تحليل | مفاتيح لعب نهضة بركان وما يجب أن يتسلح به الزمالك
يستضيف الملعب البلدي في بركان يوم الأحد المقبل، موقعة نهضة بركان المغربي صاحب الأرض أمام الزمالك المصري في ذهاب نهائي كأس الكونفيدرالية في تكرار لنهائي 2019 الذي حقق لقبه "الفارس الأبيض".
وعقب خسارته اللقب أمام الزمالك استطاع الفريق المغربي تحقيق اللقب مرتين، مواصلًا ترسيخ اسمه في كرة القدم للأندية الأفريقية بصعوده لنهائي الكأس للمرة الرابعة في المواسم الستة الماضية.
نهضة بركان قد يدخل المباراة مثقلًا بغيابات وازنة؛ خاصة في خط الوسط والهجوم مثل عمر العرجون للإيقاف والجناحين يوسف الفحلي هداف الفريق والمهاجم أسامة الميلوي ثاني الهدافين للإصابة.
إن تأكدت التقارير بالغيابات، فتشكيل النادي المغربي سيشهد عدة تغييرات، خاصة في خط الهجوم والجناحين، علمًا أنه يمتلك وفرة من اللاعبين في خطوط المقدمة، خاصة في 3 مراكز مهمة صنعت له الفارق في بطولة الكونفيدرالية.
ويمتلك الفريقان أرقامًا مشابهة في البطولة الأفريقية، فهما أقل الفرق استقبالاً للتسديدات على مرماهم (14)، كما يحتل الزمالك المركز الأول في كثرة الحفاظ على نظافة شباكه (6 مباريات) يأتي خلفه نهضة بركان (5). لكن ماذا نقرأ في أوراق النادي المغربي وطريقته ونقاط قوته؟ هذا ما سنجيب عليه.
العرضيات وضربات الرأس
فريق مثل نهضة بركان يعتمد في المقام الأول على فكرة وضع الكرة داخل منطقة الجزاء بكل الطرق الممُكنة بالعرضيات سواء الكرات العرضية الهوائية أو الأرضية ومن أي مكان في الملعب.
ويجب التأكيد على أن فريق بركان هو أكثر فريق في كأس الكونفيدرالية بالموسم الحالي قام بعرضيات صحيحة بواقع 64 صحيحة، وهو صاحب أفضل دقة عرضيات بـ31% وهي نسبة دقة عالية للغاية.
وفي مباراة أبو سليم الليبي في المغرب بالدور ربع النهائي قام نهضة بركان بإرسال 63 كرة عرضية سواء من اللعب المفتوح أو الكرات الثابتة، وهو أعلى رقم شهدته أي مباراة في البطولة حتى الآن.
وبسبب كثرة العرضيات؛ فنهضة بركان هو الفريق الأكثر تسجيلاً للأهداف من ضربات رأس في الكونفيدرالية بـ5 أهداف، ويمتلك بين صفوفه المهاجم بول فاليري باسين الذي سجل هدفين بضربات رأس من أصل تسديدتين بالرأس على مرمى الخصوم بنسبة تحويل 100%.
الأمر لا يقتصر على الكونفيدرالية فنهضة بركان سجل 7 أهداف بضربات رأس في الدوري المغربي وهي نسبة كبيرة من أصل 33 هدفًا سجلها الفريق في المجمل في البطولة.
وللوهلة الأولى تشعر أن هذا هو الأسلوب المفضل والكلاسيكي لهذا الفريق منذ نهائي 2019 عندما كان يمتلك في صفوفه الظهير عمر النمساوي الذي تفرد بعرضياته حيث كان الفريق الأكثر إرسالاً للعرضيات.
الجانب الأخطر لفريق نهضة بركان
إن نظرنا للطرف الأخطر في هذا الفريق فهو في الجانب الأيسر بوجود الجناح الأيسر يوسف مهري ومن خلفه الظهير حمزة الموساوي. مهري هو أحد هدافي الفريق وقد سجل 5 أهداف، لكن الرقم الأهم أنه أكثر لاعب صنع فرصًا من اللعب المفتوح لنهضة بركان في الكونفيدرالية بواقع 19 فرصة، بفارق كبير عن صاحب المركز الثاني.
من خلفه يأتي الموساوي الذي يعد أفضل ظهير هجومي في الدوري المغربي حتى الآن هذا الموسم، إذ صنع 25 فرصة من كراته العرضية، ولم ينجح أي ظهير طرف بالمغرب في الوصول لهذا الرقم.
في مركز صناعة الألعاب أو خلف المهاجم، يأتي محمد المرابط، أكثر من صنع الفرص لنادي نهضة بركان في الكونفيدرالية بسبب تميزه في لعب الكرات الثابتة (مثل أحمد زيزو نجم الزمالك).
فمن أصل 21 فرصة صنعها المرابط في كأس الكونفيدرالية هذا الموسم، جاءت 17 فرصة من كرات ثابتة، إضافة إلى أنه أحد أفضل صناع الفرص في الدوري المغربي الموسم الحالي (43 فرصة مصنوعة).
اختراق الجناح للداخل
تحدثنا عن قوة الجناح الأيسر يوسف مهري في التسجيل (5 أهداف حتى الآن) وذلك لأنه يلعب دائمًا للداخل ويخترق من خارج الملعب للداخل انتظارًا للكرة العرضية من الطرف المعاكس خاصة عبر يوسف الفحلي الذي سيغيب عن اللقاء.
سجل يوسف مهري بهذه الطريقة كثيرًا كان آخرها أمام المغرب التطواني في الدوري المغربي، بسبب لعبه للداخل كثيرًا ليعطي فرصة أيضًا لخروج الظهير المميز من خلفه الموساوي، والصورتان أعلاه توضحان فرصتين بنفس الشكل.
يجب التأكيد على أن نهضة بركان يلجأ لفكرة تجميع اللعب في جانب، ثم تغيير اللعب للجناح المعاكس ومن هنا يخترق الجناح الآخر للهجوم. بركان أيضًا هو أكثر فريق في الكونفيدرالية هذا الموسم إكمالًا لسلسلة تمريرات متتالية (+10 تمريرات) انتهت بتغيير اللعب للجانب الآخر ثم انتهت بفرصة على المرمى.
تفصيلة رميات التماس الطويلة
النادي المغربي استقبل 4 أهداف فقط في الكونفيدرالية حتى الآن هذا الموسم، منها هدفان من رميات تماس أمام أبو سليم في مباراة إياب ربع النهائي في المغرب، أي أن نصف الأهداف التي سكنت منها جاءت من رميات تماس.
فريق مثل أبو سليم هو فريق متمرس في رميات التماس الطويلة وسجل منها 4 أهداف في الكونفيدرالية منها هدف في مرمى الزمالك بالجزائر، وفي الصورة أعلاه توضح أحد أهدافه في شباك نهضة بركان من رمية تماس طويلة.
هذه التفصيلة تُزعج جدًا نهضة بركان لأنه لا يعرف كيف يتعامل مع الكرة الثانية على وجه التحديد، ويجب التأكيد على أن الزمالك سجل من رمية تماس طويلة هذا الموسم أمام الأهلي، فعليه أن يعتمد على نفس الفكرة مرة أخرى.