اشتعال التوتر بين جماهير الوداد والرجاء قبل الديربي 

2023-04-04 01:10
جماهير الرجاء المغربي (facebook/Green.Boys)
Source
المصدر
winwin
+ الخط -

وافقت السلطات المحلية لمدينة الدار البيضاء بشكل رسمي، اليوم الإثنين، على حضور الجمهور في "ديربي المغرب" الذي يحتضنه ملعب محمد الخامس، يوم الأربعاء المقبل، لحساب الجولة الـ21 من الدوري المغربي للمحترفين، إثر اجتماع عقد بالعاصمة الاقتصادية ضم السلطات الأمنية للمدينة، وممثلين عن إدارة الوداد والرجاء الرياضيين، واللجنة المنظمة.

وظل الترقب يسود المتتبعين لمصير الحضور الجماهيري في الديربي البيضاوي، بعد قرار سابق للاتحاد المغربي بمعاقبة جمهور فريق الرجاء (الطرف المُستقبل للمباراة) بعدم حضور أربع مباريات اثنتين منهما داخل الميدان، قبل أن تتدخل رابطة الدوري الاحترافي، وتقرر إلغاء العقوبات السابقة، واكتفت فقط بغرامة مالية، تطبيقا للصلاحيات الجديدة التي باتت تتمتع بها، إثر قرار للمكتب التنفيذي للاتحاد قبل أسبوعين.

استياء من أسعار التذاكر

أثار مجلس إدارة الرجاء الرياضي استياء الجماهير البيضاوية، بعدما قرر رفع أثمنة التذاكر لحضور الديربي بمضاعفة قيمتها لأكثر من ثلاث مرات؛ إذ تراوحت ما بين 10 و20 دولار للمنصات العادية والجانبية، ورفض جمهور الوداد على الخصوص فضلًا عن العديد من المشجعين الرجاويين، رفع سعر التذاكر في واحدة من أهم مباريات الدوري المغربي، التي تعرف حضورًا جماهيريًا قياسيًا، ولوحات و"تيفوهات" على المدرجات، في ظل معاناة المواطن المغربي من أزمة ارتفاع الأسعار.

ولوَّح جمهور الوداد الرياضي بمقاطعة المباراة، كنوع من الرد على رفع سعر التذاكر من قبل إدارة الرجاء، لاسيما أن مباراة الذهاب حافظ خلالها نادي الوداد على الأسعار العادية التي تراوحت بين 3 و5 دولارات فقط؛ إذ يترقب الجمهور الأحمر القرار النهائي لمجموعة الفائزين (إلتراس وينرز) بخصوص حضور المباراة من عدمه.

كما أججت تغريدة لعزيز البدراوي -رئيس الرجاء الرياضي- حدة الغضب، بعد رده على احتجاج بعض جماهير الرجاء على ارتفاع أثمنة التذاكر، بالقول: "من لا يملك ثمن التذكرة ما عليه سوى مشاهدة المباراة في المنزل، فهي منقولة مباشرة على القنوات الرياضية"، وختم بالآية الكريمة "لا يكلف الله نفسا إلا وسعها".

تراشق بين الوداد والرجاء

اشتعلت الأجواء بين الفريقين أيامًا قبل المواجهة المرتقبة، وصلت حد التراشق في بيانات بين "برلماني" الوداد والرجاء من خلال مؤسسة "المنخرطين" التابعة للفريقين المغربيين. 

وهاجم "برلمان" الوداد غلاء أثمنة تذاكر مباراة الديربي، واتهموا الاتحاد المغربي والسلطات المحلية بمحاباة الرجاء، وتابع: "بلغ السيل الزبى لدى الجماهير الودادية خاصة، والمغربية عامة، من حجم المحاباة التي ما فتئ يستفيد منها خصمنا المقبل".

وتطرق البيان لمشكلة إغلاق بعض مدرجات ملعب محمد الخامس لخضوعه للإصلاحات، وهي مدرجات خاصة بجماهير الوداد، وأكمل البيان: "إغلاق المنطقة 6 بملعب محمد الخامس، المخصصة لجماهير نادي الوداد الرياضي في مواجهات الديربي، وما قابله من تجاهل تام لأي محاولة لتعديل الكفة والموازنة بين الطرفين بإغلاق المنطقة 7 (المخصصة لجماهير الرجاء) ضمانا لمبدأ تكافؤ الفرص، ثم الرفع المبالغ جدًا فيه لأثمنة التذاكر مما لا يتماشى والظروف الاقتصادية والاجتماعية التي تمر فيها البلاد، كمحاولة فاشلة من مسيرين فاشلين لاستغلال حب جماهير الوداد لفريقها من أجل توفير السيولة الكافية لدفع الأجور والفواتير، وجاءت كأفعال محفزة تقوم مقام الوقود المصبوب على نار متقدة، لا ندري لأي مدى قد يصيب لهيبها إن استعرت وطارت شراراتها".

وختم برلمان الوداد بالقول: "ببلاغنا هذا، نكون قد أزلنا المسؤولية عن عاتقنا، ووضعنا تشريحًا دقيقًا ومختصرًا للوضع الحالي، وكذا مناحي التطور الممكنة حسب كل قرار تم اتخاذه، وكلنا ثقة في أن عقلانية المسؤولين وحرصهم على الصالح العام سيكونان فوق كل الاعتبارات الضيقة".

ولم ينتظر برلمان الرجاء كثيرًا، وأصدر بدوره بيانًا يرد فيه على نظيره الودادي قال فيه: "الوداديون يشتكون من غلاء التذاكر، وعندما يحتج نادي الرجاء على هزالة منحة النقل التلفزي يخرج مسيرهم ويعترض على هذا الاحتجاج"، وأكمل: "أضحت جدران مواقع التواصل الاجتماعي كل مرة تتقاطر بدموع البكاء والعويل من فرط الإسهال الذي يصيب البعض في التسابق على التشاكي والتباكي من خلال بلاغات استباقية، يشتكون من عدم استفادتهم من المنطقة 6 من الملعب وهي المنطقة التي يشهد التاريخ أنها تظل شبه فارغة وامتلاؤه يعد استثناء، ثم يحملون المسؤولية لنادي الرجاء وهم ضيوف وكأن نادي الرجاء من أصدر قرارا إداريا بمنع دخول الجماهير لهذا الجزء من المدرجات لأسباب وقائية".

خبير أمني يحذر من توتر الأجواء قبل الديربي 

حذر محمد بوزفور، الخبير الأمني المتخصص في الشغب الرياضي، من عواقب التوتر الذي يلوح في الأفق بين جماهير الفريقين قبل الديربي، وقال في تدوينة على حسابه الشخصي بمنصة "فيسبوك" للتواصل الاجتماعي: "يتضحُ أنَّ هناكَ توتراتٌ مُتسارعةٌ قبل الديربي، تُسْتقرأ من خلال التراشقِ بالبلاغاتِ والاتهامات القريبة من العُنفِ اللغوي بين مؤسستي المنخرط  التابعتين للناديين والتي أصبحتْ تبتعدُ عن أدوراها المُقننة وتُساهمُ في تأجيج ردودِ فِعْلِ الأنصار والمُحِبين من هنا ومن هناك على صعيد الفضاء الأزرق، في ظلِ احتدامِ السِجال الدائرِ حول ثمنِ التذاكرِ وما يُسمى بالمنطقة 6 وهوامشَ أخرى ذاتُ تأثير على نفسية الجمهورين التي تزداد سُخونةً مع اقتراب الموعد الكروي الأكثرَ حساسيةً بالمغرب".

ونبه بوزفور إلى عدم تجاهل ارتفاعِ حِدَّةِ التعليقات بعد أنْ كان الاتحاد المغربي قد قرر عدم حضور الجمهور للديربي في وقتٍ سابقٍ، ثم عادتْ رابطة الدوري الاحترافي لتُعيدَ الجمهورَ للديربي البيضاوي، وأكمل: "ليس مطلوباً أن نعرفَ مَنِ المُخطئ من الجانبين.. لكن المأمولُ أنْ يتمَ استحضارُ العقلِ الجماعي لوقف التصعيدِ ونَبْذِ التأزيم.. الصوابُ هو أن تلتحِمَ الاراداتُ الراشدةُ والتوافقاتُ المشتركة بمدينة الدار البيضاء للقطعِ جِذرياً مع السيناريوهاتِ الأسوأ أو احتواءِ أسبابِ الخِلافِ بين الطرفين".

ولم يستبعد الخبير الأمني "تمظهُر الأثارِ السلبية لتلك التجاذباتِ على مستوى نقاءِ مضامينِ "التيفوهات" التي ستُرفعُ من الطرفين، في الوقتِ الذي تنتظرُ فيه الأغلبيةُ من الناسِ الاستمتاعَ -في أجواءٍ ملائمةٍ- بالعُرْسِ الكُروي وبالفُرجةِ وبالاحتفاليةِ النظيفةِ على مستوى المُدرجاتِ"، مذكرا في الوقت ذاته، بأهمية ربح رهان الديربي، الذي تسلط عليه كاميرات العالمِ، في الوقت الذي ترشح المغربُ لتنظيم كأس العالم (2030).

شارك: