تحليل | السد هزم العربي بطريقة "بلايستيشن"
حقق فريق السد فوزًا ساحقًا بخمسة أهداف دون رد على العربي في الكلاسيكو القطري الذي أقيم لحساب الأسبوع الثالث من دوري نجوم أريدُ للموسم 2024-2025، على استاد جاسم بن حمد بنادي السد.
وأوفت القمة بوعودها بحضور الأهداف، إذ لم تنتهِ أي مباراة بين الفريقين بنتيجة التعادل السلبي منذ عام 2005، وقد رفع السد رصيده إلى 6 نقاط متجاوزًا تعثره في البداية أمام الشمال، فيما تجمد رصيد الفريق العرباوي عند نقطتين من تعادلين في أول مرحلتين.
السد والعنفوان الهجومي
أهم ما ميز السد أن مهاجمه الإسباني الجديد رافا موخيكا (صاحب هاتريك) انسجم بشكل كبير مع الفريق وتشعر أنه يلعب مع أكرم عفيف وبقية عناصر الهجوم منذ فترة طويلة، بفضل الربط الكبير بينهما والتفاهم في التحرك والتمرير.
الهدف الثالث يوضح ذلك بتحرك واستلام أفضل من الهدف نفسه، تمريرة أكرم عفيف وتحرك واستلام اللاعب ثم الإنهاء، هنا تبرز كما ذكرنا مدى الانسيابية بينهما رفقة جيوفاني هنريكي.
كانت هناك 11 تصويبة على مرمى العربي، وهو أعلى رصيد في الدوري القطري هذا الموسم حتى الآن في أي مباراة، ووصلت نسبة تحويل التسديدات لأهداف أكثر من 73% وهي ثاني أفضل نسبة في الدوري القطري هذا الموسم حتى الآن ما يدل على الفاعلية الكبيرة.
الصورة أعلاه تُظهر لمسات اللاعبين لدى الفريقين في المباراة مع متوسط التمركز، وتظهر بوضوح أن تمركز هجوم السد كان متقدمًا أكثر من لاعبي العربي، ولمسات الكرة للسد أكثر في مناطق العربي.
تنوع ضغط السد
نجح السد في إفساد عملية الخروج بالكرة من جانب العربي بفضل تنوع أسلوب ضغطه، ما بين الضغط المتقدم، مثلما حدث في لعبة هدف أكرم عفيف إثر تمريرة خاطئة من عبد الله معرفيه. هذا التنوع جعل العملية أشبه بـ"بلايستيشن" وكأن الفريق يتعامل مع العربي بما يناسب كل وضعية.
ما ميز السد في هذه المباراة تنوعه في عملية الضغط، تارةً كان يضغط بكل شراسة من الأعلى ويحاصر حامل الكرة بأكثر من لاعب، وتارة أخرى كان يؤخر الضغط لوسط ملعبه حتى كما تظهر الصور أعلاه.
كان يتوقف هذا على عملية الخروج بالكرة للعربي، أحيانًا كانوا يقومون بتوجيه الهجمات بإبعادها عن فيراتي، وسحبه للخلف، وأحيانًا تنظيم الضغط بالنسبة للسد كان يجعله يلعب بطريقة 3-4-3 كما توضح الصورة أدناه.
ما عاب العربي حقيقةً أن ثلاثي الوسط ماركو فيراتي ولويس جونيور وأحمد فتحي كانوا في نفس المنطقة تقريبًا وبنفس الخصائص، ولم ينجحوا سوى في تمريرة مفتاحية واحدة مجتمعين.
أخطاء توظيف من مدرب العربي يونس علي
خلال بطولة كأس آسيا التي توّج بها المنتخب القطري في مطلع هذا العام، كان جاسم جابر مميزًا برفقة أحمد فتحي في خط الوسط، لكن لا معنى أن يلعب كظهير أيمن، وهو مركز لا يناسب إمكانياته.
الأمر نفسه بالنسبة للأجنحة؛ فعبد الله معرفيه ليس بجناح أيمن، والجناح الأيسر أحمد علاء الدين هو في الأصل مهاجم، واتضح أن الفريق افتقد لخدمات البرازيلي رافينيا بعد رحيله.
كل هذا جعل الأمور صعبةً على هجوم العربي الذي لم يسدد سوى مرتين على المرمى، ولم تكن له أي أنياب في تشكيلة غلب عليها سوء التوظيف من أفضل مدرب في الدوري القطري الموسم الماضي.