ما الذي يحدث داخل أسوار الترجي التونسي؟

تحديثات مباشرة
Off
2023-05-01 02:27
جماهير نادي الترجي التونسي (Twitter/EsperanceSTunis)
لوغو winwin
الفريق التحريري
Source
المصدر
winwin
+ الخط -

يعيش نادي الترجي التونسي موسمًا بعيدًا عن الهدوء، مقارنةً بمواسمه الماضية، سواءً على المستوى الرياضي أو حتى الإداري، فالاستقرار الذي كان ميزة يُفاخِر بها هيكل النادي العريق بمختلف أطيافه من لاعبين ومسؤولين وجماهير، بات اليوم محط شكوك في ظل عدد من الأخبار والأحداث، التي أثّرت في مشوار النادي وألقت بظلالها على نتائجه محلّيًّا وقاريًّا.

على الرغم من أنّ حال الترجي من الخارج ليس قاتمًا كم يبدو، فالفريق ما زال في صميم المنافسة على لقب الدوري المحلي المتوّج به في 32 مناسبة، منها ست مرات متتالية، آخرها الموسم الماضي، ويحتل حاليًا وصافة مجموعة التتويج مُشارَكةً مع النادي الأفريقي برصيد 11 نقطة، وبفارق 4 نقاط عن غريمه المتصدر النجم الساحلي، علاوة على بلوغه نهائي كأس تونس الذي سيواجه فيه منافسه الأولمبي الباجي.

كما أنه بلغ المربع الذهبي لمسابقة دوري أبطال أفريقيا بعد تخطي عقبة شبيبة القبائل الجزائري بصعوبة بنتيجة (2-1) في مجموع المباراتين، غير أنّ المردود العام للفريق فنيًّا في ظل غياب حلول كبيرة على مستوى المحترفين وغياب الإقناع "فنيًّا" وتلويح رئيس النادي في مرات عدة بالاستقالة، يؤكد أنّ أوراق الترجي باتت مبعثرةً، وأصبح كيانه فاقدًا لنصيب مهم من تماسكه المعهود.

تراجع ملحوظ يُخلِّف تساؤلات

بات ملحوظًا خلال المواسم القليلة الماضية وتحديدًا منذ تتويج النادي ببطولة دوري الأبطال في 2019 للمرة الثانية تواليًا والرابعة في تاريخه، أنّ النادي تراجع مستواه ولا سيما قاريًا منذ إقالة مدربه السابق معين الشعباني في ظل عدة عوامل أبرزها، عدم الاستقرار في العارضة الفنية التي شغلها لاحقًا راضي الجعايدي، ومن ثم نبيل معلول حتى الآن، وهو ما لم يَعْتَدْ عليه الترجي.

هيمنة الترجي محليًّا أسهمت في إضعافه قاريًّا، فتراجُع المستوى في الدوري التونسي وعدم وجود منافس حقيقي على اللقب لم يسمح للنادي بالارتقاء للتنافس قاريًّا، وهو ما أبعده عن منصات التتويج في المواسم الأربعة الأخيرة أفريقيًّا، حيث فشل في بلوغ المباراة النهائية منذ حصوله على اللقب في نسختين متتاليتين عامي 2018 و2019 وخلال 6 أشهر فقط.

هل الترجي مُحارَب داخليًّا وخارجيًّا؟

تعيش الأندية المتنافسة في كل دوري في العالم وفق "نظرية المؤامرة" التي تفرضها حالة التنافس الشديد بينهم، والترجي ليس حالةً خاصةً، فمحيطه وأغلب جماهيره مقتنعون بأنّ ما يحدث للفريق في الموسم الحالي على وجه الخصوص والمواسم القليلة الماضية التي أعقبت تتويجه بنسختي دوري الأبطال اللتين رافقتهما حالة من الجدل الشديد، هو بمثابة أمر يدعو للشك والتساؤل.

محلّيًّا تدور فكرة متبنّاة من الجماهير الترجية على أنّ الفريق يحاربه رئيس الاتحاد التونسي، وديع الجريء، ولئن يُستعصى سبب فهمها لا سيما في ظل غياب دلائل دامغة، لكن تظل للكواليس كلمتها في هذا الإطار.

قارياً، تبدو الأمور أقلّ غموضًا، فمشاكل الترجي مع الاتحاد الأفريقي لكرة القدم "كاف" كثيرة ومتكررة وليس أدلّ على ذلك من كثرة العقوبات والبيانات وسياسة الشد والجذب بين الطرفين، ويفسّر بعض الملاحظين ذلك بغياب الرجل الذي كان صوت الدفاع عن الكرة التونسية منتخبًا ونواديَ، والحديث عن طارق بوشمّاوي، الاسم المؤثر الذي تمّ تغييب وجوده وتهميش دوره بشكل مفاجئ داخل الاتحاد القاري.

حادثة رادس تزيد الطين بلة

أتت مواجهة الترجي وشبيبة القبائل في إطار إياب ربع النهائي في ملعب "حمادي العقربي" برادس، لتفتح الباب على مصراعيه أمام تعقيدات بالجملة أمام إدارة الترجي، ليس فنيةً وحسب في علاقة بالفريق الذي بات أبعد ما يكون على الإقناع، لكن لما حصل من أحداث شغب مؤسفة بين جانب من جماهير الفريق والأمن التونسي في سيناريو يثير شكوكًا عديدة بين عشاق الفريق بشأن اعتباره عملًا مفتعلًا أو حادثًا مدبّرًا، الهدف منه عرقلة مسيرة الترجي في البطولة ومزيد تعكير علاقته بالـ"كاف"، وذلك حسب رواية يتداولها جانب معتبر من متابعي فريق "الدم والذهب" على وسائل التواصل الاجتماعي بمختلف منصاتها.

أحداث شغب في مباراة الترجي وشبيبة القبائل لم يُعرف مَن يقف خلفها؟

وما يثير غضب الجماهير أنّ ما حدث في موقعة رادس، سيكون حافزًا للكاف من أجل تغليظ العقوبات على الفريق، خصوصًا في ظل حالة التصعيد من جانب أطراف عديدة، ولا سيما الفريق الذي كان طرفاً في مواجهة ربع النهائي، ومنها فريق شبيبة القبائل الذي قرّر رفع ملف رسمي إلى الهيكل القاري احتجاجًا على عدم إيقاف المواجهة، التي تأخّر شوطها الثاني لما يقرب من 40 دقيقة قبل استئنافها، وهو ما قد يهدّد الفريق بعقوبة اللعب دون حضور الجمهور في قمة نصف النهائي أمام الأهلي المصري.

هل تعب المدّب من مسؤولية الترجي؟

كلّ ما فات من الحديث عن الصعوبات وتراجع منسوب الرضا عن وضع الفريق بين الجماهير قد يدفعنا للحديث عن مدى قدرة رئيس النادي، رجل الأعمال المعروف، حمدي المدّب، على الاستمرار في منصبه في ظل مشاكله الصحية والصعوبات المادية الكبيرة التي يكابدها لمجاراة طموحات الفريق، "المتكلّف" جماهيريًّا.

ولعلّ ما يسند هذا التمشي، وضع الفريق الاقتصادي، الذي تحاول إدارة الترجي إيجاد حلول عاجلة لإصلاحه من خلال دعم خزينة النادي عبر تفعيل دور الجمهور في المساهمة من خلال التطبيقات الذكية وخدمات مسبقة الدفع، لا سيما تلك المرتبطة بشركات الاتصالات، وكلّ ذلك يأتي في إطار تخفيف العبء على رئيس النادي، الذي عوّل في مرات عدة على "جيبه" الخاص للإيفاء بتعاهدات ناديه.

سيناريو غير مرغوب فيه

ختامًا، يلوح في الأفق القريب سيناريو لا ترغب جماهير "شيخ الأندية التونسية" في حدوثه لا سيما في ظلّ الأزمة الاقتصادية الخانقة التي تعيشها البلاد، وهو -قطعًا- مطالبة المدّب بإعفائه من مهام الرئاسة، وهو سيناريو قد يحدث، رغم أنّ "هيئة حكماء" نادي باب سويقة تسعى دومًا لتأكيد ضرورة بقاء الرجل في منصبه، والذي دخل عامه السادس عشر رئيسًا للترجي منذ توليه الرئاسة في 2007 خلفًا للراحل عزيز زهير، علمًا بأنّه أكثر الأسماء التي بقيت في هذا المنصب في تاريخ النادي الطويل، الذي بدأ منذ عام 1919.

شارك: