أنشيلوتي في مواجهة كلوب.. معركة تكتيكية بأفكار مختلفة

2022-09-20 18:07
الألماني يورغن كلوب مدرب ليفربول (يمين الصورة) والإيطالي كارلو أنشيلوتي مدرب ريال مدريد سيتواجهان في نهائي دوري أبطال أوروبا 2022 (Getty)
Source
+ الخط -

لا يوجد هامش كبير للمفاجأة من الناحية التكتيكية في المباراة المرتقبة بين ليفربول الإنجليزي وريال مدريد الإسباني اللذين يتواجهان مرة أخرى في نهائي دوري أبطال أوروبا 2022، بعد أن فاز ريال مدريد (3-1) في نهائي نسخة 2018.

وستكون التشكيلتان معروفتين لفريقين يتمسكان بخطة 4-3-3 كنظام أساسي، على الرغم من أن مدرب النادي الملكي كارلو أنشيلوتي يعدلها أحيانا في الشق الدفاعي من خلال الدفع بلاعب وسط رابع في المباريات الكبرى، لخلق الكثافة وإضفاء الحيوية في خط الوسط.
 

ويلتقي ليفربول وريال مدريد في نهائي دوري أبطال أوروبا 2022 يوم السبت 28 مايو/ أيار، على ملعب "دو فرانس" بالعاصمة الفرنسية باريس، حيث يسعى النادي الملكي للفوز بلقبه الـ14 في المسابقة بينما يحلم ليفربول بلقبه السابع.

ومازح المدرب الإيطالي الصحفيين قبل المباراة النهائية التي تمثل بالنسبة له فرصة للفوز بالكأس ذات الأذنين للمرة الرابعة ليصبح أنجح مدرب في أوروبا، وذلك بقوله: "أهم شيء بالنسبة لي هو سمات اللاعبين، لا يمكنك الضغط في المقدمة مع وجود لاعب سمين كرأس حربة".


لكن هناك حقيقة خفية وراء روح الدعابة التي أراد بها أنشيلوتي التخفيف من حدة التوتر في صفوف الفريق، وهي أن فكرة وجود نظام لا يمكن المساس به ليست فكرة صائبة في كرة القدم الحالية؛ إذ يجب أن تتكيف مع مميزات الخصم، ولكن قبل كل شيء مع المميزات التي يتمتع بها فريقك.

لماذا بات كارلو أنشيلوتي يعتمد على خطة 4-3-3 مع ريال مدريد؟

تراجع أنشيلوتي عن فكرة الدفع بلاعب وسط رابع في تشكيلته المعتادة بعد السقوط على أرض إسبانيول في بداية الموسم بالدوري، وتخلى عن الدفاع المتأخر الذي اعتمده أمام باريس سان جيرمان في ذهاب ثمن نهائي دوري الأبطال عندما تعرض للهزيمة 0-1، في مباراة لم تشهد تسديدة واحدة نحو المرمى من جانب الملكي.
 

وبذلك تأكد للمدرب الإيطالي أن خطة 4-3-3 هي الأصلح لاعتمادها طوال الموسم؛ فهي الخيار الأنسب لسمات لاعبيه الأساسيين، وعن طريقها يمكن مكافأة تطور البرازيليين فينيسيوس جونيور ورودريغو غوس على الجناحين.

ومع ذلك، ستكون التكلفة هي عدم الاعتماد على الميزة الرئيسية، من الناحية البدنية، للأوروغوياني فيديريكو فالفيردي، ورغم عدم قدرة البلجيكي إدين هازارد على الوصول لأفضل مستوياته فضلاً عن تحقيق الاستمرارية، فإن قدرة فريقه على اللعب بسرعة في الانطلاقات، عزز من قناعة أنشيلوتي في الاستمرار باللعب بهذه الطريقة.

مدرب ريال مدريد كارلو أنشيلوتي يشيد بمدرب ليفربول يورغن كلوب قبل نهائي دوري أبطال أوروبا

وبعيداً عن غرور بعض المدربين الآخرين، يهرب المدير الفني الإيطالي من الثناء ويُفضِّل توزيعه على الزملاء، مثل يورغن كلوب، مدرب الفريق المنافس في نهائي "التشامبيونز ليغ".

وقال أنشيلوتي عن كلوب خلال المؤتمر الصحفي الذي يسبق المواجهة: "لقد أضاف هو وتوماس توخيل شيئاً جديداً لكرة القدم. لقد أدخلت المدرسة الألمانية المزيد من القوة والضغط في المباريات، وتحولت للعب بمنظومة دفاعية متقدمة جداً".

ولا يمكن تصنيف المدرب الإيطالي ضمن المدرسة القديمة؛ فهو متابع جيد للتطور المستمر لكرة القدم، مع مساعدة من ابنه دافيدي الذي يُعد ممثلاً للأفكار الجديدة، وهو منفتح دائماً على دمجها في منهجه؛ لأن النجاح يكمن في التطور.

 

ثورة تكتيكية أطلقها يورغن كلوب منذ وصوله لتدريب ليفربول

تغيرت أفكار كلوب كثيراً منذ وصوله للإدارة الفنية لليفربول في 2015؛ إذ وجد نفسه مع فريق أقل جرأة من الآن، وكذلك أقل سرعة بكثير، قبل أن يتحول من اللعب بالبرازيلي فيليبي كوتينيو والإنجليزي آدم لالانا على الأجنحة إلى الاعتماد على اثنين من أكثر اللاعبين مهارة وسرعة، وهما السنغالي ساديو ماني والمصري محمد صلاح.
 

وكانت هذه هي الدعائم التي سمحت لكلوب بتغيير تشكيلته، تاركاً خلفه خطة 4-2-3-1 التي كان يلعب بها المدرب السابق للفريق بريندان رودجرز، ليعود إلى خطة 4-3-3 التي ميزت الفرق المهيمنة في ذلك الوقت.

وبعد وصول ماني وصلاح، تمكن الفريق من البدء في الاستفادة من الجناحين ومن الهجوم بمساندة ظهيرين مثل الإنجليزي ترينت ألكسندر-أرنولد و الاسكتلندي أندرو روبيرتسون.

كلوب يتحدث عن نهائي دوري أبطال أوروبا أمام ريال مدريد
 

ويُعد هذان الظهيران المفتاح الأساسي في منهج كلوب الذي يمنح الفريق الحرية عندما يتعلق الأمر بالوصول إلى مناطق الخصم، ويسمح للفريق بالتقدم بانتظام بعدد يتراوح من 5 إلى 7 لاعبين في الأرباع الثلاثة الأخيرة من الملعب.

ويُعد هذان اللاعبان من أفضل المدافعين في العالم؛ إذ يحتلان المركزين الثالث والرابع على الترتيب في تصنيف المدافعين الأكثر تقديماً للتمريرات الحاسمة في الدوري الإنجليزي الممتاز، وتلعب قدرتهما على تغطية الملعب في غضون ثوانٍ قليلة بدور مهم في خطط كلوب الذي جعل من الضغط سلاحاً فتاكاً.
 

وهناك لاعبون أسهموا أيضاً في الطفرة التي قادها كلوب في ليفربول؛ مثل البرازيلي روبيرتو فيرمينو، عندما كان لاعبًا أساسيًا، والكولومبي لويس دياز والبرتغالي ديوغو جوتا اللذانِ انضما لاحقاً وكانا يعلمان أن مركزهما سيتغير بحسب حاجة الفريق أو الخطط التي سيعتمد عليها المدرب.

طريق ليفربول إلى نهائي دوري أبطال أوروبا
 

وفي الدفاع، هناك القائد الهولندي فيرجيل فان دايك، المسؤول عن توزيع الكرة من الخلف وإخماد النيران بخطواته الواسعة، وعادة ما يتمركز قريباً من زميله البرازيلي فابينيو؛ لتجنب تعقد الأمور، مع امتلاكه القدرة أيضاً على تقديم الإضافة الهجومية للفريق والتقدم لتسجيل الأهداف من الكرات الثابتة والعرضيات.

ويُعد الفرنسي إبراهيما كوناتي شريك فان دايك في خط الدفاع، ولم يحتج سوى بضعة أشهر ليكتسب أهميته في تشكيلة الفريق، لكن الاستثمار في لاعب مثله (40 مليوناً مقابل لاعب بمميزاته في سن 23 عاماً) يدعو للاعتقاد بأن مستقبل ليفربول الدفاعي سيكون في أمان بوجوده.

تابع مباريات اليوم لحظة بلحظة

شارك: