مدريد يعود منتصرًا من براغا .. كيف تفوق الريال تكتيكيًا؟

تحديثات مباشرة
Off
2023-10-25 02:11
فرحة لاعبي ريال مدريد بالفوز اليوم (X/realmadrid)
Source
المصدر
winwin
+ الخط -

عاد ريال مدريد بانتصار مهم من أرض ملعب سبورتينغ براغا، قبض به أكثر على صدارة ترتيب المجموعة الثالثة من دوري أبطال أوروبا؛ ليفرض مزيدًا من الضغط على نابولي الذي سيكون مطالبًا إلى حد كبير بأن يهزم الريال في أرضه، إن أراد مقارعة الميرينغي على صدارة المجموعة التي تضم معهما كلًا من سبورتينغ براغا ويونيون برلين.

براغا لم يتخلَ عن عادته بإنهاء المباريات بالفوز أو الخسارة حيث وصل للمباراة الخامسة عشر في دوري الأبطال دون تعادل، فخسر مباراته العاشرة الليلة بينما فاز في 5 مباريات.

فوز ريال مدريد جاء في المباراة الـ200 لكارلو أنشيلوتي في البطولة الأوروبية ليلحق بأليكس فيرغسون وآرسن فينغر، وهي المباراة الـ53 له مع ريال مدريد في البطولة؛ ليكون الميرينغي ثاني أكثر فريق مثّله بعد ميلان الذي خاض معه 77 مباراة أوروبية.

لكن أنشيلوتي يتفوق على فيرغسون، حيث إنه احتاج 200 مباراة فقط لتحقيق فوزه الـ115، بينما احتاج السير الإسكتلندي لـ214 مباراة.

ريال النسخة الأخيرة

رغم سيطرة ريال مدريد على المباراة بشكل عام، فإنه كان واضحًا أن الفريق يصنع خطورته من خلال الكرات التي تشبه نسخته الأخيرة مع ثنائية كريم بنزيما وفينيسيوس جونيور. الاستثناء هنا أن الأمور كانت ثلاثية مع التعاون الواضح بين فينيسيوس جونيور وبيلينغهام ورودريغو، ومن خلاله تمكن الأخير من فك صيامه التهديفي أخيرًا بعدما هز الشباك بقميص ريال مدريد لأول مرة منذ هدفه في مرمى أتلتيك بلباو في افتتاحية الليغا.

لكن كان واضحًا أن ريال مدريد يتبع أسلوب الهجوم الخاطف في كثير من اللقطات معتمدًا على الضعف الواضح في الجبهة اليمنى لأصحاب الأرض، فالظهير الأيمن جوسافات مينديز كان دائم التقدم للأمام تاركًا قلب دفاع براغا سيردار ساتسي في مواجهة واحد لواحد مستمرة مع الجناح البرازيلي الذي هرب منه بسهولة في لقطة الهدف كما كاد أن يسجل هدف الريال الثالث في الشوط الثاني لولا تسلله بملليمترات.

براغا أسهم بشدة في نجاح أسلوب ريال مدريد في هذا الصدد بسبب عدم ضغطهم على مَن يُرسلون الكرات ساقطة خطيرة للاعبي ريال مدريد خلف الخطوط، ومع الخط العالي لدفاع براغا دون ضغط كانت الأمور صعبة على النادي البرتغالي.

تحركات ذكية

كان هناك تحرك واضح لريال مدريد في الجانب الآخر من الملعب، فعلى جبهة الريال اليمنى عمد أنشيلوتي على تشتيت دفاع براغا باستخدام كارفاخال ليمنح فيديريكو فالفيردي الفرصة بالانسلال على الرواق الأيمن ولعب عرضيات أرضية خطيرة كاد الريال أن يسجل منها.

الفكرة ببساطة كانت في تحول فالفيردي لظهير أيمن مع صعود كارفاخال كجناح أيمن، وينتظر الثنائي بهدوء تناقل لاعبي وسط ودفاع الريال للكرة على الجانب الآخر قبل أن يبدأ كارفاخال في الدخول لعمق الملعب وسحب الظهير الأيمن للداخل، ثم تُلعب الكرة قطرية للاعب الوسط الأوروغواياني الذي يستغل سرعته للوصول للمكان المنشود للعب كرات عرضية مؤثرة.

وقبل أن تتساءل لماذا لا يحدث العكس؟ فإن مثل هذا التحرك يُخرج لاعب وسط براغا الأيسر من اللعبة معتمدًا على أن فالفيردي متراجع للخلف في بداية اللقطة، وكذلك يستفيد الريال من سرعة فالفيردي الهائلة مقارنة بالظهير الإسباني لريال مدريد للوصول لأقرب منطقة للعب العرضية قبل تعديل لاعبي براغا لوضعيتهم الدفاعية وتمركزهم بشكل أكثر تنظيمًا.

أحيانًا ليس من المفيد أن تسجّل!

في بعض الأحيان ليس من المفيد أن تسجل! حسنًا لا نتحدث عن تسجيل ريال مدريد للهدف الثاني الذي أعقبه بسرعة هدف براغا الوحيد، بل في إصرار لاعبي ريال مدريد على محاولة تسجيل الهدف الثالث.

السعي وراء هدف تعزيز الفارق هو أمر جيد بطبيعة الحال، لكن غير الجيد هو السعي غير المنظم الذي يُفقدك الكرة بسرعة، فيستمر براغا في ضغطه عقب هدف تذليل الفارق.

لذلك وقع ريال مدريد فريسة التسرع في الوصول لمناطق براغا بسرعة. الأمر كان مغريًا بحق! فدفاع براغا ذو خط عالٍ جدًا؛ لكن ضغط الفريق البرتغالي على حامل الكرة صار أشرس. كما أن إطالة زمن الهجمة وعدم التسرع كان من شأنه أن يصدّر الإحباط واليأس للاعبي أصحاب الأرض، فليس هناك أمرّ على لاعبي أي فريق أكثر من حرمانهم من الكرة لفترات طويلة وهم يطاردون النتيجة.

ولم يستفد ريال مدريد من وجود لوكا مودريتش لفترات طويلة داخل الملعب وهو الذي كان يُنتظر أن يهدّئ من نسق الفريق ويروض الفتيان الحاضرين حوله كما فعله في مباراة نابولي، لكنه لم يفعل الليلة.

ما قبل الكلاسيكو

على كلٍ، عاد ريال مدريد سليمًا من المباراة يحمل إصابة لجود بيلينغهام لكن التقارير تقول إن الأمور على ما يرام وسيشارك الدولي الإنجليزي في الكلاسيكو.

تمكن أنشيلوتي من تجربة بعض اللاعبين أو ضخ دم جديد من خلال إعادة فيران غارسيا للتشكيلة الأساسية وكذلك لوكا مودريتش المطلوب في دوري الأبطال أكثر من أي مباراة أخرى، كما أشترك ناتشو في قلب الدفاع.  ربما كان مكسب عودة رودريغو للتهديف واحدًا من أهم مكاسب الريال على المستوى الفردي.

الآن لنرَ كيف ستكون أحوال الميرينغي عندما يخوض مواجهة الكلاسيكو الهامة وهو الذي سيتمتع بيوم راحة إضافي عن برشلونة الذي سيضطر لخوض مواجهته غدًا في دوري الأبطال أمام شاختار دونيتسك الأوكراني.

شارك: