إنفانتينو: استعدادات قطر لكأس العالم 2022 الأفضل على الإطلاق
"قطر مستعدّة لاستضافة بطولة كأس العالم لكرة القدم أكثر من أي دولة على مرّ التاريخ.. وستقدّم أفضل بطولة كأس عالم لكرة القدم على الإطلاق"، كان ذلك أبرز ما قاله جياني إنفانتينو رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم (FIFA)، في الجلسة النقاشية الافتراضية التي عقدتها مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع.
وتقام سلسلة من المحاضرات في المدينة التعليمية بمناسبة بدء العدّ التنازلي "عام واحد" على بدء بطولة كأس العالم FIFA قطر 2022 المقرر انطلاقها في 21 نوفمبر 2022. وتناول المتحدثون في هذه الجلسة محاور متنوعة، بدءًا بما تمثله هذه البطولة التاريخية من إرثٍ اجتماعي واقتصادي لدولة قطر والمنطقة العربية، مرورًا بـ"الفنادق العائمة" وهي عبارة عن سُفن سياحية ستستضيف المشجعين، وصولًا إلى المساعي الرامية إلى تعزيز القطاعين السياحي والصناعي بدولة قطر من خلال هذا الحدث.
وتخلل الجلسة النقاشية التي عُقدت بعنوان "بطولة كأس العالم FIFA قطر 2022.. بدء العد التنازلي لبطولة تاريخية"، إعلان مؤسسة قطر عن شراكة جديدة مع FIFA، تهدف إلى تعزيز الشمولية بما يضمن إشراك الشباب من مختلف الفئات في الأنشطة الرياضية، بالإضافة إلى ما ستُثمره هذه الشراكة من إطلاق لتطبيق إلكترونيّ عالمي مخصص للمدارس يتمحور حول كرة القدم وذلك في عام 2022.
إنفانتينو: تجهيزات قطر لكأس العالم 2022 لم يسبق لها مثيل
وخلال مشاركته في هذه الجلسة ضمن سلسلة محاضرات المدينة التعليمية، قال جياني إنفانتينو: "لم أشهد قطّ استعدادًا على هذا النحو لاستضافة بطولة كأس العالم لكرة القدم، كما هو الحال في قطر. كل التجهيزات مكتملة على مستوى البنية التحتية، ما يعني أننا سنركز في هذه البطولة على أن يحظى المشجعون القادمون إلى قطر بتجربة رائعة في جزء من العالم يرحب بالجميع، في بلدٍ رائع، ومنطقة رائعة". وتابع: "هذه البطولة لن تكون الأفضل على الإطلاق فحسب، وإنما ستكون حقًا فريدة من نوعها".
وفي حديثه عن الإسهامات التي ستقدّمها بطولة كأس العالم FIFA قطر 2022 الأولى من نوعها في الشرق الأوسط والعالم العربي، لتحقيق المزيد من الازدهار للعبة كرة القدم في العالم، قال إنفانتينو: "تتمثل رؤيتنا في الاتحاد الدولي لكرة القدم (FIFA) بجعل كرة القدم رياضة عالمية بحقّ. غالبًا ما نقول إنها رياضة عالمية، لكن عندما نتعمق في ذلك نُدرك أن احتراف هذه الرياضة لا يزال مرتكزًا بين عدد من الفرق في أوروبا، لذلك نحن بحاجة لإعطاء المزيد من الفرص وإتاحة هذا المجال لمزيد من المجتمعات، وذلك من خلال كرة القدم، ولا سيما المجتمعات في العالم العربي، وهذا يعتبر أمرًا مهمًا".
وأضاف: "يوجد في هذه المنطقة 450 مليون شخص، وهناك شغف كبير لكرة القدم في العالم العربي، لذا أعتقد أن استضافة بطولة كأس العالم لكرة القدم هنا، ولأول مرة في التاريخ، كحدث رائع، ستكون لها قدرة هائلة على إلهام الشباب والأجيال المقبلة في هذه المنطقة، لتطوير هذه الرياضة على اختلاف مستوياتها".
وختم إنفانتينو: "نحن في الاتحاد الدولي وقطر، وكل جزء من الفريق المنظم لبطولة كأس العالم، نتطلع إلى تبنّي الاستدامة، لأننا نريد أن يكون لصناعة كرة القدم تأثيرًا فاعلًا في هذا المجال في العالم من بطولة إلى أخرى، وهذا ما سيتجسد في هذه البطولة، وذلك انطلاقًا من التزام قطر بذلك، وهذا أيضًا ما نشهده الآن، وحتى المباراة النهائية من البطولة، لكن الأهم هو الاستمرار في ذلك خلال البطولات اللاحقة".
الذوادي: كأس العالم فرصتنا لمشاركة ثقافتنا وتراثنا
من جهته، رأى حسن الذوادي، الأمين العام للجنة العليا للمشاريع والإرث، أنّ بطولة كأس العالم FIFA قطر 2022، فرصة عظيمة لتسليط الضوء على ثقافة هذا الجزء من العالم وتراثه وعادات الضيافة لديه.
وقال الذوادي: "تعتبر بطولة كأس العالم قطر 2022، بوابة لإثارة اهتمام الناس من شتّى العالم للقدوم إلى قطر والعالم العربي ومنطقة الشرق الأوسط لمشاركة ما نتغنّى به من ثقافة وتراث مع العالم".
وأضاف: "إن هذه البطولة ستسلط الضوء على العديد من مبادراتنا ومتاحفنا وفعالياتنا الثقافية، التي تعتبر من الأفضل في العالم، إذ سيتسنى للمشجعين والقادمين إلى قطر عيش تجربة استثنائية بتأثير طويل الأمد، حيث سيستمرون في الحديث عن هذه التجربة ومشاركتها مع العالم".
بدورها قالت مشاعل النعيمي، رئيسة تنمية المجتمع في مؤسسة قطر؛ حيث يقع استاد المدينة التعليمية أحد الملاعب الثمانية لبطولة كأس العالم FIFA قطر 2022: "تعتبر مؤسسة قطر مدينة تنبض بالحياة داخل مدينة، نحن نؤدي دورًا فاعلًا وفريدًا من نوعه لدعم هذه البطولة سواء من خلال الاستدامة أو البحوث أو تنمية المجتمع. وهذه المجالات مهمة جدًا بالنسبة لنا، إذ يعمل باحثونا على تطوير الحلول التي تدعم نجاح هذه البطولة من حيث صياغة السياسات ذات الصلة وإطلاق الشراكات الجديدة".
النعيمي: استاد المدينة التعليمية سيعزز المشاركة المجتمعية بعد المونديال
وأضافت النعيمي: "من خلال العمل عن كثب مع اللجنة العليا للمشاريع والإرث لترسيخ الإرث العربي عبر هذه البطولة التاريخية، فإننا نتطلع إلى تعريف المتطوعين بلغتنا العربية وتاريخنا وثقافتنا، ما يُسهم في نقل هذا الإرث عبر برنامج المتطوعين إلى ما بعد مرحلة كأس العالم. ومن خلال استاد المدينة التعليمية، سنواصل تعزيز المشاركة المجتمعية والتواصل مع كافة أفراد المجتمع واستقطابهم لهذا الصرح عقب انتهاء البطولة، حيث سيكون هذا الموقع مقرًا لمدرستين من مدارسنا وسيكون أيضًا موطنًا للعديد من المبادرات الرياضية، ومركزًا لتطوير الرياضة ونشر المعرفة".
وخلال هذه الجلسة النقاشية، التي أدارها مايكل جبري-بيكيت، رئيس تحرير بمؤسسة قطر، تطرّق حسن الذوادي، الأمين العام للجنة العليا للمشاريع والإرث، إلى مساعي معهد جسور التابع للجنة، والذي يعمل على تدريب خبراء الضيافة والفعاليات بما يساعد في جعل هذه الصناعة "محركًا اقتصاديًا فاعلًا" للمنطقة في المرحلة التي تلي البطولة.
وشدد الذوادي على أهمية الدور الذي ستلعبه شركات الرحلات البحرية وشركات الشحن التي ستوفر لمشجعي هذه البطولة 6000 غرفة على متن سفنها العام المقبل، ما يعزز من مكانة قطر كوجهة للعمليات التجارية عقب بطولة كأس العالم، وهذا ما سيُسهم في ازدهار الاقتصاد القطري.
وأضاف: "عندما نقول إننا نرحب بالعالم، فهذا يعني أننا نتطلع للترحيب بالمشجعين من كل أنحاء العالم. آمل أن تكون هذه التجربة جزءًا لا يتجزأ من ذاكرتهم، وأن يستمر هذا التواصل والترابط لفترة طويلة لما بعد عام 2022".
وختم الذوادي: "هناك العديد من الطُرق لتكريس الإرث، ولكن ما يتطلع إليه معظمنا هو أن تَبني هذه التجربة الذكريات الإيجابية وأن تقوي الروابط بين المجتمعات، حيث سيتسنى للجميع التفاعل مع ثقافتنا وتراثنا، وهذا لا يقتصر على دولة قطر فحسب، وإنما يمتد ليشمل الثقافة العربية بأسرها. أعتقد أن هذه البطولة ستلعب دورًا في ترسيخ إرث العالم العربي لأعوام مديدة".