ركلة الجزاء.. أصعب أسهل مهمة

تاريخ النشر:
2022-12-10 15:35
-
آخر تعديل:
2022-12-11 16:19
لحظة تسديد الإسباني سيرخيو بوسكيتس ركلة ترجيح تصدى لها حارس المغرب ياسين بونو ببراعة (Getty)
Source
المصدر
winwin
+ الخط -

المرمى أمامك واتساعه عرضًا 24 قدمًا بين القائمين وارتفاعه 8 أقدام للعارضة فوق سطح الأرض (7,32 سم) مقابل (2,44 متر)، وفيه حارس المرمى واقفًا على قدميه ولا يمكنه التقدم إلى الأمام بقدميه معًا، الكرة ثابتة على علامة الجزاء وتبتعد 36 قدمًا (11 مترًا) فقط عن خط المرمى، ولك الحق في وضعها بالطريقة التي تريدها ما دام بقي جزء منها ملامسًا لعلامة الجزاء.

المطلوب أن تسدد الكرة بقدمك لتسكن الشباك وتحتسب هدفًا لمصلحة فريقك، مهمة تبدو الأسهل في عالم كرة القدم.. ولكن لا تتعجل الحكم فما تراه سهلًا للغاية هو الأمر الأصعب عند نصف لاعبي كرة القدم في العالم، ووصفه أحد عباقرة اللعبة (الإسباني ألفريدو دي ستيفانو) أنه أصعب أسهل لعبة في كرة القدم.

ولكي تدرك لماذا لا يحبها نصف لاعبي كرة القدم ستجد أن عددًا غير قليل منهم يرفض تسديد ركلات الجزاء حتى عندما تجبره الظروف باللجوء إلى ركلات الجزاء الترجيحية تجده أول المتهربين من التسديد، ويحتار المدرب أحيانًا بحثًا عن خمسة لاعبين لتنفيذ الركلات الأولى.

تسديد ركلة الجزاء مهارة خاصة جدًا وتحتاج لهدوء الأعصاب والثبات الانفعالي التام وقدرة اللاعب في عزل النفس، والتركيز قبل لمس الكرة مباشرة خصوصًا أن عناصر التشتيت تكون أكثر وأكبر من عناصر التركيز، بين قلق من إهدار الفرصة السهلة وخوف من الضرر بفريقك والتسبب في هزيمته والذعر من ملاحقة الجماهير والإعلام والتاريخ لك إذا أخفقت، مع عناصر تشتيت متنوعة في الملعب من إشارات وحركات للمنافسين والحارس وزئير وصفارات للجماهير المنافسة.

تسديد ركلات الجزاء يحتاج تدريبات نفسية أكثر من التدريبات المهارية، واللاعب القادر على العزل والتركيز أجدر بالتسديد من زميله الأكثر مهارة والأقل تركيزًا، كما أن اللاعب الأكثر توفيقًا في المباراة والأكثر نجاحًا في التسجيل والمراوغة والتمرير ولمس الكرة بنجاح خلال سير المباراة أجدر من زميله الذي لا يصادفه توفيق في اللعب حتى ولو كان الأخير هو المختص بالتسديد.

ببساطة.. تسديد ركلة الجزاء هي أصعب أسهل مهمة في عالم كرة القدم. 

شارك: