البطل الراحل محمد علاق أيقونة الرياضة البارالمبية الجزائرية

2021-06-08 09:01
البطل الجزائري الراحل محمد علاق(Getty)
Source
المصدر
winwin
+ الخط -

تحفل رياضة ذوي الاحتياجات الخاصة في الجزائر بسجل مميّز زيّنته ألقاب وبطولات وميداليات عديدة، تمكنت من إبراز اسم الرياضة البارالمية الجزائرية وسط أكبر الأمم في المجال الرياضي، لكن يبقى أبرز اسم صنع الحدث ومجد رياضة ذوي الاحتياجات الخاصة، البطل الراحل محمد علّاق، الذي فرض نفسه نجما فوق العادة في مختلف المسابقات والبطولات التي شارك بها في رياضة ألعاب القوى.

وبزغ نجم محمد علّاق بشكل خاص في الألعاب البارالمبية التي شارك فيها في 4 دورات متتالية بكل من أتلانتا بأميركا عام 1996، وسيدني بأستراليا عام 2000 وأثينا باليونان صيف العام 2004، حيث نال أغلب الميداليات والألقاب الممكنة، بينما لم يسعفه الحظ في نيل أي ميدالية خلال دورة بكين في الصين عام 2008، بالرغم من مشاركته في عدد من الاختصاصات على غرار سباقات 100 و200 متر و4X100.

ولد محمد علاق بقرية "أغني قغران" بمنطقة القبائل الكبرى شرقي الجزائر في أغسطس/آب من العام 1974، وكان منذ ولادته يعاني من إعاقة على مستوى اليد،قبل أن يتعرض لحادث، بعدما سقط من أعلى سطح المنزل وخضع لعملية جراحية على مستوى الرأس، لكنه بقي يعاني من صعوبات في النطق، إلا أن الإرادة والعزيمة كانتا عنوانا لقصة نجاح خطّها البطل الراحل، متجاوزا كل الحواجز ليتحوّل إلى النجم الأول لرياضة ذوي الاحتياجات الخاصة في الجزائر.

وحقق محمد علاق خلال مشواره الرياضي الكثير من الإنجازات والألقاب رافعا الراية الجزائرية في المحافل والتظاهرات الرياضية العالمية والأولمبية، وكان بمثابة سفير للجزائر التي كانت تعاني عزلة غير مسبوقة بسبب "العشرية السوداء" التي عاشتها البلاد ما بين مطلع تسعينيات القرن الماضي ونهايتها، وأهدى الراحل بلاده قرابة 60 لقبا طيلة مسيرته الرياضية.

ونال الفقيد أول لقب عالمي له عام 1994 ببطولة العالم لألعاب القوى بألمانيا وهو في سن العشرين، ويبقى أهم الألقاب التي حققها على الإطلاق تتويجه بـ6 ميداليات خلال الألعاب البارالمبية، ونال البطل الراحل ميداليتين ذهبيتين في سباقي (100 و200 متر T36) في دورة أتلانتا الأمريكية عام 1996، قبل أن يحرز 3 ميداليات ذهبية كاملة خلال دورة سيدني عام 2000 في سباقات (100 و200 و400 متر T37) وبرونزية واحدة في دورة أثينا التي جرت صيف العام 2004.

وكتبت دورة بكين 2008 قصة نهاية المشوار الرياضي الحافل للبطل الراحل محمد علاق، حيث لم يتمكن من نيل أي ميدالية، قبل أن يعتزل بعدها ويقرر التحوّل إلى مجال التدريب، لكن سرعان ما تعرض لصدمة قوية إثر إصابته بمرض السرطان، حيث اضطر للغياب عن الساحة الرياضية قرابة عشر سنوات عانى فيها التهميش والنسيان وظل فيها يصارع المرض في الظل.

وغيّب الموت البطل الجزائري محمد علّاق في سن الـ42 في شهر مارس/آذار من العام 2016، بعد صراع مرير مع مرض السرطان، تاركا وراءه طفلة تبلغ من العمر اليوم 5 سنوات، وخلّفت وفاته  موجة حزن عميقة وسط العائلة الرياضية الجزائرية الكبيرة، خاصة لدى زملائه الرياضيين من ذوي الاحتياجات الخاصة، بالنظر للمكانة المرموقة التي كان يحظى بها بعد أن حفر اسمه واسم الجزائر بأحرف من ذهب في تاريخ الألعاب البارالمبية بفضل ألقابه وتتويجاته.


 

شارك: