تحليل | تعادل النصر السعودي أسبابه واضحة أمام الشرطة الهادئ

تحديثات مباشرة
Off
تاريخ النشر:
2024-09-16
جانب من مباراة النصر السعودي والشرطة العراقي في دوري أبطال آسيا للنخبة 2024-2025 (Getty)
Source
المصدر
winwin
+ الخط -

تعادل الشرطة العراقي مع نظيره النصر السعودي بهدفٍ في كل شبكة في افتتاح مباريات الفريقين في دوري أبطال آسيا للنخبة وذلك في المباراة التي أقيمت على ملعب كربلاء الوطني.

نظرًا لغياب كريستيانو رونالدو كان المدير الفني للنصر لويس كاسترو يقوم بإعادة ترتيب لتشكيلته الهجومية ليشرك تاليسكا في قلب الهجوم مع نقل ساديو ماني من اليسار إلى اليمين، ومن ثم كان عبد الرحمن غريب يغتنم الفرصة ليلعب في الجانب الأيسر.

المثير أن ماني شكل ثنائية جيدة مع الظهير الأيمن سلطان الغنام، لينجح النجم السنغالي في استغلال تركيز أحمد يحيى على مراقبته أكثر من مراقبة منطقته ليقوم بسحب يحيى إلى الخارج مفسحًا مجالًا كبيرًا لمرور الغنام إلى داخل منطقة الجزاء دون عودة لفهد يوسف معه لينطلق الغنام ويتسلم تمريرة رائعة من أوتافيو محرزًا الهدف الأول للنصر.

والحقيقة أنها ليست إسهامة الغنام الهجومية الأولى مع فريقه، فهو ثالث أعلى لاعبي الدوري السعودي هذا الموسم صناعةً للفرص حتى الآن.

عقب الهدف أُغلقت هذه الثغرة بشكل كبير من جانب الشرطة بعدما أصبح يحيى مُلزمًا بالبقاء قريبًا من قلب الدفاع مع إلزام حسين علي أو فهد يوسف بالتراجع عند صعود الغنام، لكن مع الوقت وظهور انتفاء فائدة الطرق المستمر من جانب النصر والتحفز الواضح والحماسة من يحيى تجاه ماني، نقل كاسترو لاعبه ماني إلى الجانب الأيسر.

تمريرات قصيرة للشرطة ثم القُطرية المفاجئة

في المقابل كان لاعبو الشرطة العراقي هادئين سواء قبل تسجيل الهدف النصراوي أو بعده، فكان الصبر سلاحهم والتمريرات القصيرة وسيلتهم لتحقيق ما يريدون.

لم ينجح النصر السعودي في انتزاع الكرة سريعًا من أصحاب الأرض، بل حتى مع ارتفاع نسق الضغط إلى الأمام لم تكن هناك مشكلة كبيرة للحارس أحمد باسل في التمرير بشكل ممتاز وإيجاد مخرج لضرب أي ضغط عالٍ.

لعل هناك استثناءات قليلة؛ أخطرها لقطتان تم فيهما التمرير بشكل خاطئ في منتصف ملعب الشرطة لتصل الكرة إلى تاليسكا، واحدة خارج منطقة الجزاء تأخّر حارس القيثارة كثيرًا في التصرف بها، والثانية بالشوط الثاني داخل منطقة الجزاء سددها لاعب النصر؛ لكن "الباسل" أخرجها ببراعة.

فيما عدا ذلك، كان الشرطة مثيرًا للإعجاب برباطة جأش فهد يوسف وفيصل جاسم وحسين علي في أثناء التمرير في المساحات الضيقة ومحاولة إيجاد مهرب للتمريرة الأكثر مباشرةً.

وكما توقعنا هنا في "winwin" في تحليل سابق كان سالم النجدي ثغرةً مجددًا لفريق النصر السعودي كما حدث أمام الأهلي ورياض محرز، وذلك بعدما لُعبت تمريرة قُطرية فشل النجدي في التفاهم فيها مع زملائه ليستغل الشرطة العراقي هذه الهفوة، ويسجل محمد داوود هدف أصحاب الأرض.

الثغرة تكررت في أكثر من مرة، أبرزها تلك التي احتسب فيها الحكم الكويتي ركلة جزاء لصالح الشرطة بعد تدخل من سيماكان في وجه المواس؛ لكن الفار أعاده إلى خارج منطقة الجزاء ليشير إلى ركلة حرة، كون الخطأ حدث من الخارج، متجاهلًا إمكانية استكماله داخل المنطقة.

بعد تلك اللقطة، ظهر الشرطة أفضل وأكثر ثقةً، وسيطر على المتبقي من الشوط لينسى لاعبوه معاناتهم البدنية كونها مباراتهم الأولى هذا الموسم.

النصر السعودي يتفوق في الشوط الثاني

لكن عضلاتهم لم تنسَ ذلك حتى النهاية، فالنصر ضغط بقوة في الشوط الثاني وبات الأكثر سيطرةً وخطورةً، وتمكن أوتافيو من التسلم في مناطق أكثر عمقًا، خاصة مع اشتراك عبد الله الخيبري الذي كان "النافعة" بعد "ضارة" إصابة بروزوفيتش، فالخيبري كان قادرًا على التعامل مع إيقاع المباراة البطيء بشكل جيد وفرض نوع من التنظيم بشكل أكبر داخل التشكيلة النصراوية.

ومع ازدياد الضغط النصراوي وحلول التعب وظهور الثغرات، كان المدرب أحمد صلاح يجري تغييرًا ملحًا جدًا بإشراك لوكاس إسكريدينها على الرواق الأيسر ليحول أحمد يحيى لقلب دفاع ثالث في الحالة الدفاعية وهي كانت محاولة جيدة لإغلاق المنافذ بدفاعٍ شبه خماسي؛ لكنها كانت بمثابة إعلان واضح من الشرطة بقبوله دور ردة الفعل.

لكن ردة الفعل لم تظهر من جانب أصحاب الأرض رغم اشتراك مهند علي في خط الهجوم، فالتمريرات شابها انعدام الدقة، ليزداد حصار النصر السعودي عبر لاعبيه الذين وجدوا منفذًا لإرسال عرضياتهم رغم كثافة خط الدفاع الخماسي وذلك بإرسالها من بقع أبعد ومبكرة، لتتحول إلى كرات شبه قطرية تحمل رائحة الخطورة لكن دون شيء يُذكر على الأرض، إذ لم يكن تاليسكا كافيًا في عمق الهجوم، وربما بوجود كريستيانو رونالدو كانت الأمور لتختلف مع كل هذه العرضيات دون صاحب.

المشكلة الأوضح لفريق النصر السعودي في هذا الشوط كانت بانتظار اللاعبين الكرة للتحرك، وليس التحرك المستمر منهم دون كرة، ربما أوتافيو كان الاستثناء فهو كان أفضل لاعبي فريقه؛ بيد أن يدًا واحدة من المستحيل أن تصفق، لينتهي اللقاء على وقع تعادل شِبه عادلٍ بين الفريقين.

شارك: