مثل سليماني.. لعنة الـ100 مباراة تهدد مسيرة ماندي مع الجزائر

كانت مباراة الجزائر وتوغو تاريخية بالنسبة للمدافع عيسى ماندي نجم نادي ليل الفرنسي، بعد أن وصل إلى مباراته رقم 100 مع المنتخب الجزائري، ليحتل المركز الثاني في تصنيف أكثر اللاعبين الجزائريين خوضًا للمباريات الدولية مع المنتخب الأول.

وفاز منتخب الجزائر على نظيره التوغولي على ملعب 19 مايو بعناية، بنتيجة كبيرة خمسة أهداف لهدف، ليعزز صدارته للمجموعة الخامسة في تصفيات كأس أمم أفريقيا 2025، برصيد 9 نقاط، وعلى بعد خطوة من ضمان التأهل المبكر، والذي قد يترسم خلال مواجهة توغو، الإثنين المقبل، في الجولة الرابعة.

وشارك المدافع البالغ من العمر (33 عامًا) أساسيًّا كالعادة في مباراة توغو، فمنذ تولي فلاديمير بيتكوفيتش قيادة "الخضر"، لم يستغن عن خدمات اللاعب المخضرم وأشركه أساسيًّا في المباريات السبع التي خاضها لحد الآن، سواء كقلب دفاع أو كظهير أيمن، وفوق كل ذلك لم يجر استبداله وأكمل كل المباريات، ما يؤكد ثقة بيتكوفيتش فيه.

نصيحة وانتقادات غريبة لبيتكوفيتش ومحرز بسبب رفيق غيتان

اقرأ المزيد

ونجح ماندي، يوم الخميس، في الوصول إلى المباراة رقم 100 مع المنتخب الجزائري، ليحتل المركز الثاني في الترتيب التاريخي رفقة الأسطورة، لخضر بلومي، ومتأخرًا بمباراتين فقط عن صاحب الرقم القياسي إسلام سليماني الذي لعب 102 مباراة مع "الخضر".

ومن المعروف أن حصيلة الأسطورة لخضر بلومي مع منتخب الجزائر هي الأكبر، لكن الاتحاد الدولي لكرة القدم لم يحتسب المباريات الودية التي كانت تلعبها المنتخبات ضد الأندية، وعددها كبير بالنسبة لبلومي ومنتخب الجزائر، الذي واجه أندية عالمية كثيرة وديًّا خلال سنوات الثمانينات.

وبهذا الإنجاز، يقترب مدافع ليل من كسر الرقم القياسي لسليماني، حيث يمكنه تقليصه إلى مباراة واحدة خلال موجهة توغو المقبلة، قبل معسكر الشهر المقبل الذي سيعرف إجراء مباراتين أمام غينيا الاستوائية وليبيريا، وبالنظر لثقة بيتكوفيتش، فإن ماندي سيكسر هذا الرقم الشهر المقبل.

لعنة الـ100 مباراة والانتقادات قد تنهي مسيرة ماندي مع "الخضر"

ورغم أن ماندي حقق رقمًا مميزًا، إلاّ أن العديد من المعطيات تقربه أكثر من نهاية مسيرته الدولية مع منتخب الجزائر، ولعل أبرزها لعنة الـ100 مباراة، التي بدورها أخرجت إسلام سليماني من حسابات "الخضر" بمجرد وصوله لهذا الرقم، وتجاوزه بمباراتين خرج بصفة نهائية من حسابات بيتكوفيتش، ويستبعد عودته مرة آخرى وهو الذي وصل حاجز الـ36 عامًا.

وقد لا يختلف مصير النجم السابق لفياريال الإسباني عن سليماني، خاصة في ظل تقدمه في السن وتراجع مستوياته الفنية رغم الثقة العمياء لبيتكوفيتش، حيث يرى الكثير من المتابعين صعوبة استمراره في اللعب مع منتخب الجزائر، في ظل الانتقادات القوّية الموجهة له، وصعود عديد الأسماء الواعدة.

بيتكوفيتش يخلص منتخب الجزائر من عقدة دامت 14 عامًا

اقرأ المزيد

ويعد مدافع "الخضر" أكثر اللاعبين عرضة لانتقادات الجماهير ووسائل الإعلام في منتخب الجزائر مؤخرًا، بعد رياض محرز، حيث لا يقدم الأداء المرجو منه، كما أنّه يعاني مع نادي ليل الفرنسي باستمرار جلوسه على دكة البدلاء، وفي حال بقاء الأوضاع على حالها، فإن وضعيته ستتعقد أكثر مع المنتخب الجزائري.

واستدعي عيسى ماندي لأول مرة مع منتخب الجزائر من طرف المدرب السابق، وحيد حاليلوزيتش، شهر مارس/ آذار من عام 2014، وشارك في 100 مباراة دولية، سجل خلالها 5 أهداف وقدم 3 تمريرات حاسمة، وأهم إنجازاته كانت المشاركة في مونديال 2014 والعبور إلى الدور الثاني، والتتويج بكأس أمم أفريقيا 2019 بمصر.   

ماندي لا يفكر في الاعتزال دوليا

ورغم تعرضه للانتقادات من طرف الجماهير الجزائرية بسبب المستوى المتواضع الذي أظهره في مباريات "الخضر" خلال الفترة الأخيرة، إلا ماندي، نشر رسالة عبر صفحته الشخصية في موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، احتفل فيها بوصوله إلى 100 مباراة مع "محاربي الصحراء، وأكد أنه لا يفكر في الاعتزال دوليًا.

وقال مدافع نادي ليل: "100 مباراة، وأكثر من 100 سبب للإيمان بنفسك، العمل يؤتي ثماره دائمًا، لا تستسلم أبدا، الأمر لم ينته بعد، وهناك الكثير من الأشياء التي سنعيشها معًا، شكرا".ً