وفاة بيكنباور | صفعة تاريخية وألقاب مونديالية وأوروبية عديدة

تحديثات مباشرة
Off
2024-01-08 22:52
وفاة بيكنباور أسطورة كرة القدم الألمانية (Getty)
بلال نجاري
الفريق التحريري
Source
المصدر
winwin وكالات
+ الخط -

استفاقت جماهير الساحرة المستدير على خبر وفاة بيكنباور قيصر كرة القدم الألمانية، الذي فارق الحياة عن عمر ناهز الـ78 عامًا، بعد صراع طويل مع المرض، إذ يُعَدّ أحد أساطير اللعبة العالمية، كما حظي بمسيرة ناجحة لاعبًا ومدربًا.

لعب بيكنباور خلال مسيرته الكروية الحافلة مع بايرن ميونخ في مركز قلب دفاع، واستمر لسنوات طويلة لاعبًا ثم انتقل إلى عالم التدريب، وبعدها عمل إداريًّا ناجحًا، وكان أحد أبرز المسهمين في إنجازات كرة القدم الألمانية.

وفاة بيكنباور لا يمكن أن تمر مرور الكرام، بالنظر إلى كل ما قدّمه "القيصر" في تاريخ كرة القدم، سواء وهو لاعب أو مدرب، من خلال تحقيقه إنجازات فريدة، جعلته أحد أعظم الرياضيين في التاريخ.

وفاة بيكنباور تذكّر الألمان بحادثة الصفعة التاريخية

بدأ بيكنباور المولود في عام 1945، في منطقة غيزينغ للطبقة الوسطى في ميونخ، موطن نادي ميونخ 1860، النادي الأكثر نجاحًا في تلك الفترة مقارنةً بالعملاق الحالي بايرن ميونخ.

ولعب بيكنباور لنادي ميونخ آس سي 1906، رغم أنه كان من مشجعي نادي ميونخ 1860؛ لكنه كان يتطلع دومًا للعب مع المحترفين، وهذا ما أدلى به لصحيفة "بي زد" الألمانية في عام 2004.

وفي إحدى المباريات التي لعبها مع فريقه آس سي 1906 بعمر الـ12 عامًا ضد فريقه المفضل ميونخ 1860، تلقى صفعة على وجهه من لاعب منافس بعيدًا عن أنظار الحكم، ليقرر بعدها بيكنباور عدم الانضمام إلى ناديه المفضل، وقرر الانتقال إلى بايرن ميونخ، ليؤدي قراره إلى تغيير تاريخ كرة القدم الألمانية.

ثلاثية متتالية في دوري أبطال أوروبا

خلال مسيرته مع بايرن ميونخ، قاد بيكنباور الفريق البافاري للتتويج بثلاثة ألقاب متتالية من كأس أبطال الأندية الأوروبية (دوري أبطال أوروبا حاليًا)، بعد الفوز بلقب الدوري الألماني لثلاث نسخ على التوالي.

وقاد بيكنباور الفريق البافاري في أول نهائي لكأس أوروبا عام 1974 ضد أتلتيكو مدريد الإسباني، حيث تقدّم أتلتيكو في الوقت الإضافي؛ لكن بايرن أدرك التعادل بعد 120 دقيقة. ثم أعيدت المباراة بعد يومين، وفاز بايرن بقيادة بيكنباور (4-0)، ثم قاد فريقه إلى التتويج في العامين التاليين كذلك على حساب ليدز يونايتد الإنجليزي وسانت إتيان الفرنسي ليكمل مع ناديه الثلاثية القارية.

التتويج بكأس العالم لاعبًا ومدربًا

في عام 1974، لم يكن منتخب ألمانيا الغربية مرشحًا للتتويج بلقب كأس العالم على حساب هولندا في الملعب الأولمبي بميونخ.

هولندا بقيادة النجم يوهان كرويف، أمتعت الجماهير بكرة قدم فريدة أُطلِق عليها اسم "الكرة الشاملة"، إذ كانت تتفوّق من الناحية الفنية على ألمانيا الغربية التي تتميز بالنزعة العملية والفعّالة بقيادة بيكنباور.

وبدت مهمة ألمانيا الغربية مستحيلةً بعد دقيقة واحدة فقط، إثر التأخر مبكرًا في النتيجة، لكن بيكنباور نجح في قيادة فريقه للفوز بنتيجة 2-1 في انتصار غير متوقع، ليرفع الألمان كأس العالم للمرة الثانية، والأولى في عهد القيصر.

نجاح بيكنباور في كأس العالم لم يتوقف بعدما أنهى مسيرته لاعبًا، بل تعدى إلى لحظة نجاحه في قيادة منتخب بلاده للفوز باللقب وهو مدرب في مونديال 1990، أي بعد 6 أعوام من تعيينه في منصبه.

وبلغ بيكنباور نهائي كأس العالم 1986 مدربًا لألمانيا الغربية؛ لكنه خسر أمام المنتخب الأرجنتيني بقيادة دييغو أرماندو مارادونا (2-3)، وبهذا الفوز أصبح بيكنباور ثاني أيقونة يفوز بكأس العالم لاعبًا ومدربًا، بعد البرازيلي ماريو زاغالو الذي توفي هو الآخر قبل أيام. ولحق بهما في الإنجاز العالمي الفرنسي ديدييه ديشامب بعد قيادته منتخب بلاده إلى اللقب المونديالي عام 2018.

كرتان ذهبيتان

لعل الجوائز الفردية كانت أقل أهمية طوال مسيرة بيكنباور وهو لاعب، إلاّ أن تألق القيصر كان معروفًا طوال حياته المهنية، ونجح في حصد كرتين ذهبيتين.

صعد إلى منصة التتويج بالكرة الذهبية 5 مرات في الفترة من 1966 إلى 1976، وفاز بالجائزة الكبرى عامي 1972 و1976، علمًا أنّ عام 1972 شهد سيطرة ألمانية على المراكز الثلاثة الأولى في هذه الجائزة المرموقة، حيث تفوق بيكنباور على زميله في بايرن ميونخ غيرد مولر، وكذلك على غونتر نيتسر من بوروسيا مونشنغلادباخ.

وبعد وفاة بيكنباور وزاغالو، بات الفرنسي ديدييه ديشامب الوحيد ممن ما زال على قيد الحياة وفاز بكأس العالم لاعبًا ومدربًا؛ إذ حقق هذا الإنجاز مع "الديوك" في نسختي 1998 و2018.

شارك: