقة 5، وزميله مهاجم آينتراخت فرانكفورت الألماني، كولو مواني، بعد نزوله بأقل من دقيقة، وبالتحديد في الدقيقة 79، حيث أجهز مواني على آمال المغاربة في العودة إلى اللقاء.

ونرصد عبر winwin أسبابًا تكتيكية نعتقد أنها أدّت إلى خسارة المغرب أمام فرنسا في نصف نهائي كأس العالم 2022.

تغيير الركراكي للخطّة

غيّر مدرب المنتخب المغربي، وليد الركراكي، رسمه التكتيكي المُعتاد (4-3-3)، ولجأ للعب بـ(5-4-1)، ما أدّى إلى خلل في المنظومة المغربية بشكل واضح في أول ربع ساعة، حيث استقبل "أسود الأطلس" الهدف الأول، وسط حيرة وتمركز خاطيء لمعظم اللاعبين.

خريطة مباراة المغرب وفرنسا
خريطة مباراة فرنسا والمغرب في نصف نهائي كأس العالم قطر 2022 (WhoScored)


رهبة الهدف المبكّر

التوقيت عامل مهم للغاية، وتوقيت إحراز فرنسا للهدف الأول أثبط معنويات المغاربة كثيرًا، خاصة أن الرسم التكتيكي الجديد للركراكي أربك حسابات لاعبيه بالفعل، فلم يستفق "أسود الأطلس" من صدمة الهدف إلا بعد نصف ساعة تقريبًا، ولذلك يمكن القول إن هدف هرنانديز أرهب لاعبي المغرب.

النصيري "خارج" اللعبة

نجح الدفاع الفرنسي في عزل المغربي يوسف النصيري (25 عامًا)، وفي الحقيقة، لم يكن مهاجم إشبيلية في يومه من الأساس؛ فقد لمس الكرة 3 مرات فقط طوال وجوده في الملعب، وهو أقل عدد لمسات في تاريخ كأس العالم للاعب أكمل 45 دقيقة.

البدء بغانم سايس

كان من الواضح أن القائد المغربي غانم سايس (32 عامًا) يعاني من إصابة عضلية.. مسألة الدفع بسايس في التشكيلة الأساسية ثم سحبه بعد دقائق من المباراة كان أمرًا خاطئًا، ويمكن القول إن معنويات اللاعبين المغاربة قد هبطت بطبيعة الحال بعد خروج عنصر الخبرة الوحيد في خط الدفاع، والقائد صاحب التوجيهات والثقة.

سايس
المغربي غانم سايس يصافح المدرب وليد الركراكي بعد خروجه مصابًا أمام فرنسا في نصف نهائي كأس العالم قطر 2022 (Getty)


الاعتماد على نفس اللعبة

لم ينوّع المنتخب المغربي من خططه الهجومية؛ فقد اعتمد على لعبة واحدة، وهي إحكام السيطرة على الرواق الأيمن وتبادل الكرات بين الثلاثي عز الدين أوناحي وأشرف حكيمي وحكيم زياش، وكما توضّح خريطة تمريرات المباراة، كان الاعتماد كليًا على الرواق الأيمن.

لم يحقق المغاربة أي استفادة من السيطرة الوهمية على الكرة في الجانب الأيمن من الملعب، وكانت أغلب الكرات العرضية تذهب لمدافعي المنتخب الفرنسي لقلة مردود النصيري، وحتّى عبد الرزاق حمد الله بعد نزوله في الدقيقة 66 من اللقاء.

المغرب
خريطة تمريرات اللاعبين في مباراة فرنسا والمغرب بنصف نهائي كأس العالم قطر 2022 (mark stats bot)


التعامل الفرنسي الذكي

فرنسا من المنتخبات التي تسمح للخصم بامتلاك الكرة في الثلث الأول، ولا تقوم بضغط عالٍ مكثّف لاستخلاص الطابة، بل تستدرج لاعبي الخصم إلى الثلث الثاني من الملعب، وحينها يبدأ الضغط المكثّف، وهذا ما حدث بالظبط مع المغرب.

لعبت فرنسا بأقل مجهود هجومي ممكن، وانتصرت باغتنام أنصاف الفرص (هدفين من 3 تسديدات على المرمى)، لأن الاهتمام المبدئي للمدرب ديشامب هو الدفاع، وإجبار الخصم على البقاء في الثلثين الأول والثاني من الملعب.

شاهد ملخص المباراة
 

غريزمان.. رجل كل شيء

لا يوجد دور محدد يلعبه أنطوان غريزمان (31 عامًا) في تشكيلة المنتخب الفرنسي؛ فهو لاعب "جوكر" ينشط في كل مكان ويؤدي كل الأدوار تقريبًا. يمنح المدرب ديدييه ديشامب غريزمان الحرية في التحرك والتقدم والرجوع والمساندة.

أمام المغرب، كان غريزمان أهم قطعة في تشكيلة المنتخب الفرنسي، في الناحيتين الدفاعية والهجومية، بأداء منقطع النظير؛ إذ يمكن رؤية انتشار غريزمان في كل مكان بالملعب تقريبًا، من خلال الصورة أدناه التي أعدتها صحيفة "ذا أثلتيك" البريطانية.

أرقام غريزمان ضد المغرب

دقائقلمسةاستعادة الكرةصناعة فرص تهديفيةدقة التمريراتثنائيات ربحها
90489481 %7
غريزمان
أماكن لمس أنطوان غريزمان الكرة مع منتخب فرنسا في كأس العالم قطر 2022 (The Athletic)


الفوارق بين الأساسيين والبدلاء

لم يكن المدافعان الاحتياطيان المشاركان أمام فرنسا، أشرف داري وجواد الياميق، على نفس قدر مستوى الثنائي الأساسي نايف أكرد وغانم سايس، حيث ظهرت هفوات دفاعية بين الحين والآخر في الخط الخلفي للمنتخب المغربي.

ياميق.. خطأين كلّفا المغرب الإقصاء

وقع مدافع بلد الوليد الإسباني، جواد الياميق (30 عامًا)، في خطئين كلّفا المغرب المباراة؛ ففي لقطة الهدف الأول هرب أنطوان غريزمان من وراء الياميق، الذي لم يقدّر المسافة جيدًا، وانتهت الكرة في شباك الحارس بونو.

وفي لقطة الهدف الثاني، وفي أثناء تحضير المنتخب المغربي للعب من ثلث الملعب الأول في محاولاته لإدراك التعادل، مرر الياميق الكرة بالخطأ إلى الفرنسيين، وانقلبت الكرة لهجمة معاكسة للديكة، انتهت في شباك بونو.

ياميق
تمركز جواد الياميق الخاطيء -بالدائرة الحمراء- في لعبة الهدف الأول لفرنسا (winwin)
شارك: