مارتا .."ماكينة" أهداف برازيلية تقارع أساطير "السامبا"

2021-06-08 09:01
النجمة البرازيلية مارتا فييرا دا سيلفا (Getty)
Source
المصدر
winwin
+ الخط -

من الطبيعي جدا مشاهدة رجل يلعب كرة القدم بطريقة مميّزة من منطلق أن ممارسة هذا النوع من الرياضة والبروز فيه كان مقتصرا وإلى وقت مضى على الرجال، لكن أن تشاهد إبداعاً فنياً "خرافيا" من فتاة، فإن ذلك يعتبر في حد ذاته أمرا جديرا بالمتابعة والاهتمام.

هذا الأمر ما ينطبق فعليا على البرازيلية مارتا فييرا دا سيلفا التي خطفت أنظار عشاق المستديرة في العالم بطريقة مداعبتها للكرة، وتميّزها عن مثيلاتها بعد أن كتبت صفحات من تاريخ كروي مشرق جعل منها نجمة الكرة الأولى دون منازع، لتقارع بذلك أساطير الكرة البرازيلية بقيادة بيليه وروماريو ورونالدو وريفالدو وغيرهم.


أصبحت المهاجمة البرازيلية مارتا فييرا دا سيلفا، المولودة في "ديوس رياشوس" بالبرازيل من أصول سويدية برازيلية، أفضل هدافة في تاريخ نهائيات كأس العالم لكرة القدم في فئتي الرجال والسيدات، بعد أن سجلت هدفا في مرمى إيطاليا بمونديال السيدات الذي جرى بفرنسا صيف العام 2019.

 كان ذلك الهدف الـ17 لها في 5 دورات من النهائيات، لتتخطى اللاعب الألماني ميروسلاف كلوزه الذي أحرز 16 هدفا في 4 نسخ من النهائيات العالمية، كما تفوقت لدى السيدات على اللاعبة الألمانية بيرغيت برينتس والأمريكية آبي وامباش اللتين تملكان في رصيديهما 14 هدفا، ثم الأمريكية ميشيل يكرز التي أحرزت 12 هدفا.

تنحدر مارتا البالغة من العمر 34 عاما من عائلة تضم شقيقين وأخت، وبجانب نادي أوميا السويدي فإن مارتا تعشق نادي كورينثيانز البرازيلي، كما تحب أيضا أساطير الكرة البرازيلية رونالدو ورونالدينيو وريفالدو، وأما رياضتها المفضلة خارج الكرة فهي التنس. واكتشفت مواهب مارتا عندما كانت في الـ14 من عمرها من طرف المدربة البرازيلية الشهيرة هيلينا باتشيكو ليقوم نادي فاسكو داغاما بضمها إلى صفوفه.

مسيرة حافلة وألقاب غزيرة


لعبت مارتا لعشرة أندية منذ انطلاق مشوارها الكروي عام 2000، مع أندية فاسكو داغاما وسانتا كروز وسانتوس البرازيلية، كما احترفت في أندية أوميا وتيريسو وروزنغراد السويدية، بالإضافة إلى أندية لوس أنجلس سو وغولد برايد وويسترن نيويورك فلاش الأمريكية.

 وتلعب مارتا حاليا مع نادي أورلاندو برايد الأمريكي، وسجلت مارتا طيلة مشوارها الاحترافي أكثر من 500 هدف في 400 مباراة خاضتها، وأما على الصعيد الدولي فقد مثّلت مارتا المنتخب البرازيلي بداية من عام 2003 وخاضت معه 151 مباراة وسجلت 111 هدفا.

مارتا
نالت مارتا ألقابا كثيرة(Getty)

 بلغت مارتا خلال مشوارها الكروي نهائي دوري الأبطال مع نادي أوميا السويدي مرتين في: 2007 و2008، ونالت لقب الدوري السويدي أعوام:2005، 2006، 2007 و2008، بالإضافة إلى كأس السويد عام 2007، ومع نادي "سانتوس" حصلت مارتا على كأس "ليبرتادوريس" عام 2009 وكأس البرازيل عام 2009.

 ونالت النجمة البرازيلية مع نادي "غولد برايد" و"ويسترن نيويورك فلاش" الأميركيين لقب أفضل لاعبة في الدوري عام 2010 و 2011، كما توجت بلقب الدوري السويدي مع فريق "تيريسو" عام 2012 وبلغت معه نهائي دوري الأبطال سنة 2014، بالإضافة إلى لقب الدوري مع نادي روزنغراد السويدي سنتي 2014 و2015.

حصلت مارتا أيضا على الكثير من الألقاب والجوائز الفردية مع المنتخب البرازيلي لكنها لم توفق أبدا في الحصول على لقب كأس العالم، وحازت النجمة البرازيلية على الميدالية الفضية في الألعاب الأولمبية عامي 2004 و2008، والميدالية الذهبية في بطولة أمريكا الجنوبية أعوام 2003 و2010 و2018، وحصلت على لقب أفضل لاعبة في العالم 6 مرات: 2006، 2007، 2008،2009، 2010 و2018، وتم اختيارها كأفضل لاعبة كرة قدم في العالم لكل الأوقات، بالإضافة إلى ألقاب وجوائز فردية أخرى.

سفيرة النوايا الحسنة بالأمم المتحدة


قامت وسائل إعلام عالمية كثيرة بعقد مقارنات حول تأثير مارتا وجذبها للأضواء على غرار أساطير المنتخب البرازيلي للرجال وأبرزهم بيليه ورونالدو وروماريو، حتى أن بيليه قبل مقارنته بمارتا، إذ قام بتهنئتها وتحيتها بعد فوز المنتخب البرازيلي على نظيره الأمريكي في بطولة الألعاب الأمريكية عام 2007 بملعب ماراكانا الشهير بمدينة ريو ديجانيرو البرازيلية، حيث خلّد هذا الملعب بصمة مارتا بإسمنت أحد جدرانه بعد هذه المباراة، وهي الأولى للاعبة كرة نسائية.

اشتهرت النجمة البرازيلية، بجانب بروزها في عالم الكرة كلاعبة متميزة بتقديم الدعم المالي والمعنوي للرياضيين الشباب الطموحين، وامتدادا لذلك جرى اختيار مارتا سفيرة للنوايا الحسنة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في أكتوبر/تشرين الأول عام 2010، لتسليط الضوء على الأهمية القصوى لمكافحة الفقر وتمكين المرأة من المشاركة في مختلف المجالات في جميع أنحاء العالم.

قالت مارتا خلال حفل اختيارها سفيرة للنوايا الحسنة في مقر الأمم المتحدة الإنمائي بنيويورك: "لا أنسى أصولي، لقد أتيحت لي فرص للنجاح في الحياة، لكنني أفكر باستمرار في الأشخاص الذين لم تتح لهم هذه الفرصة، نحن جميعا بحاجة إلى المساهمة في هزيمة الفقر".وفي عام 2005 تم تصوير حياة مارتا وبراعتها في كرة القدم في الفيلم الوثائقي التلفزيوني السويدي "مارتا ابنة عم بيليه". 

الحنين إلى السويد وتحدّي الرجال


ترفض مارتا التنكّر لأصولها السويدية بالرغم من اشتهارها كلاعبة بالمنتخب البرازيلي، حيث قالت في تصريحات سابقة لوكالة الأنباء الإسبانية "إفي": "أشعر أنني سويدية رغم أنني لا أملك شعراً أشقرَ أو بشرة بيضاء أو عيوناً فاتحة اللون. أشعر أنني سويدية لأنني عشت هنا منذ عدة أعوام وبسبب كل ما تعلمته من الناس في هذه البلاد".

واسترجعت مارتا أيامها الأولى في البرازيل قائلة: "كانت بدايتي صعبة للغاية، كنت ألعب بشكل أفضل من الفتية، وهذا تسبب بطريقة ما في توليد الكراهية والخلاف بيننا. لم يقبل الفتية ذلك، دأبوا على إثارة استيائي، كانوا يقولون لي إنه ينبغي علي التوقف عن اللعب". 

وتابعت: "فلنقل إن كرة القدم في تلك الفترة كانت رياضة مقتصرة على الرجال. أنا أنتمي لمدينة صغيرة جداً وهذا ما كان يؤدي للتضارب، فالجميع بمن فيهم أشقائي، كانوا يتحدثون عني بطريقة سيئة، كان الأمر غاية في الصعوبة وكنت أريد أن ألعب معهم فحسب! تعليقات الناس كانت تجعلني حزينة، لكنها لم تثنني عن لعب الكرة مطلقاً".

شارك: