أوروغواي.. مباريات لا تُنسى من تاريخ المونديال

2022-11-07 18:06
فوز أوروغواي على غانا في ربع نهائي كأس العالم 2010 من أكثر المباريات إثارة في تاريخ الفريق (Getty)
Source
المصدر
winwin
+ الخط -

يدخل منتخب أوروغواي نهائيات كأس العالم قطر 2022 متسلحًا بالتاريخ وأمجاد الماضي، مستعينًا بمدربه الجديد دييغو ألونسو، بعد مرحلة دامت 15 عامًا مع "العجوز الداهية" أوسكار تاباريز، وينافس "لاسيليستي" في المجموعة الثامنة مع منتخبات البرتغال وكوريا الجنوبية وغانا، على أمل التأهل للدور الثاني، ومن ثم مواصلة الحلم خطوة بخطوة، واسترجاع مكانةٍ فُقِدَت على مر السنين.

يعتبر منتخب أوروغواي أحد العمالقة التاريخيين بعد أن كان أول من رفع الكأس في نسخة 1930، ثم عاد وانتزع الثانية في نسخة البرازيل 1950، بعدما رفض المشاركة في البطولتين السابقتين 1934 و1938، إذ أقيمتا في أوروبا، نظير غياب الأوربيين عن السفر إلى أوروغواي للعب البطولة الافتتاحية.

وفي هذا التقرير نسترجع أهم خمسة مباريات خاضتها أوروغواي من أصل 56 لقاءً خاضه "السماوي" منذ افتتاح مشواره البطولة على أرضه عام 1930 وحتى مشاركته الجيدة في روسيا 2018.

كأس العالم 1930: أوروغواي (1-0) بيرو

خاضت أوروغواي أول لقاء مونديالي في النسخة الأولى على أرضها عام 1930، وكان أمام منتخب بيرو على ملعبه "سنتيناريو" بحضور 70 ألف متفرج، وكان المدرب ألبيرتو سوبيتشي "البروفيسور"، هو مهندس طريقة اللعب الاستثنائية التي ستتضح معالمها فيما بعد.

انتهت مباراة الافتتاح بفوز "لاسيليستي" بنتيجة (1-0)، بفضل الهدف الذي سجله هيكتور كاسترو، لكن هذا الفوز الهزيل سنّ ألسنة النقاد والصحافيين على الأداء الباهت في أول مباراة في تاريخ الأوروغواي بكأس العالم، لكنها ستظل واحدة من المباريات المهمة التي فتحت الطريق لمزيد من الانتصارات.

كأس العالم 1930: أوروغواي (4-2) الأرجنتين

بعد انطلاقة متعثرة قليلًا، تابع منتخب أوروغواي مشواره في البطولة بقوة وفي مباراته الثانية فاز على رومانيا (4-0)؛ ليتأهل إلى الدور الثاني، ويستمر الأداء القوي بهزيمة منتخب يوغوسلافيا بنتيجة كبيرة وصلت إلى (6-1) ليضرب الفريق المحلي موعداً مرتقبًا مع الجارة الأرجنتين في النهائي الكبير.

احتشد للنهائي الأول حضورٌ جماهيريٌّ يُقارِب 93 ألف متفرج، وانطلقت صافرة الحكم البلجيكي جون لانغينوس معلنةً انطلاق المباراة، لم يستغرق السيليستي وقتًا طويلًا حتى قص شريط الأهداف بأقدام بابلو دورادو في الدقيقة 12.

لكن الرد الأرجنتيني أتى بعدها بـ 8 دقائق بأقدام كارلوس بيوسيلي، ثم ضاعف النتيجة هداف الفريق وأول هدّاف للمونديال، غييرمو ستابيلي في الدقيقة 37، لينتهي الشوط الأول دراماتيكيًا (2-1) لمصلحة الضيوف.

ولكن في الشوط الثاني بدأت العودة القوية بهدف في الدقيقة 57 بتوقيع هداف الفريق بيدرو سيا، ثم استمرت الهيمنة بهدف التقدم عبر سانتوس إريارتي (68) وأنهى هيكتور كاسترو الأمور معلنًا الأفراح بهدف رابع في الدقيقة الأخيرة، لتتوج أوروغواي بأول ألقابها.

كأس العالم 1950: الأوروغواي (2-1) البرازيل

غابت الأوروغواي -حاملة اللقب المونديالي الأول- عن النسختين التاليتين اللتين أقيمتا في أوروبا، إيطاليا 1934 وفرنسا 1938 بعد أن ردت بالمثل، إثر غياب الأوروبيين عن المشاركة في البطولة الأولى التي استضافتها.

وبعد نهاية الحرب العالمية الثانية، عادت كأس العالم للدوران من جديد، وأقيمت هذه المرة في الأراضي الأمريكية الجنوبية، بضيافة البرازيل 1950، وهناك عادت أوروغواي لتفرد "عضلاتها" وقدمت أداءً مثاليًا طيلة البطولة، وتصدرت المجموعة الرابعة التي كانت تتكون من ثلاثة منتخبات، قبل أن تنسحب فرنسا من المنافسة.

ولعبت أوروغواي مباراة واحدة فقط في الدور الأول وفازت بوليفيا بنتيجة كبيرة بلغت (8-0) وهو الانتصار الأكبر في تاريخها المونديالي، وقضى نظام البطولة بتأهل أصحاب الصدارة في المجموعات الأربعة، للدور النهائي من أجل الفوز باللقب الكبير.

واستهلت أوروغواي هذا الدور بتعادل إيجابي 2-2 أمام إسبانيا، سجلهما غيغا وفاريلا، ومن ثم حققت فوزًا صعبًا على السويد 3-2 في الجولة الثانية بأقدام غيغا وميجويز (هدفين)، ومع انتصار البرازيل في أول جولتين، باتت المبارة النهائية، تحمل إمكانية نتيجتين، تعادل البرازيل يمنحها اللقب، وفوز أوروغواي هو مهر التتويج.

أتت المباراة الحاسمة على ملعب ماراكانا الشهير في العاصمة ريو دي جانيرو، بحضورٍ قارب الـ 200 ألف مشجع، وبعد أن سجل السيليساو هدف التقدم عبر فرايشا، باتت البرازيل الأقرب للتتويج ولكن أوروغواي جعلت من ذلك اليوم تاريخًا "أليمًا" للبرازيليين، بعد أن سجل سيكافينو (66) وغيغيا (79) هدفين قلبا الطاولة على البرازيل وخطفت أوروغواي الفوز الصعب لتستعيد الكأس من جديد. 

كأس العالم 2010: أوروغواي (1-1، 4-2 بالترجيح) غانا

منذ نهائيات المكسيك 1970، كانت أوروغواي تبحث عن موطئ قدم في المربع الذهبي، وفشلت في المحاولات التالية، كما أنها غابت عن المونديال في 5 مناسبات حتى أتت نسخة جنوب أفريقيا 2010 التي شهدت ولادة جيل "ذهبي" للفريق.

وخلال النهائيات تصدرت أوروغواي صدارة المجموعة الأولى بعد تعادل سلبي مع فرنسا ثم انتصار كبير على جنوب أفريقيا 3-0 وأتبعته بفوز صغير ومهم على المكسيك 1-0. وفي الدور الثاني فاز "لاسيلسيتي" على كوريا الجنوبية 2-1 ليبلغ ربع النهائي بعد طول غياب.

كانت المواجهة التالية مع ضيف جديد يظهر للمرة الثانية في تاريخ النهائيات، غانا الممثل الأفريقي الأخير والذي قدم أداءً رائعًا وقتها، واستمر الحال في هذا اللقاء بهدف مباغت من مونتاري، لكن دييغو فورلان عادل النتيجة بداية الشوط الثاني، ليستمر الحال على ما هو عليه حتى اللحظات الأخيرة من الوقت الإضافي الذي ضحى فيها لويس سواريز بنفسه عندما تصدى بيده لكرة رأسية، لتكون ركلة الجزاء التي أطاح بها آسامواه جيان فوق المرمى.

استمر التشويق إلى ركلات الترجيح، التي ابتسمت للفريق السماوي وختمها "المجنون" آبريو بركلة "بانينكا" التي أطلقت العنان لأفراح زملائه والملايين في الوطن، لتبلغ أوروغواي نصف النهائي بعد عقود عديدة، ولكن لم تستمر الفرحة كثيرًا، إذ خسرت أوروغواي 2-3 أمام هولندا في نصف النهائي، وأمام ألمانيا بنفس النتيجة في اللقاء الترتيبي، ليحل الفريق السماوي في المركز الرابع.


كأس العالم 2018: أوروغواي (2-1) البرتغال

بعد الخروج من الدور الثاني في نهائيات البرازيل 2014، بحثت أوروغواي عن أكثر من هذا في نسخة روسيا 2018، وتصدرت ترتيب المجموعة الأولى بثلاثة انتصارات على مصر 1-0 والسعودية 1-0 وروسيا 3-0، وفي الدور الثاني كانت المواجهة الكبيرة أمام البرتغال وقائدها كريستيانو رونالدو.

 وعلى ملعب "فيشت الأولمبي" في مدينة سوتشي تألق إدينسون كافاني وسجل هدفين (7 و62) مقابل هدف برتغالي عن طريق المدافع بيبي، ليحقق "الأزرق السماوي" انتصاره الباهر ويقصي البرتغال، ويمضي لربع النهائي من جديد، قبل أن يصطدم بعقبة فرنسا "المتوجة لاحقًا باللقب" فخسروا 0-2 وودعوا البطولة، لينهوها إحصائيًّا بالمركز الخامس.

إقرأ أيضا عن أوروغواي

شارك: