منتخب الجزائر والألمان.. قصة تحد مونديالي في رمضان
ارتبطت أبرز إنجازات منتخب الجزائر في بطولة كأس العالم بشهر رمضان المعظم ومواجهة منتخب ألمانيا، في قصة تحّد مثيرة تركت مخلفاتها حتى على كرة القدم العالمية عاطفيا وقانونيا، وفي مناسبتين مختلفتين الأولى كانت في كأس العالم 1982 بإسبانيا، والثانية في كأس العالم 2014 في البرازيل؛ أي في المشاركتين الموندياليتين الأولى والرابعة لـ"محاربي الصحراء".
وكثيرا ما سجل المنتخب الجزائري نتائج مميزة في المواجهات التي جرت خلال شهر رمضان المبارك، وبعيدا عن الجدل الدائر بخصوص صيام لاعبيه من عدمه، على الرغم من الرخصة الشرعية التي منحت للاعبين خلال مونديالي 1986 بالمكسيك (جرت بعض مبارياته خلال شهر رمضان)، وكأس العالم 2014.
وارتبطت مشاركة الجزائر للمرة الأولى في مسابقة كأس العالم 1982 بإسبانيا بإنجاز كروي تاريخي على حساب ألمانيا، حيث فاز "الخضر" في مواجهتهم الافتتاحية بالمجموعة الثانية بنتيجة (2-1)، سجلهما لخضر بلومي ورابح ماجر، مفجرّين بذلك مفاجأة مدّوية آنذاك، لا سيما في ظل المستوى المذهل الذي قدمه "الخضر" في أول تجربة لهم بكأس العالم.
ويرى المتابعون أن الجزائر حققت إنجازين كبيرين في مونديال إسبانيا؛ الأول كان الفوز على ألمانيا والثاني دفع الفيفا إلى تغيير لوائحها بخصوص المباريات الأخيرة في مرحلة المجموعات، التي باتت تجري الآن في نفس التوقيت، عقب فضيحة (خيخون) تواطؤ ألمانيا والنمسا على الجزائر في مواجهتهما الأخيرة معا من أجل إقصاء "الخضر".
وخاض "محاربو الصحراء" لقاءهم الثالث في مرحلة المجموعات أمام منتخب تشيلي في ثالث أيام شهر رمضان، يوم 24 يونيو/ حزيران 1982، وحققوا الفوز بنتيجة (3-2)، ليصل رصيدهم إلى 4 نقاط (انتصاران، وخسارة أمام النمسا بهدفين دون رد في الجولة الثانية)، لكن ذلك لم يكن كافيا للتأهل بعد تواطؤ منتخبي ألمانيا والنمسا (1-0) في مباراتهما الأخيرة، التي جرت بعد 24 ساعة من مواجهة الجزائر وتشيلي.
وعلى الرغم من خيبة الأمل الجزائرية "الفنية" القوّية خلال شهر رمضان من عام 1982، فإن منتخب الجزائر كسب آنذاك تعاطف الملايين عبر العالم بسبب فضيحة التواطؤ الألمانية النمساوية، وباتت قوانين الفيفا بفضله في صالح كل المنتخبات الأخرى، بعد أن تم القضاء على أي احتمال لترتيب نتائج المباريات في المونديال.
نجوم "الخضر" الصائمون يرهقون الألمان في مونديال البرازيل
سجل منتخب الجزائر إنجازا تاريخيا خلال بطولة كأس العالم 2014 في البرازيل، بعد أن نجح في العبور إلى الدور ثمن النهائي من المسابقة للمرة الأولى في تاريخه، بعد احتلاله للمركز الثاني في المجموعة الثامنة برصيد 4 نقاط، خلف بلجيكا المتصدرة بـ9 نقاط، وخسرت الجزائر مواجهتها الافتتاحية أمام بلجيكا بنتيجة (2-1)، قبل أن تفوز على كوريا الجنوبية بنتيجة (4-2) وتتعادل في الجولة الأخيرة أمام روسيا بهدف لمثله (1-1).
خروج اللاعب رايس مبولحي في أثناء المباراة ليقطع صيامه خلال كأس 2014
واصطدم "الخضر" بمنتخب ألمانيا في مباراة الدور ثمن النهائي على ملعب بيرا ريو بمدينة بيلو هورزانتي، يوم 30 يونيو 2014، في ثالث أيام شهر رمضان المبارك، وخاض زملاء سفيان فيغولي آنذاك المباراة صائمين على الرغم من حصولهم على رخصة الإفطار الشرعية، وقدموا مباراة بطولية، احتاج فيها الألمان (توّجوا باللقب في النهاية) إلى التمديد للعبور إلى الدور ربع النهائي من خلال الفوز بهدفين لهدف (2-1).
واستبسل نجوم "الخضر"، برأي متابعين، في الدفاع عن حظوظهم إلى آخر لحظة من المواجهة رغم عامل الصيام، حيث برز الحارس وهاب رايس مبولحي بأدائه البطولي، فضلا عن لقطته الشهيرة عندما أفطر بحبات تمر في وقت كانت فيه المباراة جارية، وسجل "المانشافت" هدفيه في الدقيقتين (92 و119) عن طريق أندريه شورله ومسعود أوزيل، في حين دوّن هدف الجزائر الوحيد، عبد المومن جابو، نجم النادي الإفريقي التونسي آنذاك.