الأصالة.. شعار قطر في افتتاح ملعب الريان
يستعد عالم كرة القدم لافتتاح ملعب "الريان"، رابع الاستادات المُعدة لاستضافة مونديال قطر، والمقرر إقامته خلال الفترة بين 21 نوفمبر/تشرين الثاني و18 ديسمبر/كانون الأول للعام بعد القادم 2022، وللمرة الأولى في أرضٍ عربية في تاريخ النهائيات العالمية.
ويُفتتح الاستاد الجديد، المُشيد على أرضية ملعب "أحمد بن علي"، من خلال احتضانه المباراة النهائية لمسابقة كأس أمير قطر، الجمعة، ويتوقف كثيرون لرؤية آخر إنجازات لجنة المشاريع والإرث قبل عامين من منافسات كأس العالم، وفي يوم يوافق العيد الوطني للإمارة الخليجية.
ويمتاز استاد "الريان" في تصميمه الجديد بكونه معبرا ويحمل دلالات حقيقة على بيئته المحيطة، والتي تتمتع بأصالة سكانه، مع ارتباط قوي بثقافات مُكرسة بالمجتمع، وترابط قوي بين مواطنيه، ما يزيد كثيرا من خصوصية المنشأة وأهميتها للمدينة ككل.
وتقع مدينة الريان جغرافيا على مقربة من العاصمة الدوحة، في الطريق إلى الصحراء غربا، ويحمل التصميم المنفذ للملعب الجديد محاكاة للمنطقة وما بها من طبيعة صحراوية خاصة، تدعو للحفاظ على الماضي والاستقاء من تقاليده الجميلة للمضي قدما نحو مستقبل مشرق.
وحاول القائمون على أعمال تشييد الملعب استحضار شخصية قطر، كدولة خليجية تفخر بماضيها الصحراوي وثقافة مدينة، تعير مكانة كبيرة لدور الأسرة الفاعل في المجتمع، وما في ذلك من معانٍ جميلة، تؤكد وحدة الصف، قبل أن تتزين البلاد بأسرها لاستقبال العالم أجمع بعد عامين.
وأكدت قطر إيمانها بقيمة تاريخها الصحراوي، من خلال خطوات جادة قامت بها لجنة "المشاريع والإرث" للمحافظة على الطاقة، مع توفير بيئة نظيفة لمواطنيها وزوارها خلال النهائيات العالمية، وسيكون حضور ملعب "الريان" في مونديال 2022 قادرا على الانتقال لمحيط الاستاد عبر نظام المترو الصديق البيئة، إلى جانب تأسيس محطة خاصة بتوليد الطاقة المتجددة، ومن هنا يمكن نعت الاستاد باسم الاستاد المُستدام.
واستخدمت لجنة الإرث 90% من مخلفات هدم الاستاد القديم في تشييد ملعب الريان، وهو سلوك يؤكد اتباع المسار العالمي الحديث، والخاص بأهمية عمليات إعادة التدوير في مجالي الصناعة والبناء.
وأنهى المسؤولون عن تشييد الملعب تركيب 40 ألف مقعد، وهي السعة الاستيعابية الرسمية للاستاد في النهائيات، على أن تُخفض إلى النصف مع نهاية المونديال، وإهداء 20 ألف مقعد لمشروعات تطوير كرة القدم حول العالم.
وسيكون بمقدور 20 ألف متفرج الاستمتاع بنهائي كأس أمير قطر، بين فريقي السد والعربي، وسيمثل ذلك خطوة كبيرة في طريق عودة الجماهير للمدرجات، بعد أشهر طويلة من الغياب بسبب انتشار فيروس كورونا المستجد، ومن الجيد حقا أن يحدث ذلك في ملعب، صُمم لتعريف العالم بثقافة وتاريخ البلاد، إلى جانب شخصية المواطن القطري.
وسبق لقطر أن أعلنت عن 3 استادات أخرى، تم إنهاء العمل في اثنين منهما، مع تطلعات ورغبة حقيقية في إكمال المشروع الفريد من نوعه بتاريخ احتضان منطقة الشرق الأوسط للتظاهرات الرياضية الدولية.
ومع كل ملعب جديد تُنهي قطر تجهيزاته، وبمرور الأيام، يتضاعف الشعور باقتراب الحلم واقتراب اليوم، يوم زهو قطر وأقطارنا كافة باستضافة المونديال.