أثر رونالدو ودور كاكا| أنشيلوتي يقود بيلينغهام للكرة الذهبية

تحديثات مباشرة
Off
2023-11-29 15:55
الإنجليزي جود بيلينغهام لاعب وسط ريال مدريد يحتفل مع جماهير النادي في سانتياغو برنابيو (Getty)
محمود عبدالرحمن
الفريق التحريري
Source
المصدر
winwin
+ الخط -

عندما وصل النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو مهاجم النصر السعودي الحالي، إلى ريال مدريد في عام 2009، من أجل التوقيع مع النادي الملكي، كانت العاصمة الإسبانية تقف على قدم وساق.

كان أفضل لاعب في العالم خلال ذلك الوقت يظهر ورأسه للأعلى وذراعاه مرفوعتان في الهواء وهو يستمتع بضجيج الملعب المكتظ وفي استقباله أعظم أساطير ريال مدريد ألفريدو دي ستيفانو.

بينما في المقابل كان وصول الإنجليزي جود بيلينغهام هادئًا، إذ تم اصطحابه في جولة قصيرة في فالديبيباس قبل المؤتمر الصحفي. بالنسبة للاعب تبلغ قيمته 103 ملايين يورو -وهي صفقة أغلى من خاصة رونالدو- لم يكن الاستقبال بنفس الحفاوة.

لكن الحقيقة أن تأثير اللاعب يكاد يقترب بل يتفوق على تأثير كريستيانو رونالدو في بداياته بالقميص الملكي؛ فقد سجل النجم البالغ من العمر 20 عامًا 10 أهداف في أول 10 مباريات له مع ريال مدريد، وهو ما يعادل الرقم القياسي في التسجيل الذي حققه رونالدو في عام 2009؛ كما أنه يتفوق على النجم البرتغالي في مجمل الصناعة والتهديف مقارنة بما حققه رونالدو في 10 مباريات.

ما قدمه نجم خط الوسط الإنجليزي أصاب مدربه الإيطالي كارلو أنشيلوتي بالدهشة، وعلّق عقب مباراة أوساسونا ليلة السبت التي انتصر فيها النادي الملكي (4-0): "بيلينغهام يتسبب بالكثير من الضرر للخصوم".

وأضاف: "إنه يلعب بشكل جيد للغاية، وسواء أكان الأفضل في العالم أم لا فهذا ليس شيئًا نهتم به كثيرًا، نحن سعداء جدًا بالتعاقد معه وهذا كل شيء، إنه يتمتع بالكثير من النضج ودائمًا ما يكون كذلك. يجعلنا ننسى أنه يبلغ من العمر 20 عامًا".

دور كاكا بثوب جديد

عقب البداية النارية للنجم الإنجليزي، رشحه متابعون للمنافسة على جائزة الكرة الذهبية، إذ يستطيع المدرب الإيطالي قيادة اللاعب لهذه الجائزة بفضل أدواره التي يمنحها له والتي تشبه أدوار كاكا في فريق ميلان التاريخي مع أنشيلوتي نفسه.

في حقبة ميلان 2005-2008 مع أنشيلوتي، كان ميلان فريقًا خارقًا بفضل طريقة (4-4-2) "دايموند" وهي نفس الطريقة التي يطبقها الإيطالي مع ريال مدريد هذا الموسم أيضًا.

كان كاكا هو العقل المفكر لميلان وأسلوب لعب الفريق كان مبنيًا عليه، حيث كان البرازيلي يشغل المركز رقم 10 خلف الثنائي الهجومي فيليبو إنزاغي وأندري شيفشينكو، وعقب موسم أسطوري حقق جائزة الكرة الذهبية 2008 متفوقًا على ليونيل ميسي وكريستيانو رونالدو.

ويؤدي بيلينغهام نفس الدور حاليًا مع ريال مدريد.. هو العقل المفكر بالمركز نفسه، وقد ابتكر أنشيلوتي دوره في ريال مدريد بهذه الطريقة التي تتيح للاعب الإنجليزي "حرية الحركة" رأسيًا وأفقيًا في المركز رقم 10، ليركض بوجهه نحو الهدف كما فعل أمام نابولي ويتلاعب بالخصوم، أو يتحرك على الطرف، وأحيانًا يظهر كمهاجم متأخر يسجل الأهداف بفضل حسن تمركزه، أو يصنعها كما فعل في 3 مناسبات.

تحركات جود بيلينغهام على أرض الملعب مع ريال مدريد
تحركات جود بيلينغهام على أرض الملعب مع ريال مدريد (Wyscout)

هذا الدور فشل لوكا مودريتش في القيام به؛ خاصة في مواجهة برشلونة التي خسرها ريال مدريد (4-0) في 20 مارس/ آذار 2022، وبعدها اقتنع أنشيلوتي بأن هذا الدور لا يناسب الكرواتي ولم يقم بعدها بتكرار المحاولة.

ووجد أنشيلوتي ضالته مؤخرًا في بيلينغهام الذي قال عنه الإيطالي في تصريحات سابقة: "تحدثنا بطبيعة الحال عن هذا الموضوع (الدور الجديد)، لقد لاحظنا في مبارياته مع دورتموند أنه يتمتع بالقدرة على الوصول إلى منطقة المنافس ويشكل خطورة، تحدثنا معه عن ذلك في فترة الإعداد للموسم وهو يشعر بالارتياح في مركزه الجديد، وهو لاعب يتمتع بلياقة بدنية عالية".

في المباراة التي خسرها ريال مدريد هذا الموسم على يد أتلتيكو مدريد كان من الواضح أن السبب الأول هو تغيير مركز بيلينغهام والاعتماد عليه كمهاجم صريح، وهنا لم يظهر اللاعب أبدًا، وبعدها عرف أنشيلوتي أن ذا الـ20 عامًا، هو القطعة التي يجب عدم التلاعب بمركزها المناسب.

ويصنف بيلينغهام كلاعب ذكي يمتاز بقدرات بدنية هائلة، تؤهله للعب في هذا المركز، عكس مودريتش والأسماء الأخرى في النادي الملكي التي لا تملك كل هذه الخصائص مجتمعة كما هو الحال لدى الإنجليزي الذي يتميز بالقدرة التحرك والمراوغة وهو يمتلك الكرة.

يبدو من غير المنطقي الآن المقارنة في المجمل بين بيلينغهام ورونالدو بعد 10 مباريات فقط، فرونالدو أمضى ما يقرب من 10 سنوات وسجّل حوالي 450 هدفًا.

لكن تأثير بدايات النجم الإنجليزي لا تختلف كثيرًا، ومن الصعب أن نتذكر أي لاعب كان له مثل هذا التأثير الفوري على ريال مدريد مثل بيلينغهام منذ صفقة رونالدو؛ كما أن صغر سنه وهامش تطوره المنتظر كلها أمور تشير إلى أنه من الممكن أن يتوج بالكرة الذهبية يومًا ما، كما سيعيد للمركز رقم 10 رونقه على صعيد الكرة العالمية بعدما اختفى باختفاء صناع اللعب "الهدافين".

شارك: