البرتغال .. محاولة جديدة لتحقيق الحلم الضائع

يُلقّب المنتخب البرتغالي بـ"برازيل أوروبا"؛ وذلك لم يأتِ من فراغ، إذ يجمعه بمنتخب البرازيل بطل العالم (5 مرات) العديد من القواسم المشتركة، فبجانب اللغة البرتغالية التي يتحدث بها كلا البلدين، تتمتع الكرة البرتغالية بشعبية كبيرة.

يُعَدّ الاتحاد البرتغالي من أوائل الاتحادات الكروية نشأة، إذ تأسس عام 1914، لكن على العكس من البرازيليين، تأخر المنتخب البرتغالي كثيرًا في حصد الألقاب، رغم تعاقب كوكبة من اللاعبين الجبابرة عليه بمرور العقود الماضية، مثل إوزيبيو ولويس فيغو، وروي كوستا وغيرهم.

واستمر غياب البرتغال عن منصات التتويج إلى أن نجح القائد الجديد كريستيانو رونالدو، في فك النحس عن بلاده ومنحها أول ألقابها في بطولة كأس أمم أوروبا 2016، على الرغم من الأداء الأقرب للباهت في مسيرة البرتغاليين خلال أدوار البطولة القارية.

ولم يكتفِ رونالدو وزملاؤه باللقب الأول، بل عزّزوه بالتتويج بلقب دوري الأمم الأوروبية، البطولة التي استُحدِثت قبل سنوات قليلة فقط، ليضع البرتغال في مقدمة عضوية نادي الأبطال عام 2019، لكنه ما يزال يحلم باللقب الأكبر "كأس العالم" في قطر 2022.

مشاركات وإنجازات 

يشارك منتخب البرتغال في نهائيات قطر 2022 من المجموعة الثامنة إلى جانب منتخبات الأوروغواي وكوريا الجنوبية وغانا، حيث يتطلع منتخب المَّلاحين لحصد لقبه المونديالي الأول، باعتباره أحد المرشحين البارزين، ونظرًا لخبرات مدربه فرناندو سانتوس، والعديد من المهاجمين ولاعبي خط الوسط البارعين الذين يضمهم المنتخب في صفوفه.

ويبقى التحدي الأكبر أمام الفريق عمومًا ورونالدو خاصةً، الفوز بكأس العالم، بعد أن لامس البرتغاليون الحلم عندما بلغوا المربع الذهبي في نسخة ألمانيا 2006، لكن كانت النهاية عند المركز الرابع.

وفي قطر 2022، يتطلع منتخب البرتغال لإعادة اكتشاف نفسه بعدما تاهَ في رحى المنافسات العالمية، وبخلاف اللقبين الأوروبيين، لا يحفل سجل البرتغال في تاريخ كأس العالم بالكثير، إذ حقق بقيادة أسطورته أوزيبيو المركز الثالث في مونديال إنجلترا 1966، وهو الإنجاز الأبرز، بل إن الفريق لم يبلغ نصف النهائي حتى فك العقدة في نسخة ألمانيا 2006، لكنه ودّعها دون الوصول إلى منصة التتويج.

ويسجل منتخب البرتغال مشاركته المونديالية الثامنة في مونديال قطر 2022، وذلك بعد 7 مشاركات سابقة كانت في (إنجلترا 1966، المكسيك 1986، كوريا/اليابان 2002، ألمانيا 2006، جنوب أفريقيا 2010، البرازيل 2014 وروسيا 2018). 

الطريق إلى قطر 2022

رحلة البرتغال إلى نهائيات كأس العالم قطر 2022، كانت أشبه بـ"الولادة من الخاصرة"، إذ خاضت التصفيات من المجموعة الأولى برفقة منتخبات صربيا، أيرلندا، لوكسمبورغ، وأذربيجان، وشاركت قطر كضيف شرف في المجموعة.

كان من المنطق -على الورق- أن تكون صدارة المجموعة في المتناوَل، ولكن البرتغال فشلت في تحقيق هذا الهدف بالنهاية، حيث خاض الفريق 8 مباريات (5 انتصارات، وتعادلان وخسارة واحدة)، وجمع 17 نقطة احتل بها المركز الثاني خلف صربيا التي خطفت بطاقة التأهل المباشر.

كان على منتخب البرتغال خوض الملحق الأوروبي من أجل الحصول على تذكرة السفر إلى قطر، وبالفعل استضاف نظيره التركي على "استاديو دالوز"، أمام 48 ألف متفرج، وحقق انتصارًا مستحقًا (3-1)، بأهداف أوتافيو وديوغو جوتا وماتيوس نونيز، ليتأهل إلى نهائي الملحق.

دخل المنتخب البرتغالي بقوته الضاربة، ليجهز على مقدونيا الشمالية (التي أقصت إيطاليا) بثنائية نظيفة من توقيع برونو فيرنانديز، في المباراة التي أقيمت على أرضية "استاد دراغاو" أمام صيحات 48 ألف مشجع، شاهدوا تأهل فريقهم للنهائيات.

القيمة السوقية

يُعَدّ لاعبو منتخب البرتغال من أكثر اللاعبين قيمةً في السوق الكروية على الصعيد العالمي، إذ تبلغ قيمتهم 882 مليون يورو، ويأتي في المقدمة لاعب مانشستر يونايتد، برونو فيرنانديز، بقيمة سوقية قدرها 85 مليون يورو.

ويأتي ثنائي مان سيتي، برناردو سيلفا وروبن دياز، بعد نجم اليونايتد بقيمة قدرها 80 مليون و75 مليون يورو تواليًا، بينما تراجعت قيمة النجم الأول كريستيانو رونالدو صاحب أكبر عدد من الأهداف على المستوى الدولي إلى 20 مليون يورو، بعد مسيرة حافلة، إذ بلغت قيمته السوقية ذروتها بـ 120 مليون يورو خلال عام 2014.
 

إقرأ أيضا عن البرتغال

• البرتغال.. مباريات لا تنسى من تاريخ المونديال
• البرتغال.. التكتيك والتشكيل المتوقع
• البرتغال.. لاعبون برزوا عبر التاريخ