3 أسرار قادت كولر لإعادة الأهلي لمنصة التتويج باللقب القاري

تحديثات مباشرة
Off
2023-06-15 15:42
المدرب السويسري مارسيل كولر المدير الفني للنادي الأهلي المصري (facebook/Officialahlysc)
Source
المصدر
AFP
+ الخط -

رغم أن مسيرته لم تتخطَّ شهرها التاسع مع الأهلي المصري، استطاع المدرب السويسري مارسيل كولر إعادة "المارد الأحمر" إلى منصة التتويج باللقب القاري، بعد خسارة نهائي نسخة 2022 أمام الوداد.

واحتفل الأهلي يوم الأحد الماضي بالتتويج بلقب دوري أبطال أفريقيا للمرة الحادية عشرة (رقم قياسي)، والثالثة في السنوات الأربعة الأخيرة، بعدما ثأر من الوداد نفسه.

واستطاع السويسري التعلم من الأخطاء السابقة، وانتهج سياسة عدم الاعتماد على مجموعة بعينها، لتجنب حدوث إنهاك بدني وذهني للاعبيه، ووسّع دائرة خياراته، ليكسب رهان استعادة لقب دوري أبطال أفريقيا ويبسط سيطرته في كرة القدم المحلية.

تسلّم كولر في سبتمبر/أيلول 2022 فريقًا منهكًا بدنيًّا وذهنيًّا؛ رحل عنه مدربه الجنوب أفريقي بيتسو موسيماني ليأتي البرتغالي ريكاردو سواريش، لكن ولاية الأخير لم تتجاوز الأشهر الثلاثة، وسط حالة لم يعتد عليها الأهلي من السخط الجماهيري والتخبط الإداري.

مدرّبٌ لا يعرفه الكثيرون في مصر باستثناء بعض متوسطي العمر الذين تابعوا مسيرته مع منتخب سويسرا، فيما أمضى كامل مسيرته لاعبَ وسطٍ مع نادي غراسهوبرز.

حتى من قرؤوا سيرته الذاتية شكّكوا في قدرة مدرب منتخب النمسا وأندية كولن وبوخوم الألمانيين وسانت غالن وغراسهوبرز وبازل سابقًا، على تجاوز إحباطات موسم كارثي خرج منه فريق العاصمة خاسرًا لدوري الأبطال في النهائي أمام الوداد المغربي، كأس مصر في الدور عينه، ومنهيًا الدوري المحلي في المركز الثالث، بعيدًا عن مركزي البطل والوصيف للمرة الأولى منذ ثلاثين عامًا.

قبل ذلك، وُجِّهت انتقادات إلى موسيماني (قاد الأهلي إلى لقبي أبطال أفريقيا 2020 و2021) للإفراط في الاعتماد على مجموعة بعينها، ما تسبب في حالة من الإجهاد أصابت اللاعبين في المراحل الحاسمة من الموسم، وتسببت في خسارة الدوري المصري مرتين متتاليتين.

يقول لاعب الأهلي ومدربه السابق والخبير الكروي المخضرم طه إسماعيل لوكالة الأنباء الفرنسية: "يتحمّل موسيماني خسارة الأهلي للقب الدوري مرتين، وبصفة أكبر لقب دوري أبطال أفريقيا العام الماضي بسبب سياسته في اختيار اللاعبين". 

وفسّر "الشيخ طه": "في نهائي دوري الأبطال، لم يكن الأهلي قادرًا على مجاراة لاعبي الوداد بدنيًّا، الاعتماد على مجموعة بعينها والإعداد البدني أثر بصورة سلبية في المراحل الحاسمة".

وتقف 3 أسرار وراء نجاح كولر في إعادة "المارد الأحمر" إلى منصات التتويج باللقب التالي، يستعرضها التقرير الآتي:

تشكيلات وتغييرات متوازنة

استفاد ذو الثانية والستين من الدرس، موسّعًا دائرة اختياراته، سواء في دوري الأبطال أو في الدوري المصري والذي بات مرشحًا فوق العادة لاستعادة درعه.

شارك 29 لاعبًا في مباريات الأهلي الـ14 في دوري الأبطال، فكان عبد المنعم والظهير الأيسر التونسي علي معلول الوحيدين اللذين يشاركان في كل مبارياته، استخدم أكبر عدد مقارنةً بمنافسيه الوداد وماميلودي صنداونز الجنوب أفريقي (24)، والترجي التونسي والرجاء المغربي (25).

شرح قائد الأهلي الأسبق وليد صلاح الدين: "تعامل كولر مع قائمة الأهلي بذكاء، ونجح في تجهيز وإراحة اللاعبين، وهذا ساعده في الوقت الحاسم". 

تابع اللاعب السابق الذي حقق معه لقب دوري الأبطال 2001: "بعد الوصول إلى الدور النهائي، نجح كولر في تجهيز لاعبيه الأساسيين بإراحتهم في مباريات الدوري، حتى في دوري الأبطال كانت تشكيلاته وتغييراته متوازنة، مما منح الجميع الفرصة لدخول المباريات بجاهزية فنية وبدنية".

وفرة العناصر

بالنظر إلى قائمة النادي الأهلي، نجد أن المدرب السويسري، يملك في كل مركز ثلاثة لاعبين وأكثر، ففي وسط الميدان والهجوم على سبيل المثال، يملك الأهلي 19 لاعبًا، و11 مدافعًا و4 حراس مرمى، ليجعل قائمة الفريق تتكون من 34 لاعبًا، ما جعل كولر أمام خيارات عديدة.

السويسري مارسيل كولر يتوسط ثنائي الأهلي مروان عطية (يمين) وأحمد قندوسي خلال الاختفالات بالتتويج بدوري أبطال أفريقيا
السويسري مارسيل كولر يتوسط ثنائي الأهلي مروان عطية (يمينًا) وأحمد قندوسي خلال الاحتفالات بالتتويج بدوري أبطال أفريقيا (facebook/Officialahlysc)

    
واعتمد كولر على 29 لاعبًا من أصل 34 بمسابقة دوري الأبطال، وهو ما جعله يتفوق على منافسه، ولم يكن المدرب السويسري، بعكس سلفه، موسيماني، متمسكًا بأفكاره حتى الموت، حيث تمتع بمرونة تكتيكة قادته إلى تغيير قناعته إذا لم تسر الأمور جيدًا، كما حدث بعد الهزيمة بخماسية من صن داونز. 

تطويع الأفكار

كان الأهلي على وشك توديع دوري الأبطال مُبكرًا بعد خسارته من صن داونز (2-5) في الجولة الرابعة من دور المجموعات، فتأهل بشق النفس على حساب الهلال السوداني.

خسر قبلها أمام ريال مدريد الإسباني (1-4) وفلامينغو البرازيلي (2-4) في مونديال الأندية، فواجه كولر انتقادات أخرى لاتباعه سياسة اللعب المفتوح أيًّا كان منافسه والظروف، خسارة صن داونز القاسية كانت درسًا آخر أدركه السويسري جيداً، وساعده في تطويع أفكاره.

خاض بعدها ثماني مباريات في دوري الأبطال، فاز في ست منها وتعادل مرتين (كلتاهما في الدار البيضاء مع الرجاء والوداد)، سجّل 16 هدفًا ولم يستقبل سوى هدفين (ذهابًا وإيابًا من الوداد في الدور النهائي).

في المجمل، قاد كولر الأهلي في 47 مباراة في مختلف المسابقات حقق فيها 35 فوزًا و8 تعادلات و4 هزائم كلها في مباريات خارجية (اثنتان في كأس العالم للأندية ومثلهما في دوري الأبطال).

يقول كولر: "جماهير الأهلي لا تتوقف عن المطالبة بالفوز بكل البطولات، وهذه فلسفة الفريق بشكل عام. يمكنني أن أتفهم ذلك".
ربما مازال الوقت مبكرًا للحكم على تجربة كولر مع الأهلي، فالعام الأول من تعاقده الذي يمتد لموسمين لم ينتهِ بعد. إلا أن المقدمات تؤدي حتمًا إلى النتائج التي تتحدث عن نفسها حتى اللحظة.

شارك: