هل سيشارك ياسين براهيمي مع الغرافة القطري في دوري أبطال آسيا للنخبة فقط؟
تعاود عجلة دوري نجوم أريد الدوران بإقامة مباريات الجولة الرابعة، يومي الجمعة والسبت 13 و14 سبتمبر/ أيلول الجاري، وبعيدًا عن المنافسة والمباريات المثيرة، تتجه الأنظار نحو مواجهة الغرافة والشمال على استاد البيت المونديالي، ليس لأن "الفهود" يخوض آخر "بروفة" قبيل المشاركة المرتقبة في بطولة دوري أبطال آسيا للنخبة وحسب، بل من أجل التعرف ما إذا كان النجم الجزائري ياسين براهيمي سيظهر بصفوف الغرافة للمرة الأولى في الدوري أم لا؟
خلال الساعات الماضية، راجت أحاديث في الشارع الرياضي الغرفاوي عن أن بقاء براهيمي مع الفريق سيقتصر على مشاركته في بطولة النخبة الآسيوية، وبالتالي لن يشارك في قائمة الفريق في البطولات المحلية القطرية، لكن إن حدث وغاب براهيمي اليوم عن مواجهة الشمال، فلن يتوقف الجدل بقرار مشاركته محليًّا أو قاريًّا فقط، حتى تحين ساعة الصفر.
علم winwin من مصادر خاصة، أن القرار الحاسم لمسألة اقتصار ظهور ياسين براهيمي مع الغرافة على المشاركة القارية فقط لم يحسم بعد، حيث ما زال الوقت متاحًا أمام جميع الأندية القطرية المشاركة في البطولة القارية لتسجيل قوائمها الرسمية.
صحيح أن الاتحاد القطري وفر مساحة (عبارة عن ثلاث خانات إضافية) للأندية المشاركة قاريًّا، بانتداب لاعبين للمشاركة في النسخة الأولى من بطولة دوري أبطال آسيا للنخبة، لتقليص الهوة مع بقية الأندية خصوصًا السعودية منها، شريطة تسمية 7 لاعبين محترفين فقط لخوض المنافسات المحلية (5+2 لاعبين تحت السن)، بيد أن الاتحاد وفر أيضًا مساحة زمنية لاتخاذ القرار النهائي للحسم مع غلق باب الميركاتو الصيفي!
قد يبدو قرار تحويل براهيمي للمشاركة القارية فقط صادمًا لنجم قدم مستويات راقية، إذ سجل النجم الجزائري 21 هدفًا وقدم 9 تمريرات حاسمة، ليكون أحد أبرز أسباب عودة "الفهود" إلى الواجهة التنافسية المحلية في النسخة الماضية من الدوري القطري، بعدما ظل الغرافة طرفًا فاعلًا في السباق نحو اللقب، وفرّط الفريق في الأمتار الأخيرة بفرصة الصعود إلى منصات التتويج.
خلافات في صيغة التعاقد مع ياسين براهيمي
الحقيقة أن غياب ياسين براهيمي عن المباريات الثلاث السابقة في دوري نجوم أريدُ، انطوى على خلافات تعاقدية، بين رغبة اللاعب في جعل الارتباط يمتد موسمًا إضافيًّا، وبين تمسك الغرافة باتخاذ القرار مع نهاية الموسم الحالي، الأمر الذي أفضى إلى الصيغة الجديدة التي تقضي بحسب المعلومات الواردة إلينا بأن نية إدارة نادي الغرافة (حتى الآن) تتجه نحو الاعتماد على براهيمي قاريًّا فقط!
نقول حتى الآن، ذلك أن مسألة الحسم -حسب تعليمات الاتحاد القطري لكرة القدم- ما زالت تحتمل صدور قرار نهائي من النادي، إلى حين إغلاق فترة الانتقالات الصيفية المقررة يوم 15 من شهر سبتمبر الجاري، من أجل تحديد أسماء المحترفين السبعة الذين سيشاركون محليًّا، وتسمية المحترفين الثلاثة المسموح بالتعاقد معهم من أجل المشاركة القارية، مع الأخذ بعين الاعتبار أن مبدأ المداورة مرفوض، بمعنى أن اللاعب المسجل محليًّا بعد التاريخ المحدد سيبقى كذلك، والمقيّد قاريًّا سيواصل الظهور في النخبة الآسيوية فقط، في خطوة يجد فيها الاتحاد القطري تنفيذًا لمبدأ عدالة المنافسة مع الأندية الأخرى التي لا يُسمح لها سوى بالتعاقد مع سبعة محترفين.
وأغلق الغرافة ملف ستة من المحترفين السبعة الذين سيشاركون محليًّا، بعدما ضم الإسباني خوسيلو القادم من ريال مدريد، والروماني فلورينيل كومان، والكوري الجنوبي جانغ هيون سو، واستمرار التونسي فرجاني ساسي، والثنائي (تحت السن) السنغالي سيدو سانو، والأورغوياني فابريسيو دياز، ويمتلك الفريق 3 محترفين إضافيين، هم: الإسباني رودريغو مورينو القادم للتو من الريان على سبيل الإعارة، والمدافع الأرجنتيني ماتياس ناني القادم من الشمال بذات صيغة الإعارة، إلى جانب ياسين براهيمي، وسيتم اختيار واحد منهم فقط للمشاركة المحلية، والاعتماد على اثنين للمشاركة القارية.
رهان ينطوي على مغامرة والخاسر واحد
الباب سيبقى مفتوحًا لتسوية الخلاف بين الغرافة واللاعب الجزائري، لتجنب الدخول في رهان قد ينطوي على مغامرة من اللاعب والنادي في آن معًا، فمن ناحية النادي سيكون التخلي عن ياسين براهيمي بمثابة تعويل على مستوى فني مميز للوافدين الجدد في الشق الهجومي، وإن حصل العكس ولم يقدم أحدهم الإضافة وخصوصًا مورينيو (غير المضمون وفقًا للمستوى الذي قدمه مع الريان)، فإن ذلك سيتسبب بحالة ندم على عدم قيد براهيمي محليًّا.
أما بالنسبة للاعب الجزائري، فإن عدم المشاركة المحلية واقتصار الظهور على المباريات القارية القليلة (غير المضمونة من ناحية الاستمرارية، بحكم نظام المنافسة الآسيوية الجديد واحتمال الخروج بعد لعب 8 مباريات في دوري المجموعات)، فذلك يعني خسارة فرصة الانضمام إلى المنتخب الجزائري مرة أخرى لقلة المشاركة ونقص الجاهزية والتنافسية، بعد أن أنهى براهيمي فترة ابتعاد طويلة عن "الخضر"، حيث استُدعي من قبل المدرب بيتكوفيتش في أولى جولات التصفيات المؤهلة لكأس العالم 2026.
الأفضل للطرفين (النادي واللاعب) حل الخلاف بسرعة خلال الساعات المقبلة، والتوصل إلى صيغة تفاهمية تجنبهما تلك المغامرة المحفوفة بالمخاطر، حتى وإن احتاج الأمر إلى بعض التنازلات، خصوصًا من اللاعب الذي شارفت مسيرته المتميزة على الوصول إلى سطورها الأخيرة.
الخلاصة أن الجزم بتحوّل براهيمي إلى لاعب مشارك فقط في دوري أبطال آسيا للنخبة مع الغرافة، ما زال لم يحسم بعد، وأن حل الخلاف ما زال واردًا، في ظل إضافة فنية مضمونة سيقدمها اللاعب للفريق محليًّا، فكيف ستنتهي حكاية براهيمي والغرافة هذا الموسم؟