الأهلي يهزم بيراميدز.. ركلة جزاء مثيرة للجدل وسر تألق الشحات

تحديثات مباشرة
Off
2024-07-13 01:11
الأهلي يهزم بيراميدز في قمة الدوري المصري الممتاز (X/AlAhly)
Source
المصدر
winwin
+ الخط -

حسم الأهلي موقعته المهمة في قمة الدوري المصري مع بيراميدز، بعدما هزمه بثلاثة أهداف مقابل هدفين في المباراة المؤجلة من الجولة الرابعة عشرة، ليخطو حامل اللقب خطوة مهمة نحو الاحتفاظ بلقبه، بعدما رفع رصيده إلى 60 نقطة خلف بيراميدز رقميًّا بـ 8 نقاط، وأمام بيراميدز نظريًا بفارق 4 نقاط إن فاز الأهلي في مبارياته المؤجلة.

المباراة شهدت تقلبات في النتيجة، بعدما تقدم الفريق الأحمر بهدف ثم قلب بيراميدز النتيجة، بعد تسجيله هدفين رد عليهما الأهلي بهدفين هو الآخر ليحسم المواجهة الهامة.

كرة ثانية وأطراف مستباحة

الشوط الأول بدأ بأفضلية أهلاوية في الدقائق العشرين الأولى، وذلك بعدما نجح الأهلي في كسب الكثير من الكرات الثانية في وسط الملعب، مكنته من شن أكثر من هجمة مرتدة خطيرة على مرمى المنافس.

استغل الأهلي محاولة بيراميدز استخدام أطرافه بتصعيد الظهيرين للأمام، مع وضع مهند لاشين بين قلبي الدفاع أثناء عملية بناء اللعب، لكن مع عدم قدرة المنافس في النصف الأول من الشوط على اختراق دفاعات الأهلي، تمكن وسط المارد الأحمر من استخلاص أكثر من كرة، وضرب تلك الأطراف المستباحة جرّاء صعود كريم حافظ ومحمد حمدي اللذين خلفا وراءهما مساحات شاسعة.

حتى أثناء اللعب المنظم، كان حافظ وحمدي يتراجعان لكن فخري لاكاي ومصطفى فتحي لم يكونا حاضرين دفاعيًّا بالشكل الكافي في تلك الفترة، وربما حدث ذلك لعدم اعتيادهما قبول اللعب في بعض فترات المباراة، مقارنة بسيطرتهم شبه التامة على أغلب المباريات الأخرى التي يخوضونها، باستثناء مباراتي الأهلي والزمالك.

يورشيتش يتحرك

ربما يكون يورشيتش قد لاحظ ما لاحظناه، فبدأ في تعديل الأمور. أولًا أجرى تبديلًا يبدو وأنه كان مُتفقًا عليه مسبقًا باشتراك الشيبي الذي غاب عن التشكيلة الأساسية في قرار مفاجئ، فسره البعض بتجنب مصافحة حسين الشحات.

والتعديل الثاني كان في تثبيت فخري لاكاي بشكل أكبر على الجانب الأيسر، بدلًا من تحوله في بعض الفترات ليصبح رأس حربة ثانيًا، أو التنبيه بشكل واضح على بلاتي توريه للذهاب يسارًا للدفاع في تلك الجبهة مع حمدي، وذلك عندما يدخل لاكاي إلى العمق.

كما عدّل يورشيتش ترتيب خط وسطه خاصة في الشوط الثاني، فبعدما كان مهند لاشين يلعب كرأس مثلث مقلوب، قاعدته وليد الكرتي وبلاتي توريه، تم قلب المثلث لوضعيته الطبيعية بقاعدة مكونة من مهند لاشين ووليد الكرتي، ليلعب بلاتي توريه أشبه بصانع ألعاب رقم 10 ويتحول بيراميدز من طريقة 4/3/3 إلى 4/2/3/1.

متألقون

عدة لاعبين تألقوا في المباراة بوضوح، في مقدمتهم حسين الشحات الذي لم يلعب كجناح أبدًا بل لعب في أغلب أماكن الملعب. ميزة الشحات الكبرى هي أنه بغض النظر عن مستواه، يفكر دائمًا في أقرب طريق للمرمى.

اليوم كان في مستواه وكعادته كان مباشرًا جدًّا نحو المرمى، لا يفكر أبدًا في التمرير للأطراف كلما لاحت له فرصة التمرير في العمق لمن يمكنه التسديد على المرمى. بوصلته دائمًا هي هز الشباك سواء عن طريق زملائه أو عن طريقه.

لم يسجل اليوم لكنه كان مساهمًا كبيرًا في فوز الأهلي بعدة فرص صنعها، بالإضافة إلى تمريرة حاسمة سجل منها أبو علي هدف الأهلي الأول، كما تحصل للأهلي على ركلة جزاء أعادته للمباراة وقضت على الشكوك حول قدرة المارد الأحمر على العودة، لكنها ركلة جزاء ستثير الجدل بشكل كبير، بعدما دهس الشحات على بطن محمد حمدي، فإذا بالحكم الإسباني يحتسب اللقطة لصالح نجم الأهلي الذي استحق جائزة رجل المباراة.

من بيراميدز كان المدافع محمود مرعي في قمة مستواه، وتمكن من إيقاف الكثير من الكرات الخطيرة على مرمى فريقه، وكان حاضرًا لتغطية أخطاء أكثر من زميل في التمرير خلال عملية بناء اللعب التي شهدت الكثير من الأخطاء المستهترة من زملائه اللاعبين.

كما قدم فستون ماييلي مباراة كبيرة، وكان مزعجًا جدًّا لدفاع الأهلي الذي احتاج لتضافر جهود جماعية لإيقاف المهاجم الذي كان خطيرًا كلما أتيحت له فرصة الانفراد، إما برامي ربيعة أو محمد عبد المنعم.

كذلك يُحسب لمحمد مجدي أفشة تسجيله لهدف قد يكون هدف حسم الدوري، عندما اتخذ قرار التسديد ليمنح الأهلي ثلاث نقاط غالية جدًّا.

خارج نطاق الخدمة

مباراة اليوم كذلك شهدت ظهور بعض اللاعبين بمستوى ضعيف، في مقدمتهم إمام عاشور الذي قدم مباراة أقل كثيرًا مما يُنتظر تقديمه من لاعب يعد ضمن الأفضل في فريق الأهلي، لكنه كذلك قدم تمريرة ممتازة لحسين الشحات أسفرت عن لقطة ركلة الجزاء، وربما لقطات إمام عاشور المميزة في المباراة كانت تنحصر في تمريراته القطرية الدقيقة والمميزة والمؤثرة، بينما بالغ في الاحتفاظ بالكرة في عدة لقطات أخرى كما ظهر بمستوى ضعيف دفاعيًّا.

الأمر نفسه ينطبق على مصطفى فتحي الذي لم يظهر كثيرًا في المباراة، وإن كان جيدًا في اللقطات التي وصلت إليه الكرة فيها على قلتها، لكن اللاعب السيئ فعلًا في بيراميدز وكان بعيد تمامًا عن مستواه هو وليد الكرتي، الذي قد تغطي تمريرته الحاسمة في الهدف الأول على سوء مستواه، إلا أنه ارتكب كثيرًا من الأخطاء في التمرير، والأهم ظهوره بمستوى بدني سيئ، فقد غاب دفاعيًا، وحتى في لقطة هدف أفشة كان يُفترض تمركزه في تلك المنطقة للتغطية، لكنه كان غير قادر على مواكبة تسارع الهجمة.

يمكن القول كذلك إن رهان كولر ويورشيتش على كلٍ من خالد عبد الفتاح وكريم حافظ لم يكن ناجحًا، فعبد الفتاح ظهر بعيدًا عن المستوى المأمول، وتباطأ في التمرير للأمام في أكثر من لقطة، كما كاد يرتكب كارثة أمام فيستون ماييلي، بينما لا يمكن لوم عبد الحافظ على مستواه بالنظر لمركزه، لكنها في نهاية الأمر مباراة للنسيان للظهير الأعسر.

لا ننسى كذلك أخطاء وقع فيها حارسا المرمى، فمحمد الشناوي يعد مسؤولًا مباشرًا عن الهدف الثاني لبيراميدز، بخروجه الخاطئ وإن كان الفريق السماوي قام بتحريك ذكي لأحمد سامي الذي تعمد الوصول لمنطقة الجزاء متأخرًا، لتجنب الرقابة على لاعب طويل القامة مثله.

أما أحمد الشناوي فليس خطؤه الأول ولن يكون الأخير بطبيعة الحال. فقد أخطأ في عدة مباريات سابقة كما حدث مؤخرًا أمام المقاولون وسموحة، وحتى في مباريات سابقة أمام الأهلي كان الشناوي يقع في أخطاء فادحة.

اليوم لم يكن خطأ فادحًا لكن حارسًا آخر يتمركز بشكل سليم قبل تسديدة أفشة كان ليتصدى لتلك الكرة، إذ لم يتمركز الحارس الدولي السابق في منتصف المرمى وقت التسديد، لذلك عانى للحاق بالكرة التي تم تسديدها بباطن القدم.

الخلاصة في موقعة بيراميدز والأهلي

المباراة كانت سجالًا مع أفضلية نسبية للأهلي الذي صنع فرصًا أكثر، وذلك رغم أن بيراميدز كان قادرًا على تهديد مرمى الأهلي عندما سعى لذلك. إشارة مدربه تدل على عدم رغبته في دفاع لاعبيه بشكل مبالغ فيه عندما تقدموا في النتيجة، لكن أحيانًا لا يمكن إيقاف زخم الفريق الآخر فتلجأ للتراجع.

ركلة الجزاء التي تحصل عليها الأهلي كانت كذلك منعرجًا واضحًا في المباراة، فبعدها زالت الشكوك لدى الأهلي واستعاد توازنه، أما تبديلات بيراميدز عقب التبديل الأول فكانت كلها تصب في فكرة أن الفريق رغم تشكيلته الأساسية القوية إلا أنه لم يعد يمتلك بدلاء يمكنهم صناعة الفارق، بعد ابتعاد رمضان صبحي وغياب إبراهيم عادل وبدرجة أقل محمود صابر.

أما الأهلي فكان لديه بديل قادر على صناعة الفارق وهو أفشة، الذي كان اشتراكه منطقيًا بالنظر لمستوى إمام عاشور، وكذلك لقتاله على مركز في تشكيل الأهلي ورغبته المستمرة في الإضافة، وقد تمكن من ذلك في مباراة اليوم.

شارك: