أولها اختيارات السلامي.. عوامل مهمة وراء خسارة منتخب الأردن

تحديثات مباشرة
Off
تاريخ النشر:
2024-10-11
من مباراة الأردن وكوريا الجنوبية في تصفيات كأس العالم (winwin)
Source
المصدر
winwin
+ الخط -

حدث ما كانت تتخوّف منه جماهير كرة القدم الأردنية، ووقع "الفأس بالرأس"، بعد أن خسر منتخب الأردن على أرضه أمام ضيفه الكوري الجنوبي 0-2 في الجولة الثالثة من تصفيات آسيا الحاسمة والمؤهلة لكأس العالم 2026.

ورغم ما يقدمه الاتحاد الأردني من عوامل النجاح، والأندية من تضحيات، إلا أن منتخب النشامى في انخفاض مستوى مستمر، منذ تسلم جمال سلامي دفة القيادة.

وتراجع منتخب الأردن من صدارة المجموعة الثانية، التي تبوأها منتخبا كوربا الجنوبية والعراق، ولكل منهما 7 نقاط، إلى المركز الثالث برصيد 4 نقاط، حيث استنزف 5 نقاط على أرضه وبين جماهيره، بعد التعادل في أول مباراة مع ضيفه الكويتي 1-1.

والغريب أن منتخب كوريا الجنوبية لم يكن "مخيفًا" أو ذلك المنتخب المرعب، لكنه تفاجأ من واقع مضيفه واطمأن بأنه غير فعّال هجوميًّا ومشتت دفاعيًّا، فاستثمر هذا الحال بتسجيل هدفين من أخطاء واضحة.

ويسلط موقع winwin، في هذا التقرير الضوء على الأسباب التي قادت منتخب النشامى ليتلقى الخسارة، وبعض الأرقام الخاصة بالمواجهة.

 ماذا يفعل سلامي؟

لم يأت جمال السلامي بأي جديد أو إضافة، بل إن منتخب الأردن بقيادته تراجع من حيث جودة الأداء والمستوى الفني والتكتيكي، وهو لا يزال يخشى استبعاد أي لاعب من النجوم التي لمعت في كأس آسيا حتى لو كان مصابًا!

وبالتوقف عند مباراة كوريا الجنوبية، فإن الأردن احترز دفاعيًّا، ولم يفعّل نفسه هجوميًّا، في ظل الاختيارات الخاطئة وعدم ابتكار أي أفكار جديدة من الناحية التكتيكية تعوّض غياب أي لاعب.

ودخل منتخب الأردن المباراة وهو تائه لا يعرف ماذا يريد منها بالضبط؟ فهو لم يدافع جيدًا، حيث تكشف عمقه الدفاعي أكثر من مرة لسوء في التمركز، ولم يكن هناك أي جملة تكتيكية واضحة على المستوى الهجومي، والمنتخب بالمختصر ظهر "بلا أثر" تكتيكي.

السلامي صرح قبل أسابيع بأنه يتشاور باستمرار مع مدربين عالميين بخصوص منتخب النشامى، ويشير هذا إلى أن هذا الرجل لا يملك فكرًا خاصًّا به ولا خبرة في كيفية قيادة المنتخبات، فلا يعقل أن مدربًا يوجد في أوروبا سيكون على دراية بطبيعة اللاعب الأردني أو حتى الكرة الآسيوية.

ما سبق كله كان السبب وراء مطالبة جماهير كرة القدم الأردنية بعد نهاية المباراة بإقالة السلامي، والبحث عن بديل يوقف النزيف على صعيد النقاط.

منتخب الأردن.. اختيارات خاطئة 

وبالواقعية وبعيدًا عن العواطف، فإن عددًا كبيرًا ممن اختارهم السلامي هم بالأساس ليسوا بكامل جاهزيتهم الفنية والبدنية، وهنا لا أحد يعرف الحكمة من تقديم موعد بطولة الدوري، حيث تم تبرير ذلك لضمان ارتفاع جاهزية اللاعبين وإقحامهم في أجواء المنافسة، ما دام أن المدرب لا يقتنع إلا بالمحترفين في الخارج ومعظمهم قد تأخر في حسم وجهته، والبعض منهم لم يلعب سوى مباراة مع فريقه، ورغم ذلك يوجدون في التشكيلة الأساسية.

والصدمة الأكبر لكل المتابعين، أن السلامي اختار اللاعب مهند أبو طه ليكون بديلاً للتعمري، مع وضعه في الجهة اليسرى ونقل محمود مرضي للجهة اليمنى، وهنا السؤال الذي يفرض نفسه، هل يمتلك أبو طه الخبرة الدولية الكافية للمشاركة كأساسي في مباراة بهذا الحجم؟

ويرى بعض المتابعين أن عارف الحاج يعد أحد أبرز لاعبي الدوري الأردني، ومع ذلك فإن السلامي استبعده في الفترة الماضية، قبل أن يستدعيه لإصابة محمد أبو زريق "شرارة"، وفي مباراة أمس أمام كوريا لم يكن ضمن الخيارات، ولكن قام بالزج به في الشوط الثاني لدفع الحرج عنه.

ورغم استقطاب السلامي 5 لاعبين يلعبون كأجنحة، وهم أحمد العرسان ومحمد أبو زريق ومهند سمرين وعارف الحاج ومهند أبو طه، فإنه لم يقتنع بقدرة أي منهم لسد غياب اللاعب موسى التعمري.

والسؤال الآخر الذي يقفز للأذهان، بما أن السلامي دائمًا يخرج بالمؤتمرات الصحفية ويؤكد أن اللاعب الأكثر جاهزية سيكون ضمن الخيارات، فهل كان مهند أبو طه جاهزًا، وهو الذي أمضى أكثر من شهرين من دون أي فريق بحثًا عن فرصة احتراف، وكم مباراة رسمية لعب مع فريقه الجديد الكرخ العراقي؟

وبنظرة سريعة، فإن يزن النعيمات ومهند أبو طه وإحسان حداد ومحمد أبو النادي ومحمد أبو زريق "شرارة" لا يتمتعون بالجاهزية المثالية، ومع ذلك كانوا ضمن قائمة السلامي.

وكذلك يفرض السؤال نفسه، ما مميزات اللاعب محمد أبو حشيش ليكون أساسيًّا مع منتخب الأردن، ولماذا لا يزال السلامي متأثرًا باختيارات عموتة، فأبو حشيش لاعب جيد لكنه يفتقد لعامل السرعة والمهارة، وليس لديه ميزة إرسال الكرات في مناطق الخطورة، ودفاعيًّا لم يكن في الموعد أمام كوريا.

 كوريا.. منتخب لم يكن مخيفًا

تعامل منتخب كوريا الجنوبية بحذر وتأن مع معطيات الشوط الأول، ودرس جيدًا ما يريده منتخب الأردن من المباراة، وتأمل قدرات لاعبيه، فوجد أنه بلا حول ولا قوة، وبأنه تائه هجوميًّا، ليغتنم الفرصة بزيادة "عياره" الهجومي.

وفي الشوط الثاني الذي شهد إجراء السلامي تبديلات من أجل التبديلات، بقي الحال على حاله، وغابت الرغبة والروح رغم الحضور الجماهيري الكبير، ليتفاجأ المنتخب الكوري نفسه بأداء منافسه، ما دفعه لمواصلة هجومه، ولولا تألق أبو ليلى الذي رد فرصة انفرادًا تامًّا لخرج منتخب الأردن بخسارة قاسية.

ومن خلال إعادة شريط طريقة تسجيل كوريا الجنوبية للهدفين، يتضح حجم الأخطاء التي ارتكبها لاعبو منتخب الأردن سواء بالمراقبة أو التغطية، فالهدف الأول من كرة عرضية لم يحسن أي مدافع إبعادها، نظرًا لضعف الرقابة وغياب التركيز، والثانية من خطأ في التغطية.

وبالعموم، فإن منتخب كوريا الجنوبية وبالرغم من فوزه بهدفين، إلا أنه لم يكن بذلك المنتخب المرعب، ولو كان منتخب الأردن جاهزًا للمباراة لكان من الصعب أن يخسر.

أرقام مهمة من مباراة منتخب الأردن وكوريا الجنوبية

بالعودة إلى الإحصائيات، فقد بلغ متوسط أعمار لاعبي منتخب الأردن 27  عامًا، مقابل 29.5 عامًا للاعبي منتخب كوريا الجنوبية.

ووصلت نسبة الاستحواذ على الكرة خلال المباراة، إلى 25% لمنتخب الأردن، مقابل 75% لمنتخب كوريا الجنوبية، ما يؤشر أن الأخير سيطر على المباراة بشكل كبير.

وارتكب منتخب الأردن 12 خطًا مقابل 7 أخطاء لمنتخب كوريا الجنوبية، فيما بلغت تمريرات الأخير 761 تمريرة، مقابل 237 تمريرة لمنتخب النشامى.

وسدد منتخب الأردن 13 تسديدة خلال المباراة، منها تسديدتان فقط على المرمى، فيما أطلق لاعبو منتخب كوريا خلال المباراة 12 تسديدة، 5 منها على المرمى.

شارك: