القادري أمام الدنمارك.. لا يُلدغ مؤمن من جحر مرتين!

2022-11-23 00:40
من مباراة الدنمارك وتونس في كأس العالم قطر 2022 (Getty)
Source
المصدر
winwin
+ الخط -

افتكت تونس نقطة ثمينة من الدنمارك، في مستهل مشوار المنتخبين بالمجموعة الرابعة في كأس العالم قطر 2022، ما يمنح كتيبة المدرب جلال القادري دفعة هائلة لتخطي أستراليا في المباراة المقبلة، باعتبار "الكانغارو" نظريًا الحلقة "الأضعف" في المجموعة.

تعادل ضرب به القادري عدّة عصافير بحجر، إذ عطّل خصمه المباشر عن البطاقة الثانية في المجموعة "الدنمارك"، فضلًا عن رفع معنويات لاعبيه، بالنظر إلى  قوة الدنمارك التي تُعد ضمن نخبة منتخبات أوروبا، ما يدفعنا للقول أن التعادل كان "بمذاق الفوز".

شاهد ملخص مباراة تونس والدنمارك 


كيف انتزعت تونس التعادل أمام الدنمارك؟

استلهم المدرب القادري الجرأة من التجربة السعودية والفوز التاريخي على الأرجنتين، فبدأ المباراة مبادرًا بالهجوم والاستحواذ. وهذه النقطة تحديدًا افتقدها العرب في المباريات المونديالية عبر التاريخ، أمام نظرائهم من الأوروبيين واللاتينيين.

تعلّم القادري من درس الخسارة ضد البرازيل بخماسية قبل المونديال، فعمل على تأمين عمق دفاعه عبر الرسم التكتيكي "3-4-3". فانضمام ياسين مرياح إلى ديلان برون ومنتصر الطالبي، واللعب بثلاثي في قلب الدفاع ساعد على تحسين مردود الخط الخلفي.

تيقّن القادري أن التقهقر والاحترام الزائد للخصم، كما فعلت قطر في الافتتاح أمام الإكوادور، لن يجدي نفعًا، كما أن ركن "الباص" لن يكون الحل كما فعل هو أمام البرازيل، ولذلك عمل على التوازن، وطبّق المثل القائل "لا يُلدغ مؤمن من جحر مرتين".

لذلك لعبت تونس مباراة متوازنة للغاية في الدفاع والهجوم، ولم تظهر ثغرات واضحة لدى "نسور قرطاج"، باستثناء ما يتعلق بانخفاض المردود البدني للفريق في منتصف الشوط الثاني إلى نهاية المباراة تقريبًا، وهي الفترة التي سيطرت فيها الدنمارك على الكرة.

حوّل المنتخب التونسي طريقة لعبه التي بدأ بها المباراة "3-4-3" عند امتلاك الدنمارك للكرة؛ فينضم لاعبا الأجناب، محمد داغر وعلي العابدي، إلى ثلاثي الدفاعي، ويعود يوسف المساكني وأنيس بن سليمان إلى الوسط، ليصير التكتيك "5-4-1"، ويبدأ الاعتماد على الهجمات المعاكسة لحظة قطع الكرة، وقد أجادت تونس اللعب بالمرتدات في أكثر من مناسبة.

تشكيلة تونس والدنمارك في كأس العالم 2022 (f.mob)
تشكيلة تونس والدنمارك في كأس العالم 2022 (f.mob)


أبرز ما يمكن ملاحظته في المنتخب التونسي أمام الدنمارك هو تقارب الخطوط، واللعب في مساحات ضيقة -خاصة في الوسط- لعدم خسارة الكرة. كما أن لاعبي الأجناب دراغر والعابدي كانا الأنشط في المباراة من حيث الانطلاقات والركض.

وساعدت مهارات لاعبي تونس في بناء اللعب والتدرج بالتمريرات، خاصة المساكني الذي أكمل 3 مراوغات ناجحة (الرقم الأعلى في المباراة إجمالًا). في المقابل، لم يمنح لاعبو "نسور قرطاج" الدنماركيين فرصة لالتقاط الأنفاس في الثلث الأخير من الملعب؛ إذ فشل المنتخب الدنماركي في كل محاولات المراوغة، وفقد لاعبوه الكرة 12 مرة مقابل 9 للتونسيين.

محاولات تونس على المرمى كانت أكثر؛ ب13 تصويبة مقابل 11 للدنمارك. هذه النقطة تحديدًا تبيّن مدى جرأة وفاعلية لاعبي المدرب القادري، كما أن الركلات الركنية المحتسبة (9) توضحّ حجم الضغط الذي مارسه اللاعبون ضد مرمى الحارس كاسبر شمايكل.

في المجمل، لعبت تونس مباراة قوية دفاعيًا، ومميزة هجوميًا. واللاعب الأفضل في المباراة يمكن حصره بين 3 أسماء، أولهم عيسى العيدوني الذي لعب دور "بوكس تو بوكس" أي لاعب الوسط الذي يلعب في مساحة بين صندوق جزائه وصندوق جزاء الخصم.. ولعب العيدوني أفضل مبارياته على الإطلاق مع تونس.

أما الاسم الثاني فهو المهاجم عصام الجبالي، الذي هددّ مرمى الدنمارك في أكثر من مناسبة، وسجّل هدفًا ألغاه الحكم بسبب التسلل بفارق ضئيل عن مدافعي الدنمارك. ثم هناك الحارس أيمن دحمان، الذي تصدى لـ5 تصويبات على مرماه، كانت أي منها كفيلة بهزيمة تونس.

شارك: