مبابي باقٍ في باريس وفرنسا تتنفس الصعداء

تحديثات مباشرة
Off
تاريخ النشر:
2023-08-17 13:26
كيليان مبابي مهاجم باريس سان جيرمان الفرنسي (Getty)
سعد مبروك كاتب مقالات في winwin
كاتب رأي
Source
المصدر
winwin
+ الخط -

مع اقتراب نهاية موسم انتقال اللاعبين، "الميركاتو" الصيفي 2023 / 2024، تقشعت غيوم كثيفة لبدت سماء الدوري الفرنسي لكرة القدم، الذي افتقد خدمات نجمين عالميين، الأرجنتيني ميسي الذي التحق بالدوري الأمريكي، والبرازيلي نيمار الذي انضم إلى نادي الهلال السعودي، وذلك بالإعلان عن بقاء كيليان مبابي في باريس وعودته إلى صفوف نادي باريس سان جيرمان ومشاركته المنتظرة نهاية هذا الأسبوع في المباراة الثانية التي سيخوضها الفريق الباريسي ضمن الجولة الثانية من منافسات الدوري الفرنسي الممتاز في الموسم الكروي الجديد.

بقاء مبابي في عاصمة النور نزل بردًا وسلامًا على أحباء باريس سان جيرمان وعلى الدوري الفرنسي برمته والتقطت معه فرنسا أنفاسها.

أن يغادر ثلاثة لاعبين يُعدُّون من بين النجوم الخمس الأوائل الأفضل في العالم مرةً واحدةً، اعتبرها عشاق باريس سان جيرمان ومعهم عشاق كرة القدم الفرنسيين "خسارةً كبيرةً" ليس للنادي فحسب بل للدوري الفرنسي عامةً.

لذلك أبدى الفرنسيون ارتياحًا كبيرًا لوجود مبابي في الدوري الفرنسي خلال الموسم الجديد على الأقل، في انتظار ما ستتمخض عنه الأسابيع والأشهر المقبلة من اتفاق بين المهاجم الفرنسي وناديه.

لقد أفاد هذا الثالوث رياضيًا واقتصاديًا نادي العاصمة الفرنسية وارتقى به إلى مصاف كبار الأندية الأوروبية وأعلى كعبه وجعله فريقًا ذا كلمة فصل تخشى مواجهته، كما ثمّن وجوده مكانة الدوري الفرنسي على الصعيد الدولي لما أضفاه عليه من إشعاع وجاذبية وما در عليه من منافع مادية كثيرة.

كان الفرنسيون قبل نهاية الموسم المنصرم يتوقعون بل ينتظرون، رحيل كل من ميسي ونيمار؛ ولكن خشيتهم وتوجسهم الكبيرين تمثلا في رؤية نجمهم المفضل مبابي ينضم إلى غريم ومنافس أوروبي لدود أو في عدم مشاركته مع زملائه في مباريات الدوري في صفوف باريس سان جيرمان في حال عدم التوصل إلى اتفاق يرضي الطرفين.

وفيما يرى الفرنسيون أن رحيل ميسي ونيمار عن باريس سان جيرمان وعن الدوري الفرنسي سيكون له تأثير سلبي "محدود" على المستوى الاقتصادي والرياضي، فإنهم يجمعون على أن مبابي بإمكانه أن يسد لوحده الفراغ الذي سيتركه غياب النجمين الأرجنتيني والبرازيلي، وهم يعتقدون جازمين بأنه "لا يمكن تعويضه" لأنه "الورقة الرابحة" التي لا يمكن الاستغناء عنها وبأن رحيله سيدق إسفينًا في كرة القدم الفرنسية.

فقد اتفقت كل الآراء على أن غياب مبابي عن مباراة باريس سان جيرمان الأولى في افتتاح الدوري الفرنسي لهذا الموسم أثر كثيرًا على مردود الفريق الذي اكتفى بالتعادل مع ضيفه نادي "لوريان".

كما كان الفرنسيون يخشون من أن عدم خوض مبابي غمار المباريات مع ناديه طوال الموسم سيضر بالمنتخب الفرنسي الذي تنتظره استحقاقات دولية كبيرة في ظل مخاوف من عدم مشاركته في المواجهات الدولية الرسمية المقبلة، لعدم جاهزيته أولاً ولاحتمال عدم استدعائه من قبل المدرب الوطني ديدييه ديشامب الذي أكد مرارًا على أنه لا مكان في المنتخب للاعب لم يشارك مع فريقه في منافسات الدوري.

إلى جانب ذلك، يؤكد الخبراء والمحللون الرياضيون والمسؤولون عن الدوري الفرنسي الممتاز وعن كرة القدم إجمالًا على أن بقاء مبابي في الدوري الفرنسي سيسهم رياضيًا وتسويقيًا واقتصاديًا في دعم رياضة كرة القدم في البلاد، لا سيما أن الرابطة المحترفة لكرة القدم مقدمة في أوائل شهر سبتمبر/ أيلول المقبل، على التفاوض لبيع حقوق النقل التلفزيوني للدوري الفرنسي محليًا ودوليًا على أمل رفع المبلغ الحالي المقدر بـ624 مليون يورو ليصل إلى مليار  يورو.

عائدات مالية تنعش الأندية الفرنسية وتسهم في توفير فرص أفضل لاستقطاب وتكوين لاعبين شبان جدد. 

إضافةً إلى ذلك، يمثل بقاء مبابي في الدوري الفرنسي حافزًا قويًا لجذب الاستثمارت والإعلانات وكذلك لإقبال متزايد للجماهير، كل الجماهير على اختلاف انتمائهم وليس أنصار باريس سان جيرمان فقط، على الملاعب التي ارتفعت ملاءتها بشكل واضح منذ انتقال مبابي إلى نادي العاصمة الفرنسية قادمًا من نادي موناكو.

هكذا تنفست فرنسا الصعداء وبات عشاق المستديرة يرنون إلى ما سيقدمه فريق البلاد الأول محليًا وأوروبيًا في قادم الأيام في ظل تعزيز النادي بلاعبين جدد وبقيادة مدرب جديد هو الإسباني لويس إنريكي، مدرب برشلونة والمنتخب الإسباني سابقًا، وفي ظل التوجه الجديد المنفتح على المستقبل الذي وضعه رئيس باريس سان جيرمان والذي أشاد الوسط الرياضي الشعبي والرسمي الفرنسي بنجاحه في الحفاظ على نجم فرنسا الأبرز في الدوري الفرنسي وبتحقيقه "انتصارًا ثانيًا" على ريال مدريد الأسباني كما ينعته الفرنسيون بلا استثناء.

شارك: