البرازيل والأرجنتين.. محطات سوداء في تاريخ "الكلاسيكو"
تعد مباريات البرازيل والأرجنتين من بين الأهم والأكثر إثارة في كرة القدم عبر العالم، بالنظر إلى حجم التنافس بين المنتخبين، ما جعل هذا اللقاء يتصدر المشهد العالمي، بما فيه من إيجابيات وسلبيات مهما اختلف الزمان والمكان، فبعيدًا عن المستويات الفنية والنتائج الرياضية، تبرز في تاريخ الكلاسيكو العديد من النقاط السوداء.
شهدت مباريات البرازيل والأرجنتين عبر التاريخ العديد من الأحداث المثيرة التي تشير إلى شدة التنافس الكبير، والذي تجاوز في الكثير من الأحيان المستطيل الأخضر وخرج عن نطاقه الرياضي، مثلما حدث في ملعب ماركانا فجر اليوم الأربعاء، حين سبق انطلاق الكلاسيكو أعمال شغب بين جماهير الفريقين استدعى تدخل قوات الأمن، ما تسبب في تأخير موعد انطلاق المباراة بنصف ساعة.
وخلال هذه المواجهة المشحونة، تمكن المنتخب الأرجنتيني من الفوز على نظيره البرازيلي بنتيجة (1-0)، على ملعب ماراكانا، لحساب الجولة السادسة من تصفيات أمريكا الجنوبية لكأس العالم 2026، لينفرد بطل العالم بصدارة جدول الترتيب.
على العموم، تميزت مباريات الأرجنتين والبرازيل بالندية عبر التاريخ، فالأرقام تؤكد أيضًا التقارب الكبير في النتائج، حيث جمعت المنتخبين 110 مباريات بمختلف المنافسات، حقق فيها "السيليساو" 43 فوزًا مقابل 41 انتصارًا لـ"الألبيسلستي" وانتهت 26 مواجهة بالتعادل.
عِداء كبير منذ أول مباراة بين المنتخبين
لُعبت أول مباراة بين المنتخبين في عام 1914، وانتهت بفوز الأرجنتين بثلاثية نظيفة، وشهدت تلك المواجهة صراعًا كبيرًا بين اللاعبين فوق أرض الملعب، وبين المشجعين في المدرجات، قبل أن تعرف أول مباراة للفريقين في عهد الاستقلال عام 1920 أحداث مؤسفة.
قبل مباراة ودية بين الأرجنتين والبرازيل، رفض 4 لاعبين برازيليين النزول إلى أرض الملعب احتجاجًا على تقرير لصحيفة أرجنتينية وصفت اللاعبين البرازيليين بالقرود الصغيرة "ماكاكيتوس"، وخلال المباراة حاول الأرجنتينيين تجاوز الأزمة، بإشراك 8 لاعبين فقط في المواجهة، وانتهت تلك المباراة بفوز "راقصي التانغو" بثلاثية نظيفة.
وفي عام 1937، وخلال نهائي بطولة "كوبا أمريكا" التقى المنتخبان مجددًا؛ لكن المباراة شهدت "حرب هتافات" بين الجماهير، وصرخت الجماهير الأرجنتينية في البرازيليين بكلمة "ماكاكيتوس" مقلدين صوت القرود.
وانتهى الوقت الأصلي لتلك المواجهة التاريخية على وقع التعادل السلبي بين المنتخبين، ليشهد الوقت الإضافي تقدم الأرجنتين بهدفين نظيفين، لتنسحب البرازيل من اللقاء، الذي وصفته الصحافة البرازيلية بـ"مباراة العار".
طرد مارادونا الشهير في مونديال 1982
من المباريات الراسخة في أذهان الجماهير البرازيلية والأرجنتينية، تلك التي جمعت المنتخبين في الدور الثاني من كأس العالم 1982 بإسبانيا، والتي شهدت حدثًا تاريخيًا كان بطله، الراحل دييغو أرماندو مارادونا، خلال مشاركته الأولى بالمونديال حين طرده حكم المواجهة.
كانت النتيجة تشير إلى تقدم المنتخب البرازيلي، قبل أن يفقد مارادونا أعصابه ويتدخل بعنف على البرازيلي باتيستا، ليسرع الحكم لتوجيه البطاقة الحمراء في واحدة من أسوأ الذكريات لمارادونا في تاريخ مشاركاته بكأس العالم، قبل أن يعوض ذلك في المونديال الموالي عام 1986، ويقود منتخب بلاده للمجد العالمي بالفوز بمونديال المكسيك.
إلغاء المباراة وإيقاف 4 لاعبين أرجنتينيين
شهدت مباراة المنتخبين بالجولة الثامنة من تصفيات كأس العالم 2022، حدثًا غريبًا آخر، تمثل في نزول ممثلين لمسؤولي السلطات الصحية إلى الملعب، حيث أوقفوا المواجهة قسرًا بسبب كسر 4 لاعبين من الأرجنتين لقواعد الحجر الصحي خلال جائحة كورونا "كوفيد 19".
اضطر الاتحاد الدولي لكرة القدم لإيقاف تلك المواجهة، وإعادة برمجتها في وقت لاحق، بينما تم تسليط عقوبة الإيقاف لمباراتين في حق رباعي الأرجنتين إيميليانو بونديا وإيميليانو مارتينيز وجيوفاني لو سيلسو وكريستيان روميرو، لعدم الالتزام ببروتوكول المباريات الدولية الخاص بفيفا.
رغم العِداء العام المسيطر على مباريات المنتخبين، إلا أن هناك أحداثًا إيجابية تكررت في مرات عديدة، يبدو آخرها في عام 2021، حين توجت الأرجنتين بلقب كوبا أمريكا على ملعب ماراكانا على حساب "السيليساو"، في مواجهة كانت هادئة، رفع فيها ليونيل ميسي أول ألقابه القارية.
تابع آخر أخبار winwin عبر Google News أخبار ذات صلة
