الباكر: الخطابات التي أحاطت بمونديال قطر لا يمكن فصلها عنه
نظمت وحدة دراسات الخليج والجزيرة العربية التابعة للمركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات الذي يديره الباحث والمفكر العربي، الدكتور عزمي بشارة، ندوة بعنوان: "مونديال قطر 2022 من منظور الخطاب: القوة، والسياسة، والرهانات"، اليوم الخميس 16 مارس/ آذار.
وقسمت الندوة إلى عدة جلسات استهلت بكلمة افتتاحية ألقاها عبد الرحمن الباكر الباحث في المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات والتي جاءت للتعريف عن أهداف الندوة ومساقاتها.
وتناولت الجلسة الأولى "مونديال قطر وأسئلة التعددية الثقافية"، والجلسة الثانية "مونديال قطر: قراءة في الخطاب الناقد"، بينما تطرقت الجلسة الثالثة لموضوع: "قراءة مونديال قطر من مواقع مختلفة"، والجلسة الرابعة "مونديال قطر: عودة إلى إطار العلاقات الدولية".
وأكد الباكر خلال كلمته الافتتاحية أن الندوة تهدف لاستئناف النقاش حول مونديال قطر 2022 الذي لم يتوقف أصلًا، مشددًا على أن النقاش حول المونديال خرج من كونه نقاشًا سياسيًا وفنيًا ليتحول إلى نقاش ثقافي".
وأضاف: "كانت البطولة فرصة لتدفق مذهل للرموز والمعاني والقيم.. والمهم هنا هو التأطير الأوسع لهذا النقاش في السجال الفكري والثقافي الذي يتجاذبه العالم".
وتابع: "أهمية مونديال قطر تتمثل في أن هذا الحدث.. لم يكن مجرد مسابقة رياضية لها نظام وجوانب تقنية، وأن الخطابات الكثيفة التي أحاطت به لا يمكن فصلها عنه، والحدث بدون هذه الخطابات أصم والخطاب هو الذي جعل له معنى".
وواصل: "تتمثل أهمية مونديال قطر إلى جانب نجاحه التنظيمي وما حققه من أرقام قياسية من حضور ومشاهدة ومتابعة حسب ما تشير إليه الإحصاءات، في كم الاستعمالات اللغوية والرمزية داخله وحوله وعنه، أي أن الخطاب المحيط به بذات الأهمية وقد يكون خطاب البطولة حاملًا لرهانات مختلفة إلى درجة يصح فيها القول إن مونديال 2022 كان مليئًا بالرموز والمعاني أكثر من كونه لاعبًا رياضيًا، ومن ثم تتخذ الندوة مادة لها من رموز حاولت أن تشتق من البطولة معاني محددة ويدخل في ذلك المعاني الرمزية".
ولفت الباكر إلى تأثير البطولات الكبرى وعلى رأسها المونديال في العلاقات الدولية، قائلًا: "رأى المختصون في حقل العلاقات الدولية أنها مظاهر لـ "القوة الناعمة" و"السمة الوطنية"، وهما الإطاران النظريان الأساسيان اللذان اتُخذا لفهم سلوك دولة تُصنَّف في "الدول الصغيرة" وما تريده من السعي لتنظيم هذه البطولة.
وأردف: "مع أن الوعي بالسلوك الرمزي والخطابي الذي كان معبِّرًا عن هذين الإطارين مهم جدًا، فإن الحدث الفعلي لكأس العالم في قطر وتدفقات المعاني والرموز والقيم خلالها يكشفان أن الأمر يتجاوز هذين الإطارين".
واستطرد: "تسعى هذه الندوة للذهاب أبعد مما ذهبت إليه الأدبيات التي حلّلت السلوك والأداء الرمزيَين والخطابيَين عن كأس العالم، من جهة أن كليهما تعبير عن "قوة ناعمة" و"سمة وطنية"؛ وذلك باكتشاف الأطر والأبعاد الأخرى للخطاب عن كأس العالم".
وختم الباكر كلمته بتحديد أبعاد الخطاب عن المونديال، قائلًا: "الأبعاد هي: الهوية، وعلاقات الشمال-الجنوب، المركزية الغربية ومواجهتها، وعالم ما بعد الاستعمار، والتعددية الثقافية، والعولمة والدول الصغيرة، وهذه المعاني ليست معاني بعدية لاحقة للحدث الرياضي بل هي جزء من هويته وتشكيله".