إيتو لـwinwin: هذه العوامل قادت المغرب لإنجازه المونديالي
رفض صامويل إيتو، رئيس الاتحاد الكاميروني لكرة القدم، وصف الإنجاز التاريخي الذي حققه المنتخب المغربي لحد الآن في نهائيات كأس العالم قطر 2022 بـ"المفاجأة".
وتأهل المنتخب المغربي إلى الدور نصف النهائي من مونديال قطر 2022، ليصبح "أسود الأطلس" أول منتخب عربي وأفريقي يبلغ المربع الذهبي لنهائيات كأس العالم، عبر كل العصور.
وقال نجم الكرة الأفريقية، إيتو، في حديث خاص لـ"winwin"، إن ما يقدمه المغرب في ملاعب قطر هو "إنجاز مستحق، نابع من عمل جبار، واهتمام كبير بتطوير كرة القدم في المملكة المغربية، وحضور ذهني وبدني قوي للاعبين، بقيادة طاقم فني شاب، مزود بتكوين علمي عالٍ".
وأضاف إيتو أن الشخصية القوية التي ظهر بها المنتخب المغربي في مبارياته بمونديال قطر 2022 هي الشخصية والعقلية التي دعا بنفسه إلى تبنيها خلال مشاركات المنتخبات الأفريقية في البطولة.
وتابع موضحا: "الكثيرون لم تعجبهم تصريحاتي حينما رشحت المغرب لبلوغ المباراة النهائية رفقة منتخب بلدي الكاميرون، تلك التصريحات لم تكن عبثية إطلاقا؛ لأننا في أفريقيا لدينا نجوم يلعبون في أكبر الأندية الأوروبية، بل ويُعدون من نجوم الصف الأول داخل القارة العجوز".
وأضاف إيتو: "لدينا جميع الإمكانات التي تضاهي ما تتوفر عليه معظم المنتخبات في أوروبا وأمريكا اللاتينية، ونحن نتفوق عليهم في بعض الجوانب المتعلقة بالمهارة والموهبة.. كان ينقصنا فقط الثقة بأنفسنا وقدراتنا، وعلينا دعم المغرب الذي بات اليوم مثالا لتغيير العقليات الانهزامية السائدة، بعقليات أخرى يجسدها أسود الأطلس".
وتحدث نجم برشلونة وإنتر ميلان سابقا عن المجهودات التي بذلها القائمون على الشأن الكروي في المغرب منذ سنوات؛ من أجل تطوير الكرة المغربية وإصلاح المنظومة، عبر سنّ قوانين متعلقة بالمسابقات المحلية، وتجهيز البنيات التحتية وتطويرها، بداية بتأسيس أكاديمية محمد السادس الدولية، التي أعطت اليوم عددا من لاعبي المنتخب المشارك في قطر، وكذلك افتتاح مركز محمد السادس الدولي بالمعمورة، الذي اعتبره من بين أفضل المراكز الرياضية وأكبرها مساحة في العالم، والأكبر في القارة الأفريقية.
وتابع إيتو قائلا: "زرت مركز المعمورة، ووقفت على حجم الاستثمارات التي بذلها المغرب في تجهيزها بأفضل الملاعب الطبيعية والصناعية، والمراكز الطبية المجهزة بأحدث الوسائل التي قد لا نجدها لدى العديد من الأندية في الدوريات الأوروبية الـ5 الكبرى، فضلا عن اهتمام المغرب بإصلاح جميع ملاعبه، حتى أننا شاهدنا كيف اختارت العديد من المنتخبات الأفريقية استقبال مباريات رسمية في التصفيات العالمية والقارية في الرباط ومراكش وأكادير وطنجة".
وأوضح إيتو أن المغرب أعطى إشارات قوية قبل المونديال، حينما سيطرت أنديته على مسابقتي دوري الأبطال وكأس الاتحاد الأفريقي، فضلا عن الكرة النسوية، التي شهدت بدورها طفرة في المغرب ببلوغ منتخب المغرب النسائي المباراة النهائية لكأس أفريقيا النسوي الأخير، وتتويج نادي الجيش الملكي بدوري الأبطال للسيدات، بعدما كان إلى وقت قريب غائبا عن الساحة الأفريقية.
كما دعا إيتو وسائل الإعلام عبر العالم إلى التوقف عن الحديث عن "المفاجآت" أو "الصدف" في وصف إنجازات المغرب أو أي منتخب أفريقي آخر في المونديال، معتبرا أن هذه الأوصاف تكرس العقلية القديمة التي تقلل من شأن الكرة في أفريقيا أمام بقية العالم.
واختتم إيتو تصريحاته قائلا: "الخطاب الإعلامي العالمي والأفريقي يجب أن يتوقف عن الحديث عن المفاجآت، نحن هنا في أفريقيا نريد عقلية جديدة، تدخل المنافسات العالمية للفوز بالألقاب.. حان الوقت لتنهض أفريقيا، وسنقف خلف المغرب ليكون حامل المشعل في دورة قطر، وسنحاول نحن أيضا فعل ذلك فيما بعد، وأقولها منذ الآن: أفريقيا ستعمل على الفوز بلقب كأس العالم بعد أربع سنوات".