إنجلترا 1966.. قنبلة آسيوية وسرقة الكأس ومقاطعة قارّة 

2022-11-13 09:17
أرشيفية - من لقاءات مونديال 1966 (Getty)
Source
المصدر
أ.ف.ب
+ الخط -

عادت كرة القدم إلى مهدها مع استضافة إنجلترا مونديال 1966، فتُوّجت باللقب بهدفٍ "شبح" وحملت كأس جول ريميه المسروقة لأوّل مرة بعدما عثر عليها الكلب بيكلز، وللمرة الثانية على التوالي أصيب النجم البرازيلي بيليه، فيما فجّرت كوريا الشمالية المغمورة مفاجأة تاريخية، وسط مقاطعة منتخبات أفريقيا لمنافسات البطولة.

فيما كان العالم مسحورًا بفرقة "البيتلز" وفرق البوب البريطانية وابتكار ماري كوانت لتنانير "ميني" القصيرة، افتتحت الملكة إليزابيث الثانية النسخة الثامنة من المونديال في إنجلترا التي خاضت أول مباراة رسمية لها في التاريخ عام 1872 ضد جارتها إسكتلندا.

أضفى الجمهور أجواءً حماسية، خصوصًا لقرب المسافة مع اللاعبين، وبفضل الأقمار الاصطناعية سمحت لجميع المشاهدين حول العالم متابعة 16 منتخبًا بينهم 10 أوروبيين في مونديال 1966.

أرشيفية - لقطات من مواجهة إنجلترا وألمانيا في نهائي مونديال 1966 (Getty) ون ون winwin
أرشيفية - لقطة من مواجهة إنجلترا وألمانيا في نهائي مونديال 1966 (Getty)

لقد كانت كأس العالم 1966 مليئة بالأحداث، فلم يعد يُسمح بتجنيس اللاعبين، واعتُمدت اختبارات المنشطات، فيما ظهرت أول تميمة مونديالية والتي عرفت باسم "الأسد ويلي"، وهي النهائيات الأخيرة قبل اعتماد البطاقات الصفراء والحمراء، بعد عدّة إشكالات مع الحكام أبرزها خلال لقاء إنجلترا والأرجنتين في ربع النهائي.

في مونديال 1966، اتُهم الحكام بالمحاباة للإنجليز، في ظل رئاسة ستانلي راوس للاتحاد الدولي (فيفا)، فبقي المشهد الختامي مع هدف جيف هيرست ضد ألمانيا الغربية (4-2) عبر كرته "الشبح" عالقًا في الأذهان، وسط خوض إنجلترا كل مبارياتها على ملعب ويمبلي، لكن مواجهة الأوروغواي وفرنسا نُقلت من الملعب الشهير بسبب إقامة سباق للكلاب!

وبالحديث عن الكلاب، شعر المسؤولون الإنجليز بالحرج قبل أربعة أشهر من ضربة البداية، لاختفاء الكأس من المعرض الموجودة فيه، لتذهب مساعي شرطة إسكتلنديارد في العثور عليها أدراج الرياح، إلى أن عثر عليها كلب يُدعى بيكلز بعد 7 أيام من الاختفاء، ملفوفة بصحيفة ورقية وملقاة أسفل شجرة جنوب لندن، فنال صاحب الكلب مكافأة مالية ومُنح بطاقات دخول مجانية لملاعب المونديال.

موزمبيق حاضرة بأوزيبيو وكولونا

سبقت البطولة مقاطعة التصفيات من 15 دولة أفريقية، لمنحها بطاقة يتيمة مع آسيا وأوقيانوسيا، وإعادة اعتراف فيفا بجنوب أفريقيا رغم نظام الفصل العنصري.

ورغم الغياب الأفريقي رسميًّا، رفع ابن موزمبيق أوزيبيو، لقب هداف البطولة برصيد 9 أهداف، وأفضل لاعب أوروبي، إلى جانب ماريو كولونا رايتها عالياً، بعدما مثّلا مستعمرتهما البرتغال المشاركة لأوّل مرة وصاحبة المركز الثالث في البطولة.

كانت البرتغال في طريقها للتوديع من ربع النهائي، بعد تأخرها بثلاثية بعد 25 دقيقة فقط أمام كوريا الشمالية المغمورة، وبدلاً من انكفاء أحصنة "تشوليما" قليلي الخبرة، التهمهم "الفهد الأسود" أوزيبيو، مسجلًا رباعية (5-3) وضعت البرتغال في المربع الأخير قبل أن تخسر أمام إنجلترا.

بيض وطماطم

صدمة كبرى صنعها الكوريون الشماليون في المباراة السابقة، عندما أقصوا من الدور الأوّل إيطاليا بطلة العالم مرتين والتي ضمّت النجمين جاني ريفيرا وساندرو ماتزولا، بالفوز عليها 1-0، فاستُقبل الخاسر في روما بالبيض والطماطم!

نهائي مونديال 1966 بين إنجلترا وألمانيا

وعن عدم تتويج البرازيل مرّة ثالثة تواليًا، قال ظهيرها الأيمن دجالما سانتوس "كان صعباً دمج جيلين بجيل واحد. والأهم كان التعامل مع سيليساو كفريق استعراضي قادر على التتويج بكأس العالم بشكلٍ بديهي".

انهيار بيليه 

خلال مونديال 1966، أصيب بيليه (25 عامًا) بركبته في الافتتاح ضد بلغاريا (2-0) ثم غاب عن مواجهتي المجر (1-3)، والبرتغال (1-3)، ليجري المدرب فيسنتي فيولا 9 تغييرات، فتخلى عن غارينشا ودفع ببيليه المتأثر دائمًا بإصابته وضحية خشونة مجددًا.

وقال بيليه عن هذه الذكريات: "كانت 1966 أصعب تجربة لي في كرة القدم، غبت عن جزء كبير من هذا المونديال للإصابة، وفي إنجلترا لم أكن قادرًا مجددًا على اللعب، كنت مصمّمًا على عدم حمل ألوان سيليساو مجددًا، السبب الوحيد لعدولي عن القرار في 1970 كان مستواي الرائع مع سانتوس، كما أن جروح 1966 لم تكن قد التأمت بعد".

هيرست تاريخي

في ذلك الوقت، كانت إنجلترا تشق طريقها نحو النهائي بالفوز على الأرجنتين (1-0) والبرتغال (2-1)، لتلاقي ألمانيا الغربية ونجمها الصاعد فرانتس بكنباور، بعد تغلبها على الأوروغواي (4-0) والاتحاد السوفيتي (2-1).

أرشيفية - من لقاء البرازيل والبرتغال في مونديال 1966 (Getty) ون ون winwin
أرشيفية - من لقاء البرازيل والبرتغال في مونديال 1966 (Getty)


وعقب تعيينه عام 1963 ومنحه صلاحيات واسعة، قال مدرّب إنجلترا ألف رامسي إن بلاده ستحرز كأس العالم، ومع وجود الحارس غوردون بانكس، وقلب الدفاع بوبي مور، ولاعب الوسط بوبي تشارلتون والمهاجم جيمي غريفز، حظي "الأسود الثلاثة" بتشكيلتهم المفترسة.

لكن رامسي تلقى صفعة بإصابة غريفز نهاية الدور الأول ضد فرنسا، فشارك جيف هيرست قليل الخبرة دوليًا مكانه، ويا لها من مشاركة! حيث سجّل هدف الفوز المتأخر ضد الأرجنتين في ربع النهائي، وأصبح اللاعب الوحيد الذي يسجّل ثلاثية في النهائي ضد ألمانيا الغربية (4-2 بعد التمديد).

لكن ما حصل لاحقًا أصبح من التاريخ، خصوصًا هدفه الثاني في الوقت الإضافي (100) بكرة جدلية اصطدمت بالعارضة وارتدت إلى الأرض، وعقب التشاور بين الحكم السويسري غوتفريد دينست ومساعده الأذربيجاني توفيق باخراموف احتُسب الهدف وسط احتجاج ألماني وعلامات استفهام لا تزال مطروحة، لينتهي الأمر بفوز الإنجليز بالمونديال.

النتائج الكاملة من كأس العالم إنجلترا 1966:

دور المجموعات
المجموعة الأولى

  • إنجلترا - الأوروغواي 0-0
  • فرنسا - المكسيك 1-1
  • الأوروغواي - فرنسا 2-1
  • إنجلترا - المكسيك 2-0
  • المكسيك - الأوروغواي 0-0
  • إنجلترا - فرنسا 2-0

المجموعة الثانية

  • ألمانيا الغربية - سويسرا 5-0
  • الأرجنتين - إسبانيا 2-1
  • إسبانيا - سويسرا 2-1
  • الأرجنتين - ألمانيا الغربية 0-0
  • الأرجنتين - سويسرا 2-0
  • ألمانيا الغربية - إسبانيا 2-1

المجموعة الثالثة

  • البرازيل - بلغاريا 2-0
  • البرتغال - المجر 3-1
  • المجر - البرازيل 3-1
  • البرتغال - بلغاريا 3-0
  • البرتغال - البرازيل 3-1
  • المجر - بلغاريا 3-1

المجموعة الرابعة

  • الاتحاد السوفيتي - كوريا الشمالية 3-0
  • إيطاليا - تشيلي 2-0
  • تشيلي - كوريا الشمالية 1-1
  • الاتحاد السوفيتي - إيطاليا 1-0
  • كوريا الشمالية - إيطاليا 1-0
  • الاتحاد السوفيتي - تشيلي 2-1

الأدوار الإقصائية
ربع النهائي

  • إنجلترا - الأرجنتين 1-0
  • ألمانيا الغربية - الأوروغواي 4-0
  • الاتحاد السوفياتي - المجر 2-1
  • البرتغال - كوريا الشمالية 5-3

نصف النهائي

  • ألمانيا الغربية - الاتحاد السوفيتي 2-1
  • إنجلترا - البرتغال 2-1

تحديد المركز الثالث

  • البرتغال - الاتحاد السوفيتي 2-1

النهائي

  • إنجلترا - ألمانيا الغربية 4-2 بعد التمديد
شارك: