محمد صلاح .. ليس ملاكًا ولا شيطانًا!

تحديثات مباشرة
Off
2023-07-12 16:09
اللاعب المصري محمد صلاح برفقة الفنان محمد رمضان (Instagram/mohamedramadanws )
علاء عزت
كاتب رأي
Source
المصدر
winwin
+ الخط -

 طالب بعض رواد السوشيال ميديا بمحاربة محمد صلاح في نبرة صوت أبناء الجاهلية الأجش في الأفلام الإسلامية، لمجرد رؤية صورة ومقطع فيديو قصير لأسطورة وأيقونة الكرة المصرية ونجم الشباك الأول في ليفربول الإنجليزي وهو يغني مع المطرب أحمد سعد في إحدى الجزر الساحلية اليونانية.

واعتبروا أن "القديس" ضل الطريق، واستشهدوا بصور نشرها هو بنفسه على صفحاته الشخصية عبر مختلف منصات التواصل الاجتماعي وهو مع الفنان الشهير محمد رمضان الذي يتعمد استفزاز المصريين بتصرفاته الشخصية، وصور أخرى له وهو يقضي إجازته على شواطئ عالمية شهيرة برفقة فتيات، حتى إن أحد المواقع الرياضية زعم أن محمد صلاح يقضي إجازاته في شواطئ خاصة للعراة في اليونان تدعي "براديس"، وأنه بدأ رويدًا رويدًا في التخلي عن العادات المصرية والشرقية، وأن صورته كلاعب ملتزم دينيًا وسلوكيًا في طريقها للزوال، لتنهال سهام التعليقات المسيئة راجمة اللاعب الأيقوني في عيون المصريين، وتحولت الصور إلى مادة إعلامية دسمة حتى لدى القنوات الفضائية الأجنبية الناطقة باللغة العربية، والتي حولت الأمر إلى أزمة وقضية رأي عام.

حتى إن بعضهم ذهب لوضع صورة محمد صلاح ونصفه العلوي عاريًا وهو يقضي إجازته على الشاطئ وبجانبه إحدى الفتيات جنبًا إلى جنب مع صورة موطنه وزميله في المنتخب المصري ورفيقه في الدوري الإنجليزي، محمد النني نجم وسط أرسنال وهو يؤدي مناسك فريضة الحج منذ أيام، لتزداد حملات النقد لـ "مو صلاح"، وهو الاسم الذي تناديه به كل جماهير العالم، و"مو" اختصار لاسم محمد، ورأيت من يرجمه باللعنات ومن يطلب له الهِداية.

ومنهم من اتهمه بنكر جميل بلده عليه كونه يقضي إجازاته في شواطئ دول أجنبية ويصنع لها دعاية عالمية، وتناسوا أن النجم العالمي دائم الدعاية للسياحة في بلاده وحريص على نشر صور له وهو على شواطئ شرم الشيخ والساحل الشمالي وما حدث قبل فترة تحسب بالأيام.

وأقول للمزايدين إن محمد صلاح لم يرغب في أن يحول من نفسه قديسًا، ولم يكن يومًا واعظًا يرتاد المنابر، هو مجرد لاعب كرة، اجتهد وصبر وثابر فكان له ما تمنى، فلماذا يريد بعضهم وضعه في قالب لا يشبهه؟ ولماذا يقارنونه بغيره من لاعبين شغلتهم السياسة ولم تشغله؟

صلاح علم أطفال العالم السجود وهو ليس بشيخ، وروج للسياحة وهو غير مسؤول، وكان وما زال واجهة مشرفة لمصر وهو ليس دبلوماسيًا.

الهجوم على محمد صلاح لمجرد أنه غنى مع المطرب أحمد سعد هو تربص متعمد، وإقحامه في مقارنة دائمة بالنجم المصري المعتزل محمد أبو تريكة الذي لقب نظير التزامه السلوكي الكامل والدائم بلقب "القديس" يؤكد خبث النوايا، ومحاولات تشويهه عادة أدمنها أعداء النجاح، ويجيدها أصحاب أجندات الفتنة.

فيما طالب العقلاء باحترام خصوصية النجم الكبير ما دام لم يرتكب جرمًا أخلاقيًا، وأنا بدوري أقول للجميع: "ارفعوا أيديكم عن محمد صلاح فهو ليس ملاكًا ولا شيطانًا".

شارك: