ماذا حدث في الكاميرون.. سوء تنظيم أم مؤامرة خفية من الفيفا؟

تحديثات مباشرة
Off
2023-04-05 13:19
رئيس الاتحاد الكاميروني لكرة القدم، صامويل إيتو، ورئيس الفيفا، جياني إنفانتينو (Getty)
مهند دلول غزة winwin ون ون رياضة كرة قدم فلسطين احتلال
الفريق التحريري
Source
المصدر
winwin
+ الخط -

أسدل الاتحاد الإفريقي لكرة القدم الستار على منافسات كأس الأمم الإفريقية في نسختها الثالثة والثلاثين، بعد تتويج السنغال باللقب الذهبي على حساب مصر في اللقاء الختامي بركلات الحظ الترجيحية، إثر التعادل السلبي في الأشواط الأصلية والإضافية دون أهداف.

بطولة حملت بعض الذكريات الإيجابية، مثل حصد السنغاليين اللقب الإفريقي الأول في تاريخهم، إلى جانب تألق مصر بصورة مذهلة، وظهور حارسها البديل محمد أبو جبل بمستويات خارقة، بعد إصابة الحارس الأساسي للفراعنة محمد الشناوي.


لكن كأس الأمم الإفريقية حملت من جانب آخر، سوء تنظيم كبير من الكاميرون التي ظهرت ملاعبها بصورة سيئة للغاية، إلى جانب الأخطاء التحكيمية المثيرة للجدل وضعف الإجراءات الرامية إلى حماية اللاعبين من فيروس كورونا. فماذا حدث في الكاميرون؟

الحرب الباردة بين رئيسي الفيفا والاتحاد الكاميروني جياني إنفانتينو وصامويل إيتو 


حالة من الصراع الخفي والحرب الباردة جمعت الاتحاد الكاميروني لكرة القدم برئاسة النجم السابق صامويل إيتو، مع الاتحاد الدولي لكرة القدم، بعد تقدم جياني إنفانتينو رئيس الفيفا بمقترح يقضي بتأجيل كأس الأمم الإفريقية في ظل تعارضها مع المسابقات الأوروبية، وارتفاع نسبة المصابين بفيروس كورونا داخل أروقة الكاميرون.


تصريحات إنفانتينو أغضبت صامويل إيتو إلى حد الجنون، حيث سارع بالتأكيد على إقامة البطولة في موعدها دون تأجيل، موضحاً أن الاتحاد الدولي لكرة القدم ورئيسه جياني إنفانتينو لا علاقة لهما بموعد انطلاق البطولة، وألا مكان للفيفا في المقصورة الرئيسية لمواجهة الافتتاح التي ستبقى مخصصة للأساطير من إفريقيا فقط.


وقال صامويل إيتو: "لسنا عنصريين، لكننا نؤمن بالتنظيم، وأهمية وجود كل شخص في مكانه الطبيعي، بالتأكيد المقصورة الرئيسية ستبقى لأساطير إفريقيا، فلا يعقل أن يجلس إنفانتينو في مكانة أفضل من روجيه ميلا. باختصار نحن نحترم أساطيرنا ولا نعمل على إهانتهم".


تصريحات إيتو الحادة قابلها إنفانتينو بهدوء منقطع النظير، وفضل الاكتفاء بالإعراب عن دهشته من هجوم نجم برشلونة السابق، والتأكيد على عمل "الفيفا" بصورة متساوية مع كافة القارات، دون احتقار أو تقليل من قيمة القارة السمراء الإفريقية.


تنظيم بطولة كأس أمم إفريقيا لكرة القدم في الكاميرون وصف بـ "السيئ"


أظهرت الكاميرون قدرات متواضعة للغاية في تنظيم كأس الأمم الإفريقية، وهو أمر لا يتماشى مع تصريحات صامويل إيتو الواثقة من بلاده، فشهد اليوم الأول اعتداءً على (3) صحفيين من الجزائر انتهى بسرقة أدوات عملهم، مما دفع الاتحاد الجزائري لكرة القدم إلى إصدار بيان استنكاري، سارعت بعده الكاميرون وصامويل إيتو إلى الاعتذار للجزائر والتعهد بعدم تكرار الحادثة.


وتلقى نجوم المنتخبات المختلفة صدمة جديدة بظهور بعض الزواحف والأفاعي داخل مقرات إقامتهم في الفنادق المختلفة، وهو أمر دفع البعض منهم لنشر صور تهاجم الكاميرون وتنظيمها السيئ، خاصة أن الأمان الشخصي بات غائباً في بعض الأحيان.


وفي لقاء مصر ونيجيريا الذي انتهى بفوز الأخيرة بهدف دون رد، وجد حكم المواجهة نفسه مجبراً على استبدال عدة كرات في وقت قياسي، بفعل فراغها من الهواء وعدم صلاحيتها للعب، مما وضع الكاميرون وصامويل إيتو في حرج جديد.


وعقب إصابة اللاعب المصري أكرم توفيق بقطع في الرباط الصليبي في مباراة بلاده أمام نيجيريا، وجد المسؤولون المصريون أنفسهم أمام أزمة جديدة لعدم وجود جهاز أشعة صالح يخضع من خلاله مدافع الأهلي للفحوص اللازمة.


كما عانى نجوم الجزائر من أزمة جديدة بعد رحيل الحافلة التي كانت تقلهم إلى واحدة من الحصص التدريبية دون تنسيق مسبق، مما وضع الجهاز الفني بقيادة جمال بلماضي في ورطة انتهت بعودة اللاعبين إلى الفنادق عبر سيارات صغيرة.


أما لقاء تونس ومالي، فشهد قيام حكم المواجهة الزامبي جاني سيكازوي بإنهاء اللقاء قبل الموعد المخصص وتحديداً عند الدقيقة (85)، وعقب الاعتراضات التونسية الحادة عاد اللقاء للانطلاق من جديد، ليعود الحكم وينهي المواجهة في الدقيقة (89).


وفي لقاء موريتانيا وغامبيا، تأخر موعد الانطلاق (45) دقيقة كاملة، بسبب إقامة المواجهة على ذات ملعب لقاء تونس ومالي، لكن الصدمة الجديدة تمثلت في عدم عزف النشيد الوطني الموريتاني كما جرت العادة في كافة المباريات القارية.


سوء تنظيم لكأس أمم إفريقيا أم مؤامرة خفية


فشل كبير لاحق تنظيم الكاميرون لكأس الأمم الإفريقية، حاول صامويل إيتو التستر عليه بالقول إن بلاده نجحت في تنظيم بطولة جيدة، لكن كل المشكلات السابقة دفعت البعض للتساؤل إن كان ما حدث مجرد سوء تنظيم كاميروني أم مؤامرة خفية.


لقد بدا صمت جياني إنفانتينو رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم مثيراً للجدل، خصوصا عدم تعليقه على تصريحات صامويل إيتو المهينة، وهوأمر أدهش الكثيرين. ربما قرر إنفانتينو دفع المزيد من الأموال لاختلاق أزمات عدة في الكاميرون تنتهي بإفساد تنظيم كأس الأمم الإفريقية ووضع صامويل إيتو في حرج شديد.


بالتأكيد يصعب العثور على إجابة واضحة على هذا التساؤل، فالكاميرون لا تريد الحديث أكثر عن الأمر، وصامويل إيتو يريد إسدال هذا الستار دون عودة، لتبقى هذه البطولة مسابقة سيذكرها التاريخ بفعل أخطائها التي لا تنتهي.

شارك: