الطريقة المناسبة ليتخلص ميشالاك من أهم سلبياته مع الزمالك

عندما تعاقد نادي الزمالك مع مدربه كارلوس كابرال الذي قاده لآخر ألقابه في دوري أبطال أفريقيا 2002، نشرت صحيفة المساء صورة من أول تدريب له والزمالك يتدرب بكرات صغيرة، وكان الهدف هو تحسين قدرة اللاعبين على السيطرة والاستحواذ على الكرة.

في علم التدريب عندما تُريد علاج مشكلة، حاول أن تعالج أساسها، عندما يتدرب اللاعبون بكرات صغيرة، هذا شيء قد يساعدهم على التحكم بالكرة بحجمها الطبيعي لو كانت أكبر. من هنا فكرة التدريب في تحسين النواقص.

الزمالك تعاقد مع الجناح الأيسر البولندي كونراد ميشالاك هذا الصيف قادمًا من نادي أحد الناشط في دوري يلو السعودي، وكانت أول 30 دقيقة للاعب أمام الأهلي في كأس السوبر الأفريقي عندما شارك كبديل ليست مثالية.

للوهلة الأولى ستعرف أن ما يُميز كونراد ميشالاك هو سرعته الفائقة، ومهارة السرعة مهارة غير مكتسبة، ومهمة جدًا للجناح، وهي ما تبرز تفوق لاعب بحجم أحمد سيد زيزو في الدوري المصري.

واللاعب البولندي لديه رقم مميز الموسم الماضي في الدوري السعودي الدرجة الأولى، أنه جاء في المرتبة الـ11 من حيث عدد مرات الركض التقدمي نحو مرمى الخصم ويقوم بها 3 مرات على الأقل في المباراة بمتوسط 71 مترًا في المباراة الواحدة. لكن ماذا عن سلبياته؟

سلبيات صفقة الزمالك الجديدة

اللاعب كما ذكرنا يحب المساحات وهي رأس مال اللاعب السريع،  وهو لاعب يحب طلب الكرة في مساحة أكثر من قدمه، لكن الأهلي في السوبر الأفريقي كان متراجعًا وترك الاستحواذ للزمالك، ولم يمنح ميشالاك أي مساحة.

اللاعب هنا لا تظهر أهم ميزاته في المساحات الضيقة، حتى إنه دخل في 5 مراوغات وخسرها كلها كما توضح الصورة أعلاه، وخسر 5 ثنائيات من أصل 7، وخسر الكرة 6 مرات، دون أن ينجح في صناعة أي فرصة أو القيام بأي تسديدة على المرمى.

هذا الشيء يسبب قلقًا كبيرًا بين أوساط جماهير الزمالك خاصة أن أسلوب لعب المدرب جوزيه غوميز يعتمد على الاستحواذ، والأهلي بكل قوته تراجع أمام الزمالك ولعب خلف الكرة، فماذا سيفعل ميشالاك أمام فريق أصغر ستلعب بدفاعات عميقة؟!

التدريب المناسب لعلاج سلبية ميشالاك

حسنًا، يعاني ميشالاك في اللعب في المساحات الضيقة في المباريات، فكيف نجعله يتحسن في هذا الأمر؟ الفكرة ببساطة حسب برنامج التدريبات من الاتحاد الإنجليزي هو أن تجعله يتمرن في مساحات أصغر. كما ذكرنا في أول فقرة عن حالة كابرال، فإن أردت أن تعالج سلبية لدى لاعب، ضعه في ظروف أصعب. وهذا هو الغرض من التدريب.

هناك تدريب تخصصي للمهاجمين والأجنحة يحسن وضعيتهم في المساحات الضيقة، بأن تجعلهم يتدربون في "ربع الملعب" بمسافة 75 مترًا بالطول و45 مترًا بالعرض، وتجعلهم يلعبون "مباريات مصغرة" بهذا الشكل بحسب الصورة أدناه.

ولكي يتحسن الأمر أكثر، يتم تخصيص 5 لاعبين للدفاع أمام 3 مهاجمين في تلك المساحة الصغيرة، وبكثافة التدريب في هذه المساحة الضيقة في "ربع ملعب" وأمام زيادة دفاعية، من الممكن أن يتطور لاعب الزمالك.

فعندما يخرج اللاعب لمباراة على كامل الملعب "وليس ربعه" سيكون لديه تحسن أفضل في التعامل مع المساحات، لأنه تدرب على أصغر منها حوالي 6 أيام في الأسبوع متواصلة مثلاً. فالغواص الذي يتدرب على الغوض لمسافة 50 مترًا سيكون من السهل عليه التعامل مع مسافة أقل.

التدريبات في المساحات الضيقة تجعل اللاعبين لديهم قرار سريع في التمرير، وسرعة اتخاذ القرار، وهي تضع النوع الصحيح من الضغط على اللاعبين الذين يتطلعون إلى الاستلام والتمرير وكذلك اللمسة الأولى لوضع الكرة في وضع يسمح بالتمرير في الاتجاه الصحيح.

تحليل | أوفي إيجاريا يمتلك ما يُريده مدرب الزمالك

اقرأ المزيد

يؤدي التركيز الأكبر على هذه التقنية إلى أداء أفضل في المباريات الفعلية عندما تصبح المساحات أكبر؛ إذ قارن الباحثون تأثيرات أنظمة التدريب المختلفة، بما في ذلك التدريبات التي أجريت في مساحات صغيرة، على الأداء الفني والتكتيكي والبدني للاعبي كرة القدم. في الدراسة، أظهر المشاركون الذين شاركوا في التدريبات في مساحات صغيرة تحسنًا أكبر في دقة التمرير، وكفاءة في المراوغة والوعي بالموقف.

بالتأكيد هناك سلبيات لكثرة التدريبات في المساحات الضيقة، فعلى سبيل المثال فهي تتجاهل جانبًا مهمًا من اللعبة وهو الضغط والوعي المكاني، لأن اللاعب عندما يتدرب على الضغط والتمركز في مساحات ضيقة فالأمر يكون أسهل. لكنه قد يجد مشكلة في اللعب في مساحات أكبر في مباراة واقعية.

لكن هذه النقطة تخص المدافعين، فالمدافعون في كثير من الأحيان يفضل أن يتدربون على مساحات أكبر للتعامل مع المواقف، لكن المهاجمين يفضل أن يتدربون في مساحات أصغر، لأن هذا ما سيجدونه في المباريات، وهذه هي حالة لاعب الزمالك الجديد ميشالاك.