بـ4 أسلحة من نار.. المغرب تُطيح بالبرتغال وتحقق الانتصار
حقّق المنتخب المغربي تأهلًا تاريخيًّا إلى نصف نهائي بطولة كأس العالم قطر 2022، بعد تفوقه بنتيجة (1-0) على المنتخب البرتغالي، في المباراة التي احتضنها استاد "الثمامة" مساء السبت 10 ديسمبر/ كانون الأول.
وأحرز هدف الانتصار لأسود الأطلس المهاجم يوسف النصيري من كرة رأسية عند الدقيقة 42، مُستغلًا عرضيةً مُتقنةً من يحيى عطية الله، وخروج غير مُوفَّق من الحارس البرتغالي ديوغو كوستا.
وقدّم المنتخب المغربي مباراةً ملحميةً أمام البرتغال، واستطاع أن يُحافظ على تقدمه حتى الرمق الأخير؛ ليُصبح ثالث المنتخبات المتأهلة إلى نصف نهائي المونديال القطري، حيث سيلتقي يوم الأربعاء 14 ديسمبر مع فرنسا، بينما تواجه الأرجنتين كرواتيا في نصف النهائي الأول يوم الثلاثاء 13 ديسمبر.
وأصبح المغرب أول منتخب أفريقي وعربي يصل إلى الدور نصف النهائي في بطولة كأس العالم. في السطور التالية يستعرض لكم winwin أبرز الأسباب التي منحت أسود الأطلس الفوز على البرتغال وتحقيق هذا الإنجاز التاريخي.
1- مدرب من العيار الثقيل
ربما يكون تعيين وليد الركراكي على رأس الدفة الفنية للمنتخب المغربي قبل 3 أشهر من انطلاق كأس العالم 2022 هو أفضل قرار اتخذه اتحاد محلي حول العالم في الآونة الأخيرة. رحل البوسني وحيد حاليلوزيتش وجاء الركراكي، ومعه تحققت المعجزة ووصل المغرب إلى نصف نهائي البطولة الكروية الأهم.
ما قدّمه الركراكي من إدارة فنية على مدار البطولة كان شيئًا باهرًا، وفي مباراة البرتغال واصل المدرب صاحب الـ47 عامًا وضع بصماته الفنية الرائعة على المنتخب المغربي. أدار الركراكي المواجهة مع رفاق كريستيانو رونالدو بصورة مميزة، وتنوع أسلوب لعب المغرب ما بين الضغط المتقدم أحيانًا، والتراجع إلى الخلف في أوقات أخرى، مع تقارُب الخطوط وتقليل المساحات؛ ممّا جعل البرتغاليين بدون حلول تقريبًا، وعاجزين عن الوصول لهز الشباك.
بتنظيم تكتيكي مُبدع، فرض المدرب المغربي أسلوبه على البرتغالي فرناندو سانتوس، وتعامل بذكاء مع متغيرات المباراة، وغيّر رسمه التكتيكي عند الدقيقة 65 بدخول بدر بانون بدلاً من يوسف النصيري، لتتحول الطريقة إلى "5-4-1"؛ الأمر الذي قلل الخطورة كثيرًا على المرمى المغربي.
ورغم غياب نصير مزراوي ونايف أكرد عن اللقاء، وإصابة رومان سايس في الشوط الثاني، إلّا أن كتيبة الركراكي كانت جاهزة بفضل تحضيره الفني والذهني لكل اللاعبين. بكل تأكيد يطمح الشعب المغربي والعربي في المزيد من الركراكي خلال ما تبقى من منافسات المونديال القطري، لكن ما قدّمه حتى الآن أمرًا يفوق الوصف ويستحق كل عبارات الإشادة.
2- روح المغرب أرهقت لاعبي البرتغال
قدّم كل نجوم المغرب أقصى ما لديهم أمام البرتغال، وظهروا بروح عالية وتصميم على تحقيق الانتصار التاريخي والوصول لقبل نهائي كأس العالم. حضرت الروح المغربية بقوة في الالتحامات والصراعات الثنائية؛ ممّا كان له مفعول السحر في حصد الفوز المغربي عن جدارة واستحقاق.
كما تميز كافة لاعبي "أسود الأطلس" خلال المباراة بانضباط رائع في أداء الواجبين الدفاعي والهجومي على أفضل ما يكون، وظهر المنتخب المغربي متماسكًا على أرض الملعب، وواثقًا من إمكانياته، حيث قام لاعبوه بالعديد من اللقطات المهارية أمام "برازيل أوروبا". ربح نجوم المغرب صراعهم الذهني مع اللاعبين البرتغاليين، وتُرجِم هذا على أرض الملعب إلى التفوق الفني وحجز بطاقة التأهل.
3- عملاق الحراسة ياسين بونو
مع كل التنظيم الدفاعي الرائع من المنتخب المغربي، استطاعت البرتغال في بعض اللقطات تهديد مرمى أسود الأطلس، لكن هناك حارس عملاق بين الثلاث خشبات اسمه ياسين بونو. بعد أن قاد حارس إشبيلية منتخب بلاده للفوز على إسبانيا بركلات الترجيح (3-0) في ثمن النهائي، واصل بونو الإبداع أمام البرتغال وكان تعامله مميزًا في الكرات الخطيرة التي وصلت إليه.
وأظهر بونو (31 عامًا) ثباتًا كبيرًا خلال آخر دقائق المباراة، في ظل ضغط مُكثف من البرتغال من أجل إدراك هدف التعادل، وتمكن الحارس المغربي برد فعل خيالي من التصدي لتصويبة صاروخية نفذها جواو فيليكس، وبعدها في الدقيقة 90+1 أنقذ مرماه مرة أخرى من هدف مُحقق، وتصدى لانفراد النجم البرتغالي الكبير كريستيانو رونالدو.. بالتأكيد ياسين بونو من أهم أسباب وصول المغرب إلى تحقيق هذا الإنجاز التاريخي على أرض قطر.
4- يوسف النصيري.. مهاجم فتاك
منذ بداية المباراة، عبّر المغربي يوسف النصيري عن نواياه بقوة، ورغبته في أن يكون صاحب هدف التأهل لنصف نهائي المونديال، وظهر هذا جليًا في تحركات اللاعب المستمرة داخل منطقة الجزاء، وسعيه الحثيث لضرب دفاعات البرتغال.
قبل إحرازه هدف الفوز المغربي، كاد النصيري أن يهز الشباك بعد كرة رأسية اعتلت العارضة من عرضية حكيم زياش، وبعدها تكرر الأمر بنفس الطريقة، وبدا أن مهاجم إشبيلية هو الأخطر على المرمى البرتغالي، حتى أثمرت محاولاته تحقيق هدفه المنشود.
وتحرك النصيري تحركًا بديعًا في لقطة هدف المغرب، وارتقى بكل قوة لعرضية المتألق يحيى عطية الله، واضعًا الكرة في الشباك البرتغالية ببراعة كبيرة، مُسجلًا هدفًا سيبقى دائمًا في ذاكرة الكرة المغربية.