تحليل | منتخب الجزائر يفوز بنفس السيناريو وليلة سوداء لمحرز

تحديثات مباشرة
Off
تاريخ النشر:
2024-10-11
لاعبو منتخب الجزائر يحتفلون خلال فوزهم على توغو (Facebook/Equipe d'algérie de football)
صالح بوتعريشت
الفريق التحريري
Source
المصدر
winwin
+ الخط -

تجاوز منتخب الجزائر عقبة مضيفه التوغولي بسلام، وتغلب عليه، الخميس 10 أكتوبر/تشرين الأول، بنتيجة (5-1) في الجولة الثالثة من تصفيات كأس أمم أفريقيا 2025 المقررة إقامتها في المغرب، وذلك وسط تألق كبير من مهاجمه سعيد بن رحمة مهاجم أولمبيك ليون الفرنسي الذي سجل ثنائية في اللقاء.

وبهذا الانتصار الثالث على التوالي، عزز منتخب "الخضر" صدارته لمجموعته الخامسة في تصفيات "الكان" برصيد 9 نقاط بعد تحقيقه العلامة الكاملة، إثر فوزه في مبارياته الثلاثة ضد غينيا الاستوائية وليبيريا وتوغو.

وفاز منتخب الجزائر على نظيره التوغولي بطريقة مشابهة لتلك التي حقق بها أغلب انتصاراته  في عهد المدرب السويسري فلاديمير بيتكوفيتش، مع مرور نجمه الأول رياض محرز مهاجم الأهلي السعودي بليلة يمكن وصفها بـ "السوداء" في ملعب "19 مايو 1956" بمحافظة عنابة شرقي العاصمة الجزائرية.

سيناريو يتكرر.. منتخب الجزائر بوجهين مع بيتكوفيتش

ومثلما جرت عليه العادة في المباريات السابقة، دخل منتخب الجزائر مباراته ضد ضيفه التوغولي بوجه باهت، وهو ما كلّفه تلقي هدف أول في الدقيقة (11)، أدخل الشك في نفوس الجماهيرية الجزائرية وأعاد إلى أذهانها سيناريوهات المباريات السابقة.

وبدأ المشجعون الجزائريون ينظرون إلى بعضهم، ويطرحون العديد من الأسئلة حول سبب دخول منتخب بلدهم بشكل سيئ في مبارياته تحت قيادة المدرب بيتكوفيتش، ويبحثون عن الأسباب، إذا ما كان السويسري يخطئ في اختيار التشكيل الأساسي المثالي، أو أن المنتخب يجد صعوبة في دخول اللقاءات أو في الانتشار بشكل جيد فوق أرضية الملعب، أو لغياب الانضباط التكتيكي.

ولا تعد هذه هي المرة الأولى التي يظهر فيها منتخب الجزائر بشكل متواضع في الأشواط الأولى من لقاءاته في حقبة المدرب بيتكوفيتش، فباستثناء المباراتين ضد بوليفيا وليبيريا اللتين، أنهى الشوط الأول منهما متفوقًا، فإن "الخضر" أنهوا الأشواط الأولى لمبارياتهم الخمسة المتبقية ضد جنوب أفريقيا وغينيا وأوغندا وغينيا الاستوائية وتوغو إمّا متعادلين أو متأخرين في النتيجة.

وبالفعل قلب منتخب الجزائر الوضع لصالحه في الشوط الثاني ضد توغو، وقدم شوطًا ثانيًا بمستوى مغاير، وحقق في النهاية فوزًا عريضًا بخمسة أهداف لهدف واحد، ولكن لا تسلم الجرة في كل مرة، والدليل على ذلك ما حدث له في المباراة ضد غينيا في تصفيات كأس العالم 2026.

وأنهى منتخب "محاربي الصحراء" الشوط الأول لمواجهته ضد ضيفه الغيني متعادلًا في الشوط الأول بنتيجة (0-0)، ولكنه خسرها في النهاية بنتيجة (1-2)، وهو الأمر الذي بات يثير المخاوف حول منتخب الجزائر حاليًا بشأن إمكانية أن يتكرر معه سيناريو الظهور بوجه باهت في الأشواط الأولى أمام منافسين أقوى في المباريات القادمة، وفشله في القدرة على التدارك مثلما يحدث في العادة.

رياض محرز الحاضر الغائب في منتخب الجزائر

أما النقطة السلبية الثانية التي ظهرت واضحة في منتخب الجزائر خلال لقائه ضد توغو فلم تكن جماعية، بل فردية، وارتبطت بنجم "الخضر" على الورق رياض محرز الذي كان خارج الإطار تمامًا في المباراة، وحاضرًا جسدًا دون روح فوق أرضية الملعب.

وجلب محرز الأداء السيئ الذي يقدمه مع ناديه الأهلي إلى منتخب بلاده، وظهر بمستوى شديد التواضع، مع ثقل كبير في التنقل فوق أرضية الميدان، وتردد وصعوبة في اتخاذ القرارات، وأنانية في بعض الأحيان.

والمفاجأة الكبير هي عدم تقدم محرز لتنفيذ ركلة الجزاء التي احتُسبت لمنتخب "الخضر" في الشوط الثاني، وسجلها بن رحمة في الدقيقة (55)، وذلك في سلوك أثار استغراب الجماهير الجزائرية بين فئة رأت بأن لاعب الأهلي فقد الثقة في نفسه، وأصبح عاجزًا عن تحمل المسؤوليات الصعبة، وفئة أخرى قالت إن المدرب بيتكوفيتش جرّده من مهمة تنفيذ ركلات الجزاء بعد تضييعه إحداها في المواجهة ضد غينيا الاستوائية في الجولة الأولى من تصفيات كأس أمم أفريقيا 2025.

ونال محرز ثالث أسوأ تقييم بين لاعبي منتخب الجزائر من موقع "سوفا سكور"، وحصل على 6.9 من 10، ليأتي بعد صاحب أسوأ تقييم لاعب خط الوسط آدم زرقان بـ 6.3 والحارس أليكسيس قندوز الذي حقق ثاني أسوأ تقييم بـ 6.7 من 10.

وانتهت ليلة محرز السوداء بتغيير المدرب بيتكوفيتش إياه بزميله أمين غويري في الدقيقة (75)، وعلامات السخط باديةً على وجهه، وذلك في صورة علقت عليها الجماهير الجزائرية بأن فترته قد قاربت من النهاية مع منتخب الجزائر إن لم تكن قد انتهت بالفعل.

شارك: