منتخب البرتغال يراهن على 4 عوامل للتتويج بلقب يورو 2024
انطلقت أخيرًا فعاليات بطولة كأس أمم أوروبا 2024، لتشتعل نار المنافسة بين عمالقة القارة العجوز على لقب البطولة الأعرق. وتوجد البرتغال بقيادة أسطورتها كريستيانو رونالدو في مقدمة المرشحين لحمل الكأس للمرة الثانية في تاريخها، بعد إنجازها الاستثنائي عام 2016.
حقق المنتخب البرتغالي، الملقب بـ "برازيل أوروبا"، إنجازًا تاريخيًّا بحصده أول بطولة كبرى له في بطولة أمم أوروبا 2016، متوجًا نفسه بطلًا للقارة بعد فوزه على فرنسا في نهائي مثير بنتيجة 1-0. وواصل "السيليساو" تألقه بعد ذلك، محققًا نصرًا ثانيًّا تمثل في إحراز لقب دوري الأمم الأوروبية عام 2019.
تستعد البرتغال لخوض غمار بطولة أمم أوروبا 2024، حيث تضع نصب عينيها الخروج من المجموعة السادسة التي تضم منتخبات تركيا وجمهورية التشيك وجورجيا من دون أي صعوبات حقيقية، ونظرًا لقوة المنتخب وخبرته، يرى الكثيرون أن البرتغال المرشح الأبرز للفوز بلقب البطولة، وسنستعرض فيما يلي أربعة أسباب تدعم هذا الترشيح.
منتخب البرتغال يُحقق أداءً مثاليًّا في تصفيات يورو 2024
لم يُمهل النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو وزملاؤه وقتًا طويلًا لِتجاوز خيبة أمل الخروج المُفاجئ من بطولة كأس العالم 2022، بعد هزيمتهم 1-0 أمام المنتخب المغربي في الدور ربع النهائي.
سيطرت البرتغال على تصفيات بطولة أمم أوروبا 2024 بكلّ جدارة، مُسجّلةً سجلًا مثاليًّا برصيد 30 نقطةٍ من 10 مباريات، فقد فرضت "برازيل أوروبا" هيمنتها على منتخباتٍ مثل سلوفاكيا ولوكسمبورغ وأيسلندا والبوسنة والهرسك وليختنشتاين، مسجّلةً 36 هدفًا، واستقبلت شباكها هدفين فقط خلال مسيرتها المُقنعة.
وتجلّى تفوقها الهجومي بِوضوحٍ من خلال فوزها الساحق 9-0 على لوكسمبورغ، ما يُعدّ شهادةً قاطعةً على قدراتها الهجومية المُذهلة، وبعد موسمٍ مثاليٍّ سيطرت فيه على تصفيات بطولة أمم أوروبا 2024، تتطلّع البرتغال إلى مواصلة رحلتها المُظفّرة عندما تستهلّ مشوارها في البطولة بمواجهة التشيك غدًا الثلاثاء.
البرتغال تُراهن على عمقها الهجومي لتحقيق المجد
يُعدّ الهجوم القويّ للبرتغال المُتسلّح بالعديد من النجوم المتألّقة، أحد أهمّ العوامل التي تجعلها من أبرز المرشّحين للفوز بلقب بطولة أمم أوروبا 2024 في ألمانيا، فقد تألق النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو في الدوري السعودي للمحترفين هذا الموسم، حيث حصد لقب هدّاف البطولة "الحذاء الذهبي" بتسجيله 35 هدفًا.
وعلى الرغم من معاناته من إصاباتٍ في أوتار الركبة هذا الموسم، إلا أنّ بيدرو نيتو أثبت قدرته على التألّق في خطّ وسط ولفرهامبتون واندررز، مُقدّمًا أداءً مُميزًا يُؤكّد على موهبته الفذّة، ويُكمّل نيتو خطّ هجوم البرتغال القويّ، الذي يضمّ أيضًا النجم الصاعد غونسالو راموس، ما يُوفّر للمنتخب عمقًا هجوميًّا هائلًا يُعدّ من أفضل خطوط الهجوم في بطولة أمم أوروبا 2024.
مارتينيز يُحوّل البرتغال إلى آلة هجومية مُرعبة
في خطوةٍ مفاجئةٍ، أعلن الاتحاد البرتغالي لكرة القدم عن إقالة المدرب فرناندو سانتوس وتعيين روبرتو مارتينيز بديلًا له في 3 يناير/ كانون الثاني 2023، وجاء هذا القرار بعد مسيرةٍ ناجحةٍ لِسانتوس مع منتخب البرتغال، حيث قادهم للفوز ببطولة أمم أوروبا 2016 ودوري الأمم الأوروبية 2019.
وبينما أظهر مارتينيز قدرة كبيرة على إدارة "الجيل الذهبي" لمنتخب بلجيكا، إلا أنّه لم يتمكن من تحقيق أيّ لقبٍ كبيرٍ خلال فترة تولّيه المسؤولية بين عامي 2016 و2022.
وبالرغم من عدم تحقيقه أي لقبٍ كبيرٍ مع بلجيكا، إلّا أنّ مارتينيز نجح في كسب إعجاب جماهير البرتغال بأسلوبه المُتنوّع في اللعب، الذي يُركّز على الاستحواذ على الكرة، وإخراج أفضل ما لدى لاعبيه، ويمتاز مارتينيز بِمرونته التكتيكية، حيث لا يتردّد في تكييف استراتيجيته وتشكيله حسب الخصم، مُتَناوبًا بين خطّ دفاعٍ مكونٍ من ثلاثة أو أربعة لاعبين.
بفضل قيادة مارتينيز الحكيمة، حقّق منتخب البرتغال نتائج مُبهرةً، حيث فاز في 12 مباراةٍ من أصل 13 مباراةً خاضها، ولم يتعرّض سوى لهزيمةٍ واحدةٍ فقط. وبذلك، بلغت نسبة فوزه 92.31%، لتدخل البرتغال بطولة أمم أوروبا 2024 بمعنوياتٍ عاليةٍ وثقةٍ كبيرةٍ في قدرتها على مواصلة هذا الأداء الاستثنائي، وتحقيق اللقب الأوروبي للمرة الثانية في تاريخها.
رونالدو يخطو نحو يورو 2024 بعزيمةٍ لا تُقهر
قد يكون النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو في نهاية مسيرته الكروية، بعمرٍ يناهز 39 عامًا، لكنّه لا يزال يمتلك بريقًا خاصًّا يُمكنه من حسمِ أيّ مباراةٍ في أيّ لحظةٍ، تمامًا كما فعلَ في رحلتهِ الحافلةِ بالإنجازاتِ على مرّ السنين.
ويستعدّ رونالدو للمشاركة في بطولة أمم أوروبا 2024، وهي البطولة السادسة له في مسيرته الدولية الحافلة، مُتطلّعًا لتحقيقِ إنجازٍ تاريخيٍّ جديدٍ بالحصول على لقبه الدولي الثالث مع منتخب بلاده.
وكان رونالدو في حالة رائعة مع النصر هذا الموسم، حيث سجّل 44 هدفًا وقدّم 13 تمريرة حاسمة في 45 مباراة بجميع المسابقات. وأكسبته إنجازاته الحذاء الذهبي في الدوري السعودي للمحترفين، حيث أنهى بشكل مريح لقب الهداف برصيد 35 هدفًا، محطمًا الرقم القياسي البالغ 33 هدفًا.
علاوة على ذلك، فاز كريستيانو رونالدو بالحذاء الذهبي ليورو 2020 برصيد خمسة أهداف. وتألق خلال تصفيات بطولة أمم أوروبا 2024، حيث سجّل 10 أهداف وقدم تمريرتين حاسمتين خلال 9 مباريات، كما أنه يظل أكبر هداف على المستوى الدولي برصيد 130 هدفًا باسمه في 206 مباراة.