نيمار.. أرقام صفرية مع الهلال ومبالغ طائلة تفضح "احتياله الكروي"
وصلت مسيرة نيمار في السعودية على ما يبدو إلى مفترق طرق، ولا يبدو أن قصة اللاعب البرازيلي ستستمر بعد فشل ذريع للاعب الذي كلف خزائن الهلال مبالغ طائلة (98 مليون دولار) دون أن يُقدم أي مردود يذكر حتى عندما يلعب.
بعد صفقة انضمامه الضخمة، بدأ موسم اللاعب البرازيلي بشكل سيئ، حيث أمضى عامًا كاملاً تقريبًا في التعافي من جراحة الرباط الصليبي الأمامي، لكنه عانى من انتكاسة أخرى بإصابة في أوتار الركبة بعد فترة وجيزة من عودته.
كانت فترة وجوده في المملكة العربية السعودية بعيدة كل البعد عن النجاح الذي تقوقعه الجميع، أصبح غيابه عن الفريق قصة متكررة، وبدأت الشائعات حول عودته المحتملة إلى البرازيل لحضور الاحتفالات الخاصة تطفو على السطح.
تمكن الهلال من الفوز بالدوري السعودي للمحترفين بدونه، مما ترك الكثيرين يتساءلون عما يحمله المستقبل لنيمار مع افتقاره للاستمرارية.
قصص الإصابة
على مدار العامين الماضيين، تعرض لاعب السامبا لخمس إصابات خطيرة، ولعب 20 مباراة فقط منذ كأس العالم 2022، منها 11 مباراة كاملة فقط. هذه الأرقام بعيدة كل البعد عما كان متوقعًا من أحد أفضل لاعبي العالم.
بدأت سلسلة إصابات لاعب سان جيرمان السابق عندما خضع لعملية جراحية في كاحله (مما أبعده عن الملاعب لمدة 131 يومًا)، وتعامل مع مشاكل في العضلات (30 يومًا بعيدًا عن الملاعب)، وعانى من تمزق في أربطة الركبة (مما أدى إلى غيابه عن كرة القدم لمدة 366 يومًا).
جاءت أحدث إصاباته في مباراة دوري أبطال آسيا بين الهلال واستقلال طهران، حيث شعر بألم في الجزء الخلفي من ساقه اليمنى، وستبقيه هذه الإصابة الجديدة خارج الملاعب لمدة تتراوح بين 4 إلى 6 أسابيع، مما يزيد من قائمة النكسات الطويلة التي يعاني منها بالفعل.
كانت عودته إلى الملاعب قصيرة، حيث لعب 14 دقيقة فقط ضد العين و29 دقيقة ضد استقلال طهران.
نيمار .. أرقام صفرية ومبالغ طائلة
لم يقترب اللاعب البرازيلي أبدًا من تبرير حقيقة أنه يحصل على 107 ملايين دولار سنويًا من الهلال، حتى خلال وقته في اللعب كانت أرقامه تعبر عن "احتيال كروي بامتياز" دون أي إضافة حقيقية.
في المجمل خاض البرازيلي 7 مباريات فقط مع الهلال (4 مباريات أساسيًا)، بواقع 3 مباريات في الدوري السعودي، و4 في دوري أبطال آسيا، نجح فيها بإحراز هدف وحيد، وتقديم 3 تمريرات حاسمة.
لكن حتى أبرز مهارة له وهي المراوغة، فقد أصبحت "شيئًا من الماضي"، لأن الأرقام تفصح بأنه منذ انضمام نيمار للهلال حاول مراوغة لاعبي الخصم 25 مرة ونجح في 5 مرات فقط في التفوق عليهم وفقد الكرة في 20 مرة!
في 428 دقيقة مع الهلال فقط، فقد البرازيلي الكرة 97 مرة، وهو رقم قياسي مقارنة بعدد دقائق اللعب، وهو ما يوضح استهتاره حتى في اللعب وفقدان الكرات بسهولة بسبب أسلوبه الفردي في اللعب دون خدمة الفريق حتى في الواجبات الدفاعية التي لا يقوم بها.
مباريات | 2 |
دقائق | 42 |
أهداف | 0 |
تمريرات حاسمة | 0 |
تسديدات | 0 |
صناعة فرص | 0 |
هذا الموسم لعب البرازيلي 42 دقيقة، أي ما يقرب من شوط، وأرقامه صفرية في كل النواحي الهجومية، لا تسديدات لا أهداف، لا تمريرات حاسمة، لا صناعة فرص، كما يوضح الجدول أعلاه، لذلك هو فقط عبء على الفريق حتى حينما يلعب، بعد أن نسي حتى أبرز مهاراته.
لم يعد مرغوبًا فيه
عندما ارتبط اسم نيمار بالعودة إلى نادي بالميراس البرازيلي، خرجت رئيسة النادي ليلى بيريرا لتسخر منه قائلة: "نيمار لن ينضم إلى بالميراس، هذا النادي ليس قسمًا طبيًا".
هذا التصريح يوضح حقيقة ما وصل له نيمار، الذي كان ملء السمع والأبصار ويمتلك موهبة ضخمة، لكنها تتلاشى بمرور الوقت، لدرجة أن الأندية في بلاده بدأت ترفضه.
النادي الوحيد الذي ربما يُرحب بنيمار هو ناديه السابق سانتوس العائد لدوري الدرجة الأولى، حيث لعب له نيمار 225 مباراة وسجل 136 هدفًا وقدم 64 تمريرة حاسمة.
قاد نيمار سانتوس إلى ثلاثة ألقاب رئيسية: كأس ليبرتادوريس 2011، وكوبا دو برازيل 2010، وريكوبا سود أمريكانا 2012. وكان موسمه الأبرز هو موسم 2011-12، حيث سجل 44 هدفًا وصنع 17 في 49 مباراة، مما عزز مكانته كواحد من ألمع النجوم الشباب في كرة القدم العالمية.
الآن، في سن 32 عامًا، بات نيمار مرشحا للعودة إلى النادي الذي بدأ فيه مسيرته الكروية، مع العلم أن هذه الخطوة ليست فقط فرصة له لإعادة اكتشاف نفسه (بعدما تخطى أفضل سنواته)، بل يتطلع من خلالها سانتوس، المتوج بلقب دوري الدرجة الثانية، لإعادة سابق عهده في دوري النخبة البرازيلي، وهي فرصة للطرفين للتألق معًا أو كما يمكن القول "win win situation".