نجوم كرة القدم وأحلامهم الطريّة.. اللقاء التلفزيوني الأوّل!

تحديثات مباشرة
Off
تاريخ النشر:
2023-07-08 19:32
كاميرا تصوير تلفزيوني أثناء نقل إحدى المباريات (Getty)
وسام كنعان
كاتب رأي
Source
المصدر
winwin
+ الخط -

الكاميرات المحترفة تعرف كيف تعمّر أرشيفًا غنيًا ومهمًا، وهو ما فعلته بعض التلفزيونات العالمية عندّما راحت توثّق الحوارات المصوّرة مع نجوم كرة القدم العالمية وتحتفظ بها، لتوقعها بأنهم سيصبحون من العلامات الفارقة في تاريخ اللعبة الأكثر شعبية!

هكذا أفرجت إحدى المنصّات عن تقرير أرشيفي يوثّق لرحلة صاخبة من الدهشة بطريقة استثنائية؛ إذ يعبث بآلة الزمن فيعيد عقاربها إلى البدايات العالية، بموازاة مزاج الدهشة!

وفي هذا التقرير الذي تمّ تناقله على نطاق واسع واستنساخه نرى فيه لحظات نادرة من اللقاءات الأولى لمجموعة من أساطير كرة القدم، ونترّقب أحلامهم الغضّة وطموحاتهم الطرية...

فعلى سبيل المثال يطل اللاعب البرازيلي الشهير نيمار وهو في الـ 12 من عمره ويشرح عن أوّل أجر سيتلقاه وماذا سيفعل به، فيقول: "في أول راتب سأحصل عليه من كرة القدم، سأساعد والدي ووالدتي وأهلي".

أما الرجل الذي صار يُشبّه بالجرّافة لعجز الخطوط الدفاعية عن إيقافه وتحوله إلى ماكينة تعدّ الأهداف فقط، وهو النرويجي ونجم مانشستر سيتي إيرلينغ هالاند، فيكشف جزء من لقائه عن أنه كان من هواة تسجيل الأهداف وهو في عمر صغير جدًا عندما سجل هدفين، ويقول إنه "تعلم ذلك بمفرده، ولا فضل لوالده بذلك، لكن له فضل بأشياء أخرى".

من ناحية صخرة الدفاع العاتية، ومسمار الأمان الذي يشعر فريقه بالثقة المطلقة لمجرّد وجوده وقدرته على بداية الهجمة من الخلف، واستطاعته التسجيل بالرأس، وهو الإسباني سيرخيو راموس، فيقول وهو في الثانية عشرة من عمره: "لا شيء يمكن له أن يخفف من حماسي المطلق للعب كرة القدم وخوض المباريات".

وإذا كانت كرة القدم لا تعترف إلا بالأرقام، فسيكون عرّاب هذه الأرقام رجل اسمه كريستيانو رونالدو، أستاذ الاجتهاد، وملك المثابرة، وصاحب الأرقام القياسية المستمرة وهو يقارب الأربعين من عمره، لكنه في أوّل لقاء له عندما قرر المضي قدمًا في أوّل خطوة على درب احتراف كرة القدم واللعب لصالح سبورتينغ لشبونة، وقبل الالتحاق بالأكاديمية في مقرّ الإقامة الفقير يقول في لقاء نادر: "هذا المكان يمكن أن يكون أفضل، لكنه جيد كفاية الآن، قبل أن نستطيع الانتقال للأكاديمية، لا أقضي وقتًا كثيرًا هنا، آتي فقط للنوم ثم أخرج.. أذهب في نزهة".

في حين يطل الأسطورة الفرنسية وشاغل عقول الناس ومالئ ملاعب كرة القدم كيليان مبابي عندما كان طفلًا ليقول عن تاريخ كرة القدم الفرنسية: "انظر تاريخيًا السمر والعرب كانوا الأفضل باستثناء بلاتيني..".

أما البلجيكي الذي أتعبته الإصابات وحرفته عن سكّة النجومية المفرطة، إيدين هازارد، فيكشف عن خفّة دم وطرافة واضحة في تكوين شخصيته وهو طفل؛ إذ يقول وهو يستعد لمباراة للأطفال: "سوف نخسر.. لا لا.. سنفوز ولا أدري كم ستكون النتيجة"، ثم بعد المباراة وعند خسارة فريقه سأله المذيع: "لم تكونوا قادرين على هزيمتهم اليوم؟ فأجابه: لا.. كانوا أقوياء جدًا.. وتفوقوا علينا بالسرعة والمهارة".

أما نجم الوسامة البريطاني دايفيد بيكهام فقد سأله المحاور التلفزيوني عندما كان طفلًا لماذا أنت مميز في كرة القدم؟ ليجيبه ببراءة: "لقد فزت بمسابقة بوبي تشارلتون لكرة القدم، مسابقة المهارات النهائية، حيث ذهبت إلى برشلونة لمدة أسبوعين"، فتقاطعه المذيعة بنوع من التشجيع الملهم: "يا إلهي هل هذا مارادونا؟ لا ليس كذلك".

فيما يبدو كيفين دي بروين هو نفسه قبل قرابة 20 عامًا لكن بملامح طفولية وفي لقائه الأوّل بعد مباراة للأطفال يقول: "كنا أقوياء، فريق الخصم كان جيدًا جدًا، كانت مباراة صعبة، ولكن خرجنا بنتيجة جيدة".

ولعلّ الأسطورة الأرجنتيني ليونيل ميسي واحد ممن يشعرونك بأن القدر أحيانًا يصنع بالإرادة والموهبة؛ إذ يقول في أثناء وجوده في أكاديمية برشلونة: "الموسم الماضي كنت ألعب مباراة وأصبت بعد البداية ببضع دقائق، الآن عدت سعيدًا.. لقد بدأت ألعب بعمر الـ 5 سنوات مع غراندولي فريق الحي مكان اجتماع العائلة كل يوم أحد، كان لدينا بعض الأوقات التي لا تنسى، لاحقًا عندما أصبح عمري 7 سنوات رحلت إلى نيويلز والفضل يعود لأخي لعبت هناك حتى أصبح عمري 14 عامًا، وبعد ذلك أتيت إلى برشلونة، نعم في الواقع أشعر أنني مسرور جدًا هنا، فالحياة لا تشبه أبدًا الحياة في الأرجنتين بالرغم من أنه بلدي التي تنعم عليّ بكل شيء: أصدقائي وعائلتي، ولكن هنا نعيش بطريقة مختلفة أفضل بكثير".

فيما يستحق المقطع الذي يوثّق الأمير الكرواتي لوكا مودريتش وهو يرعى الأغنام أيّام طفولته في أحد الأفلام الوثائقية التي جمعت مع هذا التقرير، جائزة خاصة وحديثًا مستقلًا ومطوّلًا، لعلّه الشريط الذي يجب توزيعه على كلّ موهبة في العالم مهما كان الطريق أمامها صعبًا ووعرًا، لكي تثق وتتيقّن بأنها ستصل مهما طال الزمن، المهم أن تسلك تلك الطريق مصحوبة بالاجتهاد والإرادة العالية!

شارك: