4 رابحين وخاسران اثنان من فوز منتخب الجزائر في ليبيريا
سجل منتخب الجزائر فوزًا كبيرًا خارج أرضه أمام منتخب ليبيريا بثلاثية نظيفة، لحساب الجولة الثانية من تصفيات كأس أمم أفريقيا 2025، وهو الثاني على التوالي له في المسابقة، وخلال معسكر شهر سبتمبر/ أيلول، بعد الفوز الأول المسجل على منتخب غينيا الاستوائية بهدفين نظيفين.
وانفرد "الخضر" بصدارة المجموعة الخامسة برصيد 6 نقاط، متقدمين عن الوصيف توغو بأربع نقاط كاملة قبل المواجهة المزدوجة بينهما الشهر المقبل، في الجولتين الثالثة والرابعة في التصفيات الأفريقية، والتي قد تحدد بنسبة كبيرة جدًّا تأهل منتخب الجزائر إلى النسخة المقبلة من "الكان" مُبكرًا.
وبغض النظر عن الحصيلة الرقمية لمنتخب الجزائر خلال مباراتي غينيا الاستوائية وليبيريا، إلاّ أن الفوز على منتخب ليبيريا في مونروفيا، كشف عن لاعبين استفادوا من هذا المعسكر وهذه المباراة على وجه التحديد، وآخرين كانوا أكبر الخاسرين، وهو ما يرصده winwin في هذا التقرير.
أمين غويري الورقة الرابحة في منتخب الجزائر
دوّن نجم نادي ستاد رين الفرنسي، أمين غويري، اسمه كنجم أول من دون منازع في صفوف منتخب الجزائر خلال معسكر شهر أيلول/ سبتمبر، بعد أن نجح في تقديم مستويات كبيرة جدًّا، وتسجيله لهدفين، واحد في مباراة غينيا الاستوائية وآخر في مباراة ليبيريا.
فبعد أن شارك غويري بديلًا في اللقاء الأول، دخل أساسيًّا في المواجهة الثانية، وكان عند حسن ثقة فلاديمير بيتكوفيتش، الذي سيراهن عليه بشكل أكبر في الفترة المقبلة، بعد أن أبان نجم ليون السابق عن مرونة فنية وتكتيكية كبيرة في نظام لعب بيتكوفيتشن، مقارنة بالتقييد الذي مورس عليه خلال تجربته السابقة مع بلماضي.
محمد فارسي
نجح مدافع نادي كولومبوس كرو الأمريكي، محمد فارسي، في خطف قلوب الجماهير الجزائرية في أول مشاركة له مع منتخب الجزائر بمناسبة مواجهة ليبيريا، وأبان الظهير الأيمن عن قدرات فنية وبدنية عالية، جعلته محل إشادة واسعة من الجزائريين والمتابعين، ما دفعهم للاطمئنان على هذا المركز حتى في غياب يوسف عطال.
وكسب اللاعب الذي نشأ في كندا نقاطًا لدى بيتكوفيتش، الذي نجح في خيار المراهنة على لاعب غير معروف لدى الجماهير الجزائرية، في انتظار التأكيد خلال المواجهات المقبلة، لا سميا في ظل تحول فارسي إلى خيار مفروغ منه بعد لقاء واحد فقط مع "محاربي الصحراء".
جوان حجام
قدم الظهير الأيسر لنادي يونغ بويز السويسري، جوان حجام، مستويات ثابتة ومقبولة جدًّا خلال مواجهتي غينيا الاستوائية وليبيريا، سواء في الخطة الكلاسيكية (4-4-2) كظهير أيسر، أو كلاعب رواق في خطة (3-4-3)، معطيًا ضمانات قوّية للجماهير الجزائرية بخصوص الجهة اليسرى من الدفاع، حتى في غياب ريان آيت نوري.
ويرى متابعون بأن حجام استغل بشكل جيّد غياب آيت نوري بداعي الإصابة، ليحرج بيتكوفيتش مستقبلًا بخصوص الاعتماد عليه أساسيًّا، في وقت يرى فيه الكثير من الجزائريين بأن حجام هو الأولى باللعب ظهيرًا أيسر في "الخضر"، ومطالبين بيتكوفيتش بإيجاد حل لآيت نوري، لأنّه يصلح في مركز متقدم وليس دفاعيًّا.
آدم زرقان
بدوره، بصم آدم زرقان نجم نادي شارلوروا البلجيكي، ولأول مرة على مستويات جيدة مع منتخب الجزائر، بعد أن خاض مواجهة ليبيريا أساسيًّا، وسجل خلالها هدفًا رائعًا، وشكّل زرقان الذي لطالما تعرض للانتقاد خلال مشاركاته السابقة مع المنتخب الجزائري خلال عهدة جمال بلماضي ثنائية رائعة مع رامز زروقي.
وأبلى نجل الدولي السابق، مليك زرقان، البلاء الحسن في لقاء ليبيريا، وأجاد القيام بالأدوار الدفاعية والهجومية معًا، وأرجع متابعون تألق آدم زرقان إلى نجاح بيتكوفيتش في توظيفه بالطريقة المناسبة، على عكس ما كان عليه الحال خلال تجاربه السابقة.
سعيد بن رحمة
أجمعت فئة كبيرة من الجماهير الجزائرية على أن سعيد بن رحمة، نجم نادي أولمبيك ليون الفرنسي، استنزف كل الفرص التي قدمها له بيتكوفيتش في الفترة الأخيرة، بعد فشله في تقديم المستويات المنتظرة منه، بدليل الفرص السهلة والغريبة التي أهدرها في لقاء غينيا الاستوائية بالجزائر.
وكانت مباراة ليبيريا بمثابة القطرة التي أفاضت الكأس لبن رحمة، حيث كان بمثابة الحلقة الأضعف في كتيبة "محاربي الصحراء"، ما دفع الجماهير الجزائرية إلى المطالبة بعودة يوسف بلايلي، وهي العودة التي من شأنها أن تقضي على آمال بن رحمة، بالإضافة إلى عودة محمد أمين عمورة أيضًا.
بغداد بونجاح
يعاني بغداد بونجاح من تراجع رهيب في أسهمه مع منتخب الجزائر، رغم الفرص العديدة التي قدمها له بيتكوفيتش، حيث لم يستغل نجم نادي الشمال القطري تلك الثقة العالية في قدراته من طرف المدرب السويسري لتقديم أفضل ما لديه، واكتفى بونجاح بأداء متواضع أمام غينيا الاستوائية، ومشاركة لدقائق معدودة أمام ليبيريا.
ورغم أن بونجاح سجل هدفًا في مرمى ليبيريا إلاّ أنّه لم يفرح به كثيرًا، وحتى الجماهير الجزائرية رأت بأنّه من هندسة يوسف عطال، الذي قام بمجهود فردي رائع قبل أن يقدم هدية لبونجاح، الذي باتت مكانته مهددة في المعسكر المقبل، بتوّهج أسماء جديدة تلقى دعم ومساندة الجماهير الجزائرية.