هولندا.. مباريات لا تُنسى من تاريخ المونديال

تاريخ النشر:
2022-11-19 18:53
-
آخر تعديل:
2022-11-20 00:04
أرشيفية - المنتخب الهولندي الذي خاض كأس العالم 2010 (Getty)
Source
المصدر
winwin
+ الخط -

من كرة القدم الشاملة في السبعينيات، إلى تحقيق المركز الثاني في كأس العالم  2010، ومن يوهان كرويف وفان باستين إلى دينيس بيركامب وآرين روبن. على مر العصور، كان المنتخب الهولندي دائمًا مصدر متعة لعشاق كرة القدم.

وخاض منتخب الطواحين البرتقالية كأس العالم 10 مرات، ويستعد لمشاركته رقم 11 عندما ينطلق مونديال قطر 2022، خلال الفترة من 20 نوفمبر/ تشرين الثاني وحتى 18 ديسمبر/ كانون الأول القادم، حيث تتنافس هولندا ضمن المجموعة الأولى رفقة منتخبات قطر، السنغال، والإكوادور.

ولم ينجح الهولنديون في حصد لقب كأس العالم على الإطلاق، وكانت أفضل نتائجهم تحقيق المركز الثاني 3 مرات، أعوام 1974، 1978، و2010، لكن كانت هناك العديد من المواجهات المونديالية التي ستبقى في ذاكرة الكرة الهولندية.

وفي السطور التالية، يستعرض لكم winwin أبرز 5 مباريات خاضها المنتخب الهولندي في تاريخ مشاركاته ببطولات كأس العالم.

1- كأس العالم 1974.. هولندا 4-0 الأرجنتين

أنجبت كرة القدم عددًا قليلًا من الفرق الأسطورية، ولكن قد لا يكون هناك فريق مثل هولندا في عام 1974. كمخترعي "كرة القدم الشاملة"، يُنظر إلى ذلك الفريق عمومًا على أنه أحد أفضل الفرق على الإطلاق. كرة القدم الشاملة، التي طورها المدرب رينوس ميتشيلز والقائد يوهان كرويف، كانت فلسفة هجومية تقوم على الحيازة واستغلال المساحات، وقد أثرت على المدربين في جميع أنحاء العالم، وبالنسبة لبعضهم، هذا هو أسلوب كرة القدم. خسر رجال ميتشيلز نهائي عام 1974 ضد ألمانيا الغربية 2-1، لكنهم احتفظوا بمكانة أسطورية حتى يومنا هذا.

بدأت هولندا مشاركتها في مونديال ألمانيا 1974 بالفوز 2-0 على أوروغواي، ثم تعادلت 0-0 مع السويد، وبعدها اكتسحت بلغاريا 4-1، وحجزت بطاقة العبور إلى المرحلة التالية، كانت المباراة الافتتاحية للمجموعة الأولى بين هولندا والأرجنتين على ملعب بارك شتاديون في جيلسنكيرشن بألمانيا، أمام حضور جماهيري تخطى الـ55 ألف متفرج.

قدم المنتخب البرتقالي واحدة من أجمل مبارياته في المونديال خلال فوزه 4-0 على الأرجنتين، حيث وضع منافسه في وسط ملعبه طوال أحداث اللقاء، وسجل كرويف هدفين، وجاء الهدفين الآخرين من رود كرول وجوني ريب، وكان الهولنديون مهيمنين لدرجة أن حارسهم يان جونغبلود لمس الكرة مرة واحدة فقط خلال المباراة بأكملها.

2- كأس العالم 1974.. هولندا 2-0 البرازيل

بعد الفوز على الأرجنتين، تفوقت هولندا 2-0 على ألمانيا الشرقية، وكانت المواجهة الأخيرة حاسمة أمام المنتخب البرازيلي من أجل حسم بطاقة التأهل إلى النهائي. سارت الأمور بشكل سيئ في المباراة النهائية أمام ألمانيا الغربية، لكن الكثير من الناس يرون أن أداء المنتخب الهولندي ضد "السليساو" كان مثالاً لـ "كرة القدم الشاملة".

انتهى الشوط الأول سلبيًا دون أهداف 0-0، وفي بداية الشوط الثاني ترجمت هولندا سيطرتها على اللقاء، وأحرزت هدف التقدم عن طريق يوهان نيسكينز عند الدقيقة 50، وبعد ربع ساعة، عزز كرويف من تقدم الفريق البرتقالي على البرازيليين الذين فازوا بالبطولة في نسخة 1970.

كادت الأمور أن تتصاعد على أرض الملعب قرب نهاية المباراة، حيث قام البرازيليون ببعض التدخلات السيئة التي أسفرت عن بطاقة حمراء للاعب لويس بيريرا عند الدقيقة 84، لكنَّ الهولنديين نجحوا في تحقيق الفوز 2-0، حيث أظهروا للعالم أن كرة القدم الشاملة قد وصلت.

3- كأس العالم 1978.. هولندا 2-1 إيطاليا

أبهرت هولندا العالم بما قدمته من فنون كروية عام 1974، لكنها في النهاية لم تحقق اللقب، واكتفت بالوصافة أمام ألمانيا الغربية، وبعد 4 سنوات كانت لديهم الفرصة مرة أخرى لمحاولة حصد لقب المونديال على أرض الأرجنتين، لكن هذه المرة بدون المدرب رينوس ميتشيلز واللاعب النجم يوهان كرويف. 

بقيادة المدرب إرنست هابل، افتتحت هولندا مشاركتها في مونديال 1978، بالفوز 3-0 على إيران، ثم التعادل 0-0 أمام بيرو، وبعدها تفوقت 3-2 على اسكتلندا، لتحجز بطاقة التأهل للمرحلة التالية، التي بدأتها باكتساح النمسا 5-1، ثم تعادلت 2-2 مع ألمانيا الغربية، وجاء موعد الحسم أمام المنتخب الإيطالي؛ لتحديد المتأهل للمباراة النهائية.

على ملعب "أنتونيو فيسبوكيو ليبرتي" أمام أكثر من 67 ألف متفرج، كانت مواجهة نارية بين هولندا وإيطاليا. افتتح "الأتزوري" باب التسجيل بهدف بالنيران الصديقة جاء عن طريق إرني براندتس، لكن اللاعب نفسه تمكن من إدراك التعادل عند الدقيقة 51، وقبل نهاية المباراة بربع ساعة، سجل أري هان هدف الفوز لمنتخب الطواحين البرتقالية، لتصل هولندا للمرة الثانية على التوالي إلى النهائي، قبل أن تفشل مرة أخرى في الصعود لمنصة التتويج، وتخسر من البلد المضيف الأرجنتين، بنتيجة 3-1.

4- كأس العالم 1998.. هولندا 2-1 الأرجنتين

بعد الوصافة في المونديال عامي 1974 و1978، انطفأ وهج المنتخب الهولندي، وفشل في الوصول إلى كأس العالم خلال نسختين متتاليتين، ثم عاد للظهور في مونديال 1990 وخرج من ثمن النهائي، وبعد 4 سنوات وصل إلى دور الثمانية في نسخة 1994 بالولايات المتحدة الأمريكية، لم تكن تلك المشاركات جيدة بما يكفي، لكن في كأس العالم 1998 في فرنسا، أعاد الهولنديون إلى الأذهان الكرة الجميلة التي عُرفت عن الفريق البرتقالي.

بدأت هولندا مونديال 1998 بالتعادل 0-0 مع جارتها بلجيكا، ثم اكتسحت كوريا الجنوبية 5-0، وبعدها تعادلت 2-2 مع المكسيك، وصعدت إلى ثمن النهائي وتفوقت 2-1 على يوغوسلافيا، لتضرب موعدًا ناريًا في دور الثمانية مع منتخب "التانغو" الأرجنتيني.

على ملعب "فيلودروم" أمام أكثر من 55 ألف متفرج، وضع باتريك كلويفرت هولندا في المقدمة عند الدقيقة 12، وبعد 5 دقائق تعادلت الأرجنتين سريعًا عن طريق كلاوديو لوبيز، وشهدت المباراة حالتي طرد، الأولى للهولندي آرثر نومان قبل ربع ساعة من النهاية، والثانية للأرجنتيني أرييل أورتيغا عند الدقيقة 88، استمرت النتيجة على حالها، حتى اللحظات الأخيرة التي ارتدى فيها دينيس بيركامب ثوب الإجادة.

لتكون مهاجمًا أسطوريًا، عليك أن تسجل أهدافًا أسطورية، وهذا بالضبط ما فعله بيركامب  في مباراة الأرجنتين، بعد كرة طويلة دقيقة من المدافع فرانك دي بوير، استقبلها اللاعب الهولندي وأدت تقنيته ورؤيته وجرأته إلى وصول البرتقالي إلى الدور نصف النهائي، كان هدف الفوز في مباراة ممتعة، وليس غريبًا أن يتذكر الكثيرون هدف بيركامب باعتباره أحد أعظم أهداف كأس العالم في كل العصور.

بعد ذلك لم يُحالف التوفيق هولندا، وخسرت من البرازيل بركلات الترجيح (4-2) عقب نهاية الوقتين الأصلي والإضافي بالتعادل 1-1، وفي مباراة تحديد المركز الثالث تفوقت كرواتيا 2-1، لكن رغم ذلك، كانت مشاركة الهولنديين لا تُنسى في ذلك المونديال.

5- كأس العالم 2010.. هولندا 2-1 البرازيل

لقد قيل الكثير عن تكتيكات المنتخب الهولندي وأسلوب لعبه خلال كأس العالم 2010 في جنوب أفريقيا، وبغض النظر عن الطريقة التي فعلوا بها ذلك، فمن المؤكد أن هولندا آنذاك تمكنت من الوصول إلى نهائي كأس العالم للمرة الأولى منذ عام 1978.

خلال دور المجموعات، حققت هولندا العلامة الكاملة، بعد الفوز 2-0 على الدنمارك، و1-0 على اليابان، و2-1 على الكاميرون، وفي ثمن النهائي واصل المنتخب البرتقالي طريقه وأقصى سلوفاكيا بنتيجة 2-1، ليتأهل إلى ربع النهائي في مواجهة تكررت كثيرًا خلال تاريخ كأس العالم، وذلك أمام منتخب السامبا البرازيلي.

على ملعب نيلسون مانديلا، لم تكن الأمور جيدة للهولنديين خلال فترة الاستراحة بين الشوطين. في الشوط الأول، سجل روبينيو هدف التقدم بعد تلقيه كرة بينية ذكية من فيليبي ميلو، علاوة على ذلك، بدا أن البرازيليين بشكل عام أكثر ميلًا لتحقيق الإنجاز ذلك المساء في جنوب أفريقيا، لكن في الشوط الثاني تغيرت الأمور رأسًا على عقب، وسجل الهولندي ويسلي شنايدر مرتين ليقضي على البرازيل، ويُطيح بها من المونديال.

في نصف النهائي، عبرت هولندا الأوروغواي بصعوبة بنتيجة 3-2، لكن في النهائي، خسرت الطواحين البرتقالية أمام إسبانيا بعد هدف من أندرياس إنييستا في الوقت الإضافي، وكان مُقدرًا للإسبان الفوز باللقب، ومع ذلك، كانت هولندا قريبة من تحقيق حلمها لو أن آرين روبن ترجم انفراده التام إلى هدف في مرمى الحارس إيكر كاسياس. وفقًا لبعضهم، فإن خسارة ذلك النهائي أكدت للهولنديين أن الأمر بمثابة "عقدة"، وأن مركز الوصافة سيبقى أقصى إنجازاتهم في المونديال. هل يتغير الأمر في قطر؟ سنرى لاحقًا.

شارك: