بيتكوفيتش يخلص منتخب الجزائر من عقدة دامت 14 عامًا
يواصل منتخب الجزائر حصد النتائج الإيجابية وكسر الأرقام القياسية، منذ تولي المدير الفني، فلاديمير بيتكوفيتش، قيادته خلفًا للمدرب السابق، جمال بلماضي، بعد أن سجل فوزًا جديدًا كبيرًا على منتخب توغو بنتيجة خمسة أهداف لهدف، في الجولة الثالثة من تصفيات كأس أمم أفريقيا 2025.
وفاز رجال المدرب السويسري، يوم الخميس، على توغو في مباراة جرت على ملعب 19 مايو بمحافظة عنابة شرقي العاصمة الجزائرية، في مباراة عرفت تألق سعيد بن رحمة صاحب الثنائية، بالإضافة إلى الثلاثي حسام عوار وأمين غويري ومحمد الأمين عمورة، الذين سجلوا باقي الأهداف.
وعزز منتخب الجزائر بهذا الفوز صدارته للمجموعة الخامسة برصيد تسع نقاط، قبل مواجهة منتخب توغو، الإثنين المقبل، في لقاء الجولة الرابعة بالعاصمة التوغولية لومي، من أجل تسجيل انتصار جديد يعبر به رسميًّا للمشاركة في النسخة المقبلة من "الكان"، قبل جولتين من اختتام التصفيات الشهر المقبل.
ونجح بيتكوفيتش بعد مباراة توغو في قيادة "الخضر" لكسر عقدة استمرت لدى الجماهير الجزائرية لحوالي 14 عامًا، والمتعلقة بملعب مصطفى تشاكر بمحافظة البليدة جنوبي العاصمة الجزائرية، والذي كان يعتقد الكثير من الجزائريين بأنّه فأل خير على منتخب بلادهم، ولا يمكن الفوز خارجه على الإطلاق.
منتخب الجزائر ينهي عقدته في البليدة بفضل بيتكوفيتش
وارتبطت إنجازات المنتخب الجزائري لحوالي 14 عامًا بملعب مصطفى تشاكر بالبليدة، من عام 2008 إلى 2022، حيث كان "محاربو الصحراء" يفضلون اللعب هناك باختلاف المدربين الذين كانوا على رأسه، على غرار رابح سعدان ووحيد خاليلوزيتش وكريستيان غوروكوف ورابح ماجر وجمال بلماضي.
وبالفعل حقق المنتخب العديد من الإنجازات والأرقام القياسية بهذا الملعب، ولعل أبرزها التأهل إلى مسابقتي كأس العالم 2010 بجنوب أفريقيا و2014 بالبرازيل، من دون الحديث عن تصفيات كأس أمم أفريقيا، إلى درجة أن الجماهير الجزائرية اقتنعت باستحالة تسجيل نتائج أفضل خارج هذا الملعب.
وفي المجمل، لعب منتخب الجزائر 44 مباراة على ملعب مصطفى تشاكر، فاز في 36 مباراة منها وتعادل في سبع مباريات، في حين خسر مباراة واحدة فقط، وكانت أمام الكاميرون في مباراة الدور الفاصل لمونديال 2022 (1-2)، ليتمّ حرمانه من بلوغ المونديال العربي التاريخي.
وتميزت مباريات المنتخب الجزائري على هذا الملعب التاريخي بتسجيل الكثير من الأهداف، وتحقيق رقم مميز آخر، هو عدم تلقي أي هدف خلال 23 مباراة على التوالي، ما يبرز أهمية هذا الملعب لدى الجزائريين.
وكان مسؤولو ولاعبو منتخب الجزائر وحتى المدربون في الفترة الماضية، يخشون الخروج من ملعب مصطفى تشاكر، حتى قبل توفر الملاعب الجديدة الحالية (ملاعب نيلسون مانديلا وميلود هدفي والحسين آيت أحمد وغيرها)، ورفضوا اللعب على ملاعب عنابة وقسنطينة، وخاصة ملعب 5 يوليو بالعاصمة الجزائرية، الذي كان يشكل عقدة لهم.
ومنذ تولي بيتكوفيتش قيادة الجهاز الفني، خاض منتخب الجزائر مبارياته في ثلاثة ملاعب مختلفة، ملعب نيلسون مانديلا بالعاصمة الجزائرية، وملعب ميلود هدفي بمحافظة وهران، وملعب 19 مايو بمحافظة عنابة.
ومن أصل خمس مباريات لعبها منتخب الجزائر على أرضه في عهد بيتكوفيتش، خاض 3 مباريات على ملعب نيلسون مانديلا (وديتان ورسمية)، فازوا خلالها بواحدة وتعادلوا في أخرى وخسروا مرة واحدة، ومباراتين في ملعبي وهران وعنابة، سجلوا فوزين مهمين فيهما.
ويتوقع أن يستقر فلاديمير بيتكوفيتش على اللعب في ملعب آخر خلال مواجهة ليبيريا في الجولة الأخيرة من تصفيات كأس أمم أفريقيا 2025 الشهر المقبل، كما أكدت مصادر "winwin" في وقت سابق، من خلال الاستقبال على الملعب الجديد، الحسين آيت أحمد بمحافظة تيزي وزو، لإضافة رقم جديد لحصيلته الحالية مع "المحاربين"، وليؤكد أن منتخب الجزائر يمكنه الفوز في كل الملاعب الجزائرية من دون مشكل.