بـ 4 أصابع.. لاعبة تنس إنجليزية تدخل تاريخ اللعبة

تاريخ النشر:
2021-01-14 11:42
-
آخر تعديل:
2021-06-08 09:01
لاعبة التنس البريطانية فرانشسكا جونز المشاركة في أستراليا المفتوحة 2021 (Getty)
محمد أبو الوفا
الفريق التحريري
Source
المصدر
winwin
+ الخط -

تمتلك فرانشسكا جونز 4 أصابع في كل يد، و3 أصابع في قدمها اليسرى و4 في اليمنى. ما جعل الأطباء يجزمون باستحالة احترافها رياضة التنس في صغرها، ومع ذلك أنكرت تلك التوصيات وسافرت في عمر التاسعة من مدينة برافورد الإنجليزية -مسقط رأسها- إلى برشلونة في إسبانيا حيث تلعمت فنون اللعبة في أكاديمية سانشيز كاسال الشهيرة، حتّى أتمّت الـ16 سنة وعادت إلى بلادها تحمل آمالًا في أن تطيح بنصائح الأطباء المُحبطة.

وأصيبت جونز(20 عامًا) منذ ولادتها بمتلازمة "خلل التنسج" وهي حالة وراثية نادرة تسبب مشكلات في نمو اليدين والقدمين. مع الطفلة الإنجليزية تطورت إلى فقدان 5 أصابع في عموم جسدها، الأمر الذي جعل الإمساك بالمضرب والوقوف بثبات على الأرض شاقًا للغاية بالنسبة إليها، لكنه ليس مستحيلًا.

بعيون دامعة وصراخ ممزوج بالفرحة التقطت جونز هاتفها بمجرد انتهاء المباراة الأخيرة من التصفيات المؤهلة إلى أولى البطولات الأربع الكبرى، أستراليا المفتوحة. لقد تأهلت بالفعل إلى المسابقة بعد أن اجتازت المباراة الحاسمة أمام الصينية جيا لي (6-0 و6-1). لم تتمالك نفسها واتصلت بوالديها فور انقضاء المباراة، وبدأت البكاء ودخلت في نوبة فرح هي ووالداها.

وتقول فرانشسكا بحسب ما نقلته يومية "ميترو" الإنجليزية: "يمكن القول إنني أثبتت خطأ الأطباء. لم ألعب هذه الرياضة بدافع الانتقام أبدًا، أنا ألعب لأُحدث تأثيرًا إيجابيًا على المتابعين الذين آمل أن يقرؤوا قصتي".. من طفلة بأربعة أصابع في كل يد إلى بطلة تنافس على لقب أستراليا المفتوحة للتنس، هذه القصة باختصار. وما بين البداية والنهاية أحداث لا يمكن إغفالها.

في مشوار التصفيات -الذي أقيم في دبي- أطاحت بالرومانية مونيكا نيكوليسكو وهي مصنفة 28 عالميًا سابقًا، ثم تغلبت على الكرواتية جانا فيت التي تندرج ضمن أفضل 100 لاعبة في العالم. وتُصّر فرانشسكا أن المتلازمة ما هي إلا شيء مُحقّز لها: "لقد حصل ذلك سابقًا، إنه شيء إيجابي وله مميزات من نواحٍ عديدة، لقد انطلقت للتو ولم أحقق أي نجاحات بعد في مسيرتي".

وكادت فرانشسكا أن تفقد آمالها في التأهل إلى أستراليا المفتوحة هذا العام بسبب الطقس البارد في إنجلترا، والذي جعلها تكافح من أجل الإمساك بالمضرب. لكن التدريبات الشاقة والجو الدافيء قليلًا في دبي أعادها إلى الوضع الطبيعي، فباتت في الوقت الحالي إحدى أشهر لاعبات التنس على الإطلاق بعد انتشار قصتها، بينما لم يكن يعرفها أحد قبل شهر من الآن.

تتجاهل اللاعبة الإنجليزية المتلازمة أغلب الوقت وتقول إنها لا تضع لها بالًا مقارنة بالكيفية التي اتخذتها للتغلب عليها: "التحدي الشخصي لديّ أن أضع نفسي في حالة بدنية تبعدني عن الإصابات، لأن قدمي تعمل بنسق مختلف عن الآخرين وهذا يعني أنني أركض بطريقة مختلفة. في صالة الألعاب الرياضية أتدرب بحيث أدعم عضلاتي، لا أريد القول إن بها ضمورا أو قصورا لكنه فقط نقطة ضعف لديّ، يمتلك الجميع نقاط ضعف في جسدهم إلا إذا كنت كريستيانو رونالدو، أحاول تحسين نفسي بشتّى الطرق".

وتقول فرانشسكا عن منصات التواصل الاجتماعي التي اشتهرت عليها مؤخرًا: "يمكن استخدامها لمصلحتك في بعض الأحيان، لكن أعتقد أن لها تأثيرات سلبية على المجتمع في الوقت الحالي، أنا أفضل عدم الانخراط في هذا، لديّ حياتي الخاصة وأحب التزام الخصوصية".

شارك: