اليابان تتجاوز محنها وتفتح ذراعيها للعالم في أولمبياد 2020

موفد winwin إلى أولمبياد طوكيو 

أطلقوا عليها لقب البلاد التي لا تغيب عنها الشمس، إنها اليابان بلاد الزلازل والأعاصير والبراكين، وهي البلاد التي يمكن أن نطلق عليها بـ"المعجزة " بعد قنبلة هيروشيما النووية، والتي كادت أن تمسح البشرية وتقضي على المياه والنباة والحياة.

ولكن اليابان نهضت من كبوتها وجرت في شرايينها الحياة لتصبح اليوم أعظم قوة اقتصادية في العالم. هذه المقدمة مستوحاة من مشاهدتنا على أرض الواقع للعاصمة طوكيو التي تستضيف حاليا أكبر تجمع رياضي كوني وللمرة الثانية بعد نسخة 1964. ويعتبر تنظيم أولمبياد طوكيو 2020 من قبل اليابان تحديا كبيرا للبشرية في ظل انتشار جائحة كورونا والتي عصفت بالعالم وتسببت في إفلاس مئات الآلاف من الشركات في العالم.

وكانت الألعاب مهددة بالإلغاء حتى اللحظة الأخيرة، حيث أثار تصريح المدير التنفيذي للدورة ضجة كبيرة عندما قال قبل يومين فقط بأنه لا يستبعد أن تلغى الدورة أو تؤجل من جديد، غير أن هذا التصريح تبين أنه موجه للاستهلاك المحلي، وحذرت اللجنة الأولمبية الحكومة وطالبتها باحترام التزاماتها.

وقد حرصت اللجنة المنظمة على أن تتوزّع المواقع والمنشآت جميعاً على منطقتين أساسيتين في العاصمة: منطقة خليج طوكيو، الموجودة على أرض اصطناعية مستصلحة، ومنطقة تراثية في قلب العاصمة تضم عدة مرافق من الألعاب الأولمبية لعام 1964 التي تم تجديدها أو إعادة بنائها. وخلال هذا التقرير نسلط الضوء على أبرز منشآت الدورة.

"كاسوميجاوكا" يحتضن الافتتاح والختام

يستضيف الملعب الأولمبي الجديد الذي تم تدشينه في نهاية عام 2019، حفلي الافتتاح والختام ومنافسات ألعاب القوى وكرة القدم، وقد تمت إعادة بناء الملعب الرئيسي لدورة ألعاب 1964 بشكل كامل في نفس الموقع، في قلب المدينة. وأصبح يطلق عليه استاد “كاسوميجاوكا” ويشهد إلى جانب الافتتاح والختام منافسات ألعاب القوى وكذلك المباراة النهائية لمسابقة كرة القدم للسيدات.
 

أحدث التكنولوجيا بالمركز المائي

يقع في خليج طوكيو ويستضيف منافسات السباحة والسباحة الإيقاعية والغطس، وقد كلف الموقع الجديد 516 مليون دولار لبنائه، ويعد مركز طوكيو للألعاب المائية مكاناً مميزا يجد فيه السباحون والغطاسون أحدث التقنيات. كما يمكن تحريك حوائط وأرضيات أحواض السباحة في هذا المركز إلكترونيا، في حين تقام على شاطئ "تسوريجاساكي" منافسات ركوب الأمواج ويحتضن مرفأ "إينوشيما" منافسات الشراع.

أرياكي.. التنوع بين أحضانه

تقام منافسات الكرة الطائرة وكرة السلة البارالمبية في هذا المبنى الجديد الذي تميز بتكنولوجيا الألواح الشمسية الموجودة على سقفه المنحني لتجنب انعكاسات الضوء على أبراج المباني المجاورة، ويحتوي المبنى على أجهزة استشعار حرارية ومضخات حرارية لتقليل انبعاثات ثاني أكسيد الكربون.
ويحتضن متنزه أرياكي الرياضي سباقات الدراجات "بي إم إكس" وكذلك منافسات "لوح التزلج" التي تدرج للمرة الأولى بالألعاب الأولمبية، في حين يحتضن متنزه "أرياكي" منافسات التنس.
 

نيبون بودوكان.. مركز الدفاع عن النفس

يستضيف مركز "نيبون بودوكان" الشهير منافسات الجودو والكاراتيه، فهو معروف بأنه معبد فنون الدفاع عن النفس، وتم بناؤه من أجل إقامة منافسات الجودو في أولمبياد طوكيو عام 1964، كما أنه أيضًا مكان أسطوري للحفلات الموسيقية في اليابان.

فوكوشيما.. مجد بعد الكوارث

ارتبط شمال شرق اليابان الذي دمره الزلزال والتسونامي والحادث النووي في فوكوشيما خلال مارس 2011، بشكل رمزي بأولمبياد طوكيو الذي أطلق عليها قبل الوباء اسم "ألعاب إعادة الإعمار" من قبل الحكومة.

ويحتضن ملعب أزوما للبيسبول منافسات البيسبول الأولمبية، وكذلك السوفتبول (السيدات). في حين يحتضن موقع "موساشينو فوريست سبورت بلازا" منافسات رياضة الريشة الطائرة وكذلك فعاليات المبارزة لمنافسات الخماسي الحديث.

استاد طوكيو من القدم إلى الرجبي

يستضيف استاد طوكيو فعاليات كرة القدم والرجبي خلال أولمبياد طوكيو 2020، كما سيستضيف المسابقات الأربع الأخرى (بخلاف المبارزة) في منافسات الخماسي الحديث. في المقابل تم تخصيص استادات "سابورو دوم" و"مياجي" و"إيباراكي كاشيما" و"يوكوهاما" الدولي و"سايتاما" لمنافسات كرة القدم.

القرية الأولمبية مشروع سكني

تتكون القرية الأولمبية من 21 مبنى يتكون كل منها من عشرة طوابق، وبسعة 18 ألف سرير خلال الألعاب الأولمبية وثمانية آلاف سرير خلال الألعاب البارالمبية، وقد تم تشييدها على قطعة أرضية مستطيلة تم استصلاحها على البحر.

وكانت اللجنة المنظمة قد افتتحت القرية الأولمبية قبل 10 أيام على انطلاق البطولة، وتمت الإشارة إلى أنها تستوعب أكثر من 20 ألف رياضي في المباني التي تضمها القرية الأولمبية، وقد يزيد العدد المتوقع على أكثر من 2200 مشارك خلال الدورة.
 

غابة البحر.. ممر الذهب

يشهد ممر غابة البحر منافسات التجديف والكانوي وسيتم الإبقاء عليه بعد الألعاب، وشيد على جزيرة خضراء اصطناعية في خليج طوكيو تحت ظلال جسر بوابة طوكيو، ويتكون من حوض بطول 2 كيلو متر وبه ثماني حارات ومحمي بسد.

في حين تم تخصيص مركز "تاتسومي" لمنافسات كرة الماء في هذا الأولمبياد، وتم تخصيص مجرى "سي فوريست" المائي لمنافسات التجديف والكانوي، وكذلك متنزه ومرسى "أودايبا" يشهد منافسات السباحة في المياه المفتوحة وكذلك منافسات السباحة لرياضة الترايثلون.

متنزه "آومي" يكتب التاريخ

للمرة الأولى في تاريخ الأولمبياد تقام منافسات التسلق الرياضي، وسيحتضن متنزه "آومي" المنافسات، كما تقام فيه منافسات مسابقة كرة السلة 3×3 التي تدرج أيضا في الدورات الأولمبية للمرة الأولى.

ويحتضن موقع "إيزو" منافسات تسلق الجبال بالدراجات ويحتضن طريق "فوجي الدولي" السريع سباقات الدراجات على الطريق وكذلك سباقات الدراجات ضد عقارب الساعة، في حين يحتضن متنزه "يومينوشيما" فعاليات القوس والسهم، ويحتضن مركز "أساكا" منافسات الرماية.
 

استاد "يويوغي".. تصميم فريد

يحتضن استاد "يويوغي" الوطني صاحب التصميم الفريد للمعماري الشهير كينزو تانجي فعاليات كرة اليد، في حين تحتضن قاعة "سايتاما سوبر آرينا" منافسات كرة السلة، ويحتضن متنزه "شيوكازي" منافسات الكرة الطائرة الشاطئية.

وتقام في متنزه الفروسية في منطقة باجي كوين فعاليات الترويض وقفز الحواجز ضمن منافسات الفروسية ويحتضن متنزه "موساشينونوموري" نقطة الانطلاق لسباقات الدراجات على الطريق.

من يشاهد كل هذه المنشآت تنتابه الدهشة، ومما يزيد من الدهشة أيضا هو قدرة المنظمين اليابانيين على إعداد العدة لتنظيم الدورة في ظل جائحة كورونا التي أوقفت العمل والأشغال في جميع المناحي.