العرب والمونديال.. يسقط الشعار المشرف!!

2022-11-10 12:00
مطالب جماهيرية من المنتخبات العربية بتقديم مستويات كبيرة في كأس العالم قطر 2022 (Getty)
علاء عزت
كاتب رأي
Source
المصدر
winwin
+ الخط -

منذ مشاركة مصر في مونديال إيطاليا 1934 كأول منتخب عربي يلعب في كأس العالم، ومن بعدها دول المغرب العربي: تونس والجزائر والمغرب، ودول المشرق العربي أو دول الخليج العربي: السعودية والكويت والإمارات والعراق، والكرة العربية ترفع شعارًا واحدًا، التمثيل المشرف، وتتعامل على أن مجرد الظهور على أكبر المسارح الكروية العالمية لهو إنجاز تُقام على شرفه احتفاليات إعلامية وجماهيرية صاخبة.

احتفالات كانت تسرق وقت الإعداد والاستعداد الجاد لخوض الغمار الكبير ومواجهة العملاقة، واللافت أن الاحتفالات كانت تذهب بعقول البعض وهو يحلقون في سماء الأحلام وتخرج تصريحات المنافسة العنترية، وما إن تدق ساعة الحقيقة؛ فنجد المنتخبات العربية تسقط بالضربات الفنية القاتلة وتكون أول مَن يسقط وتهوي من فوق المسرح الكبير وتودع البطولة من الأدوار الأولى، وإن كانت لِتلك القاعدة استثناءات محدودة، منها تأهل وحيد لمنتخبات :الجزائر والمغرب والسعودية الي الدور الثاني، من أصل 16 مشاركة للمنتخبات الثلاثة، فيما اكتفت بقية المنتخبات الخمسة بالوجود الشرفي في مرحلة دوري المجموعات.

ومع كل مونديال تبدأ وسائل الإعلام العربية موسم التباهي بالماضي، الإعلام المصري يتفاخر بأن منتخب الفراعنة كان أول منتخب عربي يشارك، دون التوقف أمام خانة "عدم الفوز" السلبية عبر 7 مباريات خلال 3 مشاركات، والإعلام الجزائري يصدح بالفوز التاريخي لرفاق ماجر وبلومي علي ألمانيا، ثم يتباكى علي مؤامرة "خيخون" الشهيرة في مونديال إسبانيا 1982..

أمّا الإعلام المغربي فيحيي ذكرى فوز "أسود الأطلسي" بقيادة الزاكي وبودربالة والتيمومي والبياز وضلمي والحداوي علي البرتغال 3-1 في نسخة 1986 بالمكسيك والتأهل كأول منتخب عربي وأفريقي للدور الثاني، والإعلام السعودي يزهو بكون "الأخضر" أول منتخب عربي يتأهل أربع مرات متتالية وبهدف العويران في مرمى بلجيكا، دون النظر إلى أنه الأكثر تعرضًا للهزيمة "11 مرة"، وهكذا .

مع الأسف، حتى الآن يَنظر العرب إلى المونديال من خلال الباب الضيق وهو حساب عدد المشاركات بغض النظر عن النتائج، فيما تكون النظرة مختلفة لدى الآخرين، فنجد منتخبات أفريقية فقيرة تترك انطباعات مذهلة من المشاركة الأولى، ومَن ينسى منتخب الكاميرون؟! وكيف سمع العالم زئير الأسود التي لا تُقهر بقيادة العجوز ميلا في مونديال 1990 والتأهل لربع النهائي؟!

ومَن ينسى كيف رقصت تلك الأسود على جثة المنتخب الأرجنتيني بالفوز عليه، وهو حامل اللقب في افتتاح ذات النسخة وتأهلت كأولى مجموعتها، ومنتخب النسور الخضراء "نيجيريا" الذي حقق 6 انتصارات .. ومنتخب "النجوم السوداء" غانا  الذي كان على بُعد ركلة ترجيح واحدة من السطوع في سماء نصف النهائي نسخة 2010 في جنوب أفريقيا.. حتى في الظهور الأول لتلك النجوم السوداء في فضاء المونديال لمعت بقوة بعد الفوز على التشيك وأمريكا في نسخة العام 2006.

وأنا أتابع ترشيحات خبراء ونجوم  العالم لمونديال 2022 والتي تعج بها كل وسائل الإعلام العالمية الآن ومنذ فترة، لم أرَ أحدهم يشير أو يراهن على منتخب عربي، ليس للفوز بالكأس، ولكن حتى لأن يلعب دور الحصان الأسود.

حزنت كثيرًا، وأغمضت عينيّ وأنا أسمع أوبريت "الحلم العربي" في محاولة مني للتغلب على الأمر الواقع.. واستيقظت من ذكريات الماضي وأنا أهتف: "يسقط  التمثيل المشرف، يسقط يسقط".

شارك: