السعودية وأمريكا.. صراع تاريخي جديد بين رونالدو وميسي
يعتقد مؤرخون أن نجمَي كرة القدم العالمية، البرتغالي كريستيانو رونالدو والأرجنتيني ليونيل ميسي، ومن خلال صراعهما الفردي المميز بالألفية الجديدة، نجحا في تكوين قصة تنافسية يصعب تكرارها.
وتُوج رونالدو بجائزة الكرة الذهبية، بوصفه أفضل لاعب كرة قدم في العالم 2008، قبل أن يحصد ميسي الجائزة في 2009، ومنذ ذلك الوقت، أصبح التساؤل عن هوية الأفضل بين اللاعبَين الأكثر انتشارًا بالأوساط الجماهيرية والإعلامية قاطبةً.
وأدى انتقال رونالدو إلى ريال مدريد صيف 2009 لإشعال فتيل المنافسة مع ميسي، الناشط آنذاك في برشلونة، ولـ9 أعوام متتالية، بدا للبعض أن أجمل ما بكرة القدم يمكن اختزاله في ذلك الصراع الدائر بين رونالدو وميسي.
وربما أسفر الاختلاف الواضح في أسلوب اللعب بين رونالدو وميسي عن مزيد من الإثارة؛ ففريق من المشجعين أظهر إعجابًا بالنجم البرتغالي الذي يعتمد على السرعة والقوة الجسمانية والحدة في تسجيل الأهداف، فيما رأى مشجعون آخرون أن الأرجنتيني بمهاراته المميزة ولمساته الساحرة، وقدرته على صنع الفارق من خلال تسجيل الأهداف وصناعتها، هو الأفضل.
لقد تُوج ميسي بالكرة الذهبية في 2010 و2011 و2012، قبل أن يرد رونالدو بحصده الجائزة المرموقة عامي 2013 و2014، لتصل المنافسة إلى ذروتها أواسط العقد الماضي؛ مع عودة ميسي للتتويج باللقب في 2015، ورونالدو للفوز بالجائزة 2016 و2017.
ويعني ذلك أنه ولـ9 سنوات متتالية، منذ تتويج البرازيلي ريكاردو كاكا بالجائزة في 2007 حتى فوز الكرواتي لوكا مودريتش باللقب في 2018، اقتصرت قائمة اللاعبين الفائزين بالكرة الذهبية على رونالدو وميسي.
وبعيدًا عن جائزة الأفضل في العالم، قدّم رونالدو وميسي ما يمكن وصفه بـ"الملحمة الكروية" في الملاعب الإسبانية؛ مع حصيلة مخيفة من الألقاب المحلية والقارية والعالمية، على الصعيدَين الفردي والجماعي.
ورغم مغادرة رونالدو لريال مدريد عام 2018، ورحيل ميسي عن برشلونة عام 2021، ظل التنافس قائمًا بين اللاعبَين؛ فلم تتوقف المقارنات بينهما البتة.
وفي شتاء 2023، انضم رونالدو إلى الدوري السعودي للمحترفين؛ بانتقاله لفريق النصر، وبعد أشهر قليلة من ذلك، قرر ميسي الانضمام إلى الدوري الأمريكي للمحترفين؛ بانتقاله لفريق إنتر ميامي، ووفقًا لخبراء، مثّل ذلك بداية لمرحلة جديدة في كرة القدم بالبلدين.
سعودية رونالدو أم أمريكا ميسي؟
لا يخفى على أحد أن كلا الدولتين (المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة الأمريكية) تسعى لحقبة مزدهرة في عالم كرة القدم، وبالطبع تمثل الصفقات الكبرى جزءًا مهمًا وركنًا رئيسيًا في استراتيجية البلدَين لتحقيق المُبتغى.
بعد انضمام رونالدو إلى النصر، أبرمت الأندية السعودية صفقات مدوية أخرى، فضمت أسماءً لامعة؛ على غرار الفرنسيَين كريم بنزيما ونغولو كانتي، والسنغاليَين كاليدو كوليبالي وإدوارد ميندي، والبرازيلي روبرتو فيرمينو، والكرواتي مارسيلو بروزوفيتش.
في المقابل، ضم إنتر ميامي لاعب الوسط الإسباني المُخضرم سيرخيو بوسكيتس، عقب التعاقد مع ميسي، ويُقال إن النادي الأمريكي في طريقه أيضًا لضم جوردي ألبا وسيرخيو راموس.
ووفقًا لمراقبين، فإن رونالدو وميسي مثَّلا "الأرض الصلبة" للمشروعَين السعودي والأمريكي، قبل العمل على استقدام النجوم تباعًا، لدرجة يُحمل البعض معها النجمين البرتغالي والأرجنتيني جزءًا من المسؤولية الأدبية فيما يتعلق بمُجمل نتائج المشروعَين، القائمَين في الأساس على أمور أخرى بعيدة عن استقدام النجوم العالميين.
وتنظم السعودية كأس العالم للأندية، هذا العام، وذلك لأول مرة في تاريخها، كما تسعى الدولة الخليجية لاستضافة إحدى النسخ القريبة من نهائيات كأس العالم للمنتخبات، وفي المقابل، ستكون الولايات المتحدة قبلة حقيقية لعالم اللعبة خلال الأعوام الثلاثة القادمة؛ مع استضافتها كأس كوبا أمريكا 2024، وكأس العالم للأندية في نسختها الموسعة عام 2025، واشتراكها صحبة المكسيك وكندا في تنظيم نهائيات كأس العالم 2026.
ويعني ذلك أن السعودية وأمريكا تملكان مشروعَين أكبر في أبعاده من مجرد ضم أسماء لامعة بأموال طائلة، لكن بالنسبة إلى المشجعين، كان الأمر وما زال وسيظل متعلقًا برونالدو وميسي، دون سواهما.