انتقادات حادة لمدرب "أشبال الأطلس" رغم الفوز على غينيا
واجه عصام الشرعي، المدير الفني للمنتخب المغربي الأولمبي لكرة القدم، انتقادات الجماهير المغربية، بعد الفوز الذي انتزعه المغرب بصعوبة بالغة من المنتخب الغيني، بنتيجة 2-1، سهرة أمس السبت، لحساب المباراة الافتتاحية من بطولة أمم أفريقيا تحت 23 سنة، التي يحتضنها المغرب إلى غاية 8 يوليو/ تموز المقبل.
وعبّرت الجماهير المغربية عن استيائها من المستوى الذي قدّمه المنتخب المغربي، لا سيما في الشوط الأول من مباراة غينيا التي جرت على ملعب مولاي عبد الله بالرباط، لحساب الجولة الأولى من منافسات المجموعة الأولى، رغم امتلاكه العديد من اللاعبين الجيدين الذين ينتمون إلى مختلف الأندية الأوروبية، مُعزَّزين بخمسة لاعبين من المنتخب الأول.
مواهب كثيرة وعطاء قليل
وغصّت منصات التواصل الاجتماعي، خاصةً منصة "فيسبوك" الأكثر انتشارًا بالمغرب، بالكثير من المنشورات والتعليقات، التي تنتقد المدرب عصام الشرعي، معتبرين أنه لم يُوفَّق في توظيف المواهب الكثيرة التي يمتلكها منتخب المغرب تحت 23 سنة، في مقدمتهم بلال الخنوس، نجم جينك البلجيكي، وعبد الصمد الزلزولي لاعب برشلونة الإسباني، وإسماعيل الصيباري مهاجم آيندهوفن الهولندي، وبنيامين بوشواري لاعب سانت إيتيان الفرنسي، وغيرهم من اللاعبين المميزين.
وتساءلت الجماهير المغربية عن المعايير التي جعلت الاتحاد المغربي يتعاقد مع عصام الشرعي، في ظل عدم نجاحه في تحقيق أيّ إنجازات مميزة في مسيرته المهنية مدربًا، خلال تجاربه السابقة في أوروبا، إذ قالت إنه يفتقد التجربة الكافية لقيادة "أشبال الأطلس".
ينحدر عصام الشرعي (41 عامًا) من مدينة العيون الشرقية بالمغرب، وهو حاصل على دبلوم "ويفا برو"، ويحمل الجنسيتين المغربية والبلجيكية، ولعب لعدة فرق بلجيكية، وبعد الاعتزال في العام 2012، عمل في التدريب ضمن الأطقم الفنية للأندية في الدوري البلجيكي، كما كانت له تجربة سابقة بالعمل مساعدًا للمدرب في نادي الفيصلي بالدوري السعودي.
قبل تعاقده مع الاتحاد المغربي، كان الشرعي يشغل منصب مساعد المدير الفني لنادي لوفين البلجيكي بداية الموسم الجاري، الذي ودّعه شهر نوفمبر الماضي، مباشرةً بعد نهاية المباراة التي فاز بها فريقه على حساب سيرينغ يونايتد بخمسة أهداف دون رد، لحساب الجولة السابعة من الدوري البلجيكي، ثم تسلّم مهمته الجديدة بعدما عيّنه الاتحاد المغربي مديرًا فنيًّا للمنتخب المغربي الأولمبي خلفًا للحسين عموتة.
هل يضع الشرعي "بويفيلد" في ورطة؟
وكما كشف عن ذلك "winwin" في حينه، فإن تعاقُد الاتحاد المغربي مع عصام الشرعي جاء بناءً على توصيات البلجيكي كريس بويفيلد المشرف العام على الإدارة الفنية للمنتخبات المغربية، بعدما كلّفه فوزي لقجع، رئيس الاتحاد، باختيار مدرب مناسب لمنتخب تحت 23 سنة قادر على الانسجام مع اللاعبين وقيادتهم نحو التأهل إلى الأولمبياد، إثر فشل المغرب في ذلك خلال دورتي ريو دي جانيرو 2016 وطوكيو 2020.
ويتألف قوام المنتخب الأولمبي في غالبيته من لاعبين محترفين في الدوريين البلجيكي والهولندي اللذين يعرفهما الشرعي جيدًا، ويعرف عن كثب أبرز لاعبيه المغاربة ما سيسهل عليه التواصل معهم.
ويرتبط نجاح الشرعي أو فشله، بشكل مباشر بالبلجيكي كريس، الذي حمّله فوزي لقجع منذ البداية، نتائج اختيار مدرب الأولمبي، بعدما أكد رئيس الاتحاد المغربي أنه لن يناقشه في اختياره؛ لكنه سيُحمِّله المسؤولية كاملةً، حال النجاح أو الفشل في التأهل إلى الأولمبياد.
مدرب مغربي يدافع عن الشرعي
قال المدرب المغربي إدريس عبيس، المتخصص في التحليل الفني لمباريات كرة القدم، إن الحُكم على عصام الشرعي من المباراة الأولى ليس صوابًا، بغض النظر عن الفترة التي تسلّم خلالها قيادة الإدارة الفنية للمنتخب المغربي قبل انطلاق نهائيات كأس أمم أفريقيا تحت 23 سنة.
وقال عبيس المشرف العام على أكاديمية نادي أولمبيك اليوسفية المغربي لكرة القدم، في تصريح لـ"winwin" إن الشرعي لم يَخُضْ فعليًّا مع المنتخب المغربي الأولمبي سوى تجمعين إعداديين قبل انطلاق الـ"كان".
تابع موضحًا: "الاتحاد المغربي تعاقد مع الشرعي نهاية العام الماضي، ودشّن مهمته بالتحضير لنهائيات كأس أمم أفريقيا للاعبين المحليين التي جرت بداية العام الجاري بالجزائر، والتي لم تُكتَبْ له المشاركة فيها بسبب أزمة "رحلة الطيران المباشرة"، لذلك، فالاستعدادات كانت مُقتصِرةً على اللاعبين المحليين وحسب، الذين يُعدَّون أقليةً في المنتخب الأولمبي الحالي، ما يعني أنه لم يستفد شيئًا من تلك المعسكرات التدريبية".
وأكمل عبيس، الذي سبق له الإشراف على تدريب عدة أندية في دوريات المغرب وتونس والإمارات والسعودية، قائلًا: "التجمعات الإعدادية الموالية اقتصرت بدورها على المحليين، وبعض المحترفين الذين نجحوا في الحصول على ترخيص أنديتهم بالحضور، بسبب عدم تزامن المعسكرات مع أجندة الاتحاد الدولي للمباريات الدولية، ولم يكن عددهم يتجاوز 5 لاعبين في أفضل الأحوال، ما يعني أنها كانت تجمعات دون جُدوى تذكر".
وتابع: "الاستعدادات الفعلية لم تنطلق إلّا في شهر مارس/ آذار الماضي، خلال أسبوع الاتحاد الدولي، حينما نظم الاتحاد المغربي دوريًّا دوليًّا بمدينة الرباط، شاركت فيه منتخبات كوت ديفوار وتوغو وأوزباكستان، تمكن خلالها الشرعي لأول مرة من استدعاء المحترفين؛ لكن دون لاعبي المنتخب الأول، الذين لم ينضموا إلّا في آخر تجمع دخله المنتخب المغربي في 12 من الشهر الجاري كآخر محطة إعدادية للبطولة القارية".
وخلص عبيس إلى أن تحميل الشرعي مسؤولية الظهور الباهت للمنتخب المغربي الشاب، فيه كثير من التحامل عليه، داعيًا إلى ضرورة انتظار توالي المباريات لتظهر لمسته على المجموعة، قبل أن يختتم تصريحاته بالقول: "أنا على يقين بأن المنتخب المغربي سيشهد تطورًا تدريجيًّا في مستواه مع توالي المباريات؛ لكن المهم هو أن ينجح في العبور إلى الدور نصف النهائي، وألّا يفقد توازنه خلال مساره في البطولة".