هل ما زلنا نتذكر ويليام ماك كروم؟
يصادف اليوم الخميس، 21 ديسمبر/ كانون الأول 2023، ذكرى وفاة ويليام ماك كروم، الذي وافته المنية في عام 1932 في مدينة "أرماغ Armagh" بأيرلندا الشمالية، وهو أحد أبرز الأسماء التي دخلت تاريخ كرة القدم العالمية؛ فمن منا ما زال يذكر هذا الرجل؟
ولد ويليام ماك كروم في 7 فبراير/ شباط 1865 بمدينة "ميلفورد Milford " بأيرلندا الشمالية، وكان حارس مرمى فريق تلك المدينة، "ميلفورد فوتبال كلوب".
عايش ماك كروم بألم شديد إثر التدخلات العنيفة جدًا للمدافعين، وخاصةً تلك التي ترتكب في ما يعرف بمنطقة الـ 18 مترًا، فجاءته فكرة فرض قاعدة رادعة لمعاقبة مرتكبي مثل تلك "الاعتداءات" والحد منها.
في عام 1890، تولدت لديه فكرة تسليط عقوبة "ركلة جزاء"، فاقترحها على الاتحاد الأيرلندي لكرة القدم الذي رفعها لاحقًا إلى مجلس الاتحاد الدولي لكرة القدم "إيفاب IFAB"، وكانت تنص على أنه إذا ما اعتدى أي لاعب عمدًا على خصم أو لمس الكرة بيده على بعد 12 مترًا من خط مرماه، يحتسب الحكم عقوبة على فريقه بتسديد ركلة من أي مكان على بعد 12 متراً من خط المرمى وفقاً للشروط التالية: كل اللاعبين باستثناء اللاعب الذي سينفذ الركلة والحارس يجب أن يكونوا خلف الكرة وعلى بعد ستة أمتار منها على الأقل ويحتسب الهدف الذي يسجل مباشرةً من تلك العقوبة".
إلا أن هذا المقترح لم يلقَ حينها ترحيبًا، بل قوبل باستهجان وسخرية كبيرين، قبل أن يحتدم مجددًا الجدل والانتقادات بشأنها عقب الأحداث التي شهدتها المباراة التي جرت في 14 فبراير / شباط 1891 بين فريقي ستوك سيتي ونوتس كاونتي الإنجليزيين عندما تعمد أحد اللاعبين لمس الكرة بيده داخل منطقة الجزاء حارمًا الخصم من التسجيل، فتم، بعد مرور أربعة أشهر، في جلاسكو، إقرار اعتماد ركلة الجزاء، واتفق حينها على رسم خط على بعد 12 مترًا من المرمى، وعلى أن يضع اللاعب الكرة بأي مكان يرغب في تسديدها منه طالما ظلت فوق الخط، مع السماح للحارس بالتقدم لمسافة تصل إلى 6 أمتار.
منذ ذلك التاريخ، توالت التعديلات، فقد تم الاتفاق، عام 1902، على وضع نقطة ثابتة تسدد منها الركلة وليس من على الخط من المكان الذي يختاره اللاعب.
وقد نفذت أول ركلة جزاء مثبتة في 14 سبتمبر/ أيلول 1891 خلال لقاء وولفرهامبتون وأكرينجتون والتي سجلها بنجاح "جون هيت" لصالح ناديه وولفرهامبتون.
وباتت ركلات الجزاء تُحتسب عندما يرتكب أحد اللاعبين خطأ داخل منطقة الـ18 مترًا بإعاقة المنافس باليد أو بالقدم أو بلمس الكرة باليد عن قصد.
تحتفظ ذاكرة الركلات بأن اللاعب الفرنسي "فيرست" سجل أول ركلة جزاء في تاريخ نهائيات كأس العالم في مرمى النمسا سنة 1934 بمونديال إيطاليا، بينما أضاع البرازيلي "فالديمار" في العام نفسه أول ركلة جزاء؛ وأن أول مباراة نهائية في كأس العالم تم حسم نتيجتها بركلات الترجيح كانت بمباراة منتخبي البرازيل وإيطاليا في نهائي مونديال 1994 بالولايات المتحدة الأمريكية، قبل أن تحدد ركلات الترجيح بطل مونديال عام 2006، ثم بطل مونديال قطر 2022 بعد انتهاء الوقتين الأصلي والإضافي بين منتخبي الأرجنتين وفرنسا.
وكان المكسيكي مانويل روساس أول لاعب يسجل أول ركلة جزاء في تاريخ المونديال ضد منتخب الأرجنتين في دور المجموعات في 19 يوليو / تموز 1930 في كأس العالم بالأوروغواي.
ومن أشهر ركلات الترجيح في تاريخ كرة القدم تلك التي تعرف بـ "بانينكا" نسبةً لمنفذها الأول النجم التشيكوسلوفاكي "أنتونين بانينكا" في نهائي كأس أمم أوروبا ضد منتخب ألمانيا عام 1976، وهي ذات الطريقة التي نفذ بها بنجاح زين الدين زيدان ركلة جزاء في مرمى "بوفون" حارس إيطاليا في نهائي مونديال 2006.
أول ركلة جزاء "بانينكا"
كما يذكر التاريخ النجم الهولندي يوهان كرويف الذي سجل عام 1982 أول ركلة جزاء عبر تمريره الكرة، عوضًا عن تسديدها مباشرةً على المرمى، إلى زميله في نادي أياكس أمستردام الجناح جيسبر أولسن الذي أعادها إلى كرويف ليسكنها الأخير في الشباك.
ولحراس المرمى سجل حافل مع ركلات الجزاء والترجيح؛ فالتاريخ يذكر أن الحارس الروسي الشهير "ليف ياشين" يعتبر الأفضل في هذا المضمار بصده حوالي 100 ركلة جزاء خلال مسيرته الكروية الطويلة، فيما نجح الحارس الإنجليزي "ويليام سكوت" في صد ثلاث ضربات جزاء في مباراة واحدة.
أما أفضل منفذي ركلات الترجيح، التي اعتبرها الملك بيليه "طريقة جبانة للتسجيل" رغم نجاحه في تسجيل 77 ركلة منها، فهم -وفقًا للإحصاءات المنشورة حتى تاريخ يناير/ كانون الثاني 2023- البرتغالي كريستيانو رونالدو بتسجيله 145 ركلة جزاء والأرجنتيني ليونيل ميسي برصيد 108 ركلة جزاء، كما سجل السويدي زلاتان إبراهيموفيتش 100 ركلة جزاء والبرازيلي نيمار جونيور 77 ركلة جزاء، وهو الذي يعتبر أفضل لاعب ينفذ هذه الركلات في العالم، فيما سجل البولندي روبرت ليفاندوفسكي 65 ركلة جزاء والفرنسي كريم بنزيما 27 ركلة جزاء.