ماذا أعدت الأندية السودانية للبطولات الإفريقية
بطموحات متباينة وظروف مختلفة، تتأهب الأندية السودانية لمشوار جديد في النسخة المقبلة من دوري أبطال إفريقيا والكونفدرالية. في السنوات الأخيرة شهدت مشاركات الأندية السودانية تراجعا واضحا، لا سيما بعد العام "2017" الذي شهد تجميدا مؤقتا، دفع المريخ والهلال الأبيض ثمنه غاليا بالإقصاء من دوري الأبطال والكونفدرالية، بعد خلافات شهيرة كانت قد شهدتها انتخابات اتحاد الكرة وقتذاك.
وفي النسخة المقبلة للبطولات الإفريقية على مستوى الأندية، سيكون قطبا الكرة في السودان، المريخ والهلال، على موعد مع تحد متجدد بعد أن استأثرا بالمشاركة في دوري الأبطال، فيما سيعاود الأمل عطبرة بمسيرة جديدة في الكونفدرالية، بعد أن غاب عن المشهد الإفريقي لسنوات بسبب تراجع ترتيبه في روليت الدوري السوداني. وأظهر هلال الأبيض قوة كبيرة أعفته من التمهيدي بعد أن تقدم غير ذات مرة في الكونفدرالية.
المريخ في مهب الريح
على الرغم من أن المريخ أحكم قبضته تماما على الدوري السوداني وبسط سيطرته وتوج بآخر ثلاث نسخ للدوري المحلي وتوج بآخر بطولة لكأس السودان، فإن الفريق ظل يودع دوري الأبطال من التمهيدي في آخر ثلاث نسخ. وتتخوف جماهير النادي من تكرار ذات المشهد والسيناريو غير المعهود بعد أن ارتفع سقف الطموح بعد العام 2015 الذي وصل فيه الفريق لنصف النهائي وكان على مقربة من تكرار إنجاز عام 2017 لولا كارثة تجميد الكرة السودانية لفترة مؤقتة.
المريخ على موعد مع تكرار سيناريو المواسم الماضية قياسا بما يحدث في النادي، والمشكلة الإدارية بالغة التعقيد، فإعداد الفريق اقتصرعلى فترة قصيرة للغاية، وحتى قبل 9 أيام من موعد مواجهة الفريق في ذهاب التمهيدي أمام أوتوهو الكنغولي، لم يؤد الفريق أي تجربة تحضيرية، وقياسا بقصر الفترة المتبقية التي سيتخللها سفر إلى الكونغو، لن يكون أمام الفريق متسع من الوقت ليؤدي تجارب كافية.
واستقبل المريخ، الخميس، المدير الفني الجديد ديديه غوميز الذي سيتسلم المهمة "الجمعة". الفرنسي سيكون على موعد مع الدخول في معترك التنافس دون أن يتعرف على نجوم الفريق على نحو جيد، ويشرف على الفريق المدرب العام الضو قدم الخير بلا معاونين، وسيكمل المريخ فترة الإعداد بلا معد بدني بسبب عدم وصول الألماني موير لخلافات بينه ومجلس إدارة النادي.
المريخ سيفتقد لجهود عدد من عناصره الأساسية على غرار رمضان عجب، محمد الرشيد، بكري المدينة، لعدم قيدهم في القائمة الإفريقية، وينتظر عجب والرشيد حسم موقفهما النهائي في اجتماع سيعقد الأحد يختص بلجنة اللاعبين المحترفين بعد أن وقعا عقدا مع ناديهما المريخ وغريمه الهلال.
وما يزيد مصاعب المريخ أنه سيؤدي جولة الحسم أمام منافسه الكنغولي بعيدا عن ملعبه لعدم جاهزية القلعة الحمراء معقل النادي، وسيؤدي الفريق مباراته على ملعب الأبيض لعدم صلاحية ملعبه بأم درمان.
ورغم كل ما يحدث للمريخ، يبدو الضو قدم الخير، المدرب العام لفريق الكرة بالنادي، متفائلا بإمكانية تخطي عتبة التمهيدي مؤكدا أن الفريق يستطيع تجاوز عقبة منافسه، ونبه للخبرة الكبيرة للاعبين ووجود عدد من عناصر الفريق بالمنتخب الوطني ومشاركتهم أمام المنتخب الغاني.
الهلال يرغب بالذهاب بعيدا في دوري الأبطال
على النقيض من منافسه المريخ، رتب الهلال للبطولة الإفريقية على نحو مميز، حيث أكمل النادي اتفاقه مع الصربي "الخبير" زوران وأنجز النادي ملف التعاقدات على نحو مميز، وخاض معسكرا تحضيريا بالعاصمة المصرية القاهرة أدى خلاله مباراتين وديتين أمام القناة وطلائع الجيش وسيؤدي تجربة ثالثة أمام الجونة.
وحدد زوران هدفه بأنه يرغب بالتقدم في دوري الأبطال دون إغفال بناء فريق قوي يستطيع المنافسة في قادم المواعيد، وأفاد زوران أن سقف الطموح لن يقل عن الظهور في دور المجموعات وسيكون الطموح مشروعا بالتقدم لأعلى من ذلك.
الهلال يبدو الأكثر ترتيبا والأوفر استقرارا. وضخ رئيس النادي هشام السوباط أموالا وفيرة أمنت للنادي تعاقدات من العيار الثقيل على غرار وضاح إبراهيم ومحمد عبد الرحمن، كما تعاقد النادي مع أجانب أقوياء مثل محمد أوتارا مدافع الوداد المغربي، الزيمبابوي جيسي والكنغولي أونجونغا.
ما يصعب مهمة الهلال هو كثرة الوافدين الجدد وهو ما يعمل زوران على تفاديه بالاعتماد على عناصر الحرس القديم، مع بعض الإضافات من الوافدين الجدد بحسب ما أفاد الصربي.
هيدان يكشف عن طموحه مع هلال شيكان
في ظهوره الخامس في الكونفدرالية يرغب الهلال الأبيض، المعروف بهلال شيكان، في تقديم مستوى مبهر، على غرار ما فعل في بعض نسخ البطولة، ويماثل هلال الأبيض نظيره الهلال الخرطوم في الترتيب، وما يسهل مهمة الفريق أنه سيبدأ مشواره من الدور الأول بعد أن أعفي من التمهيدي.
وأفاد خالد هيدان في حديثه لـ winwin أن طموحهم يقف عند عتبة المجموعات كمرحلة مبدئية، ولا بأس من التقدم إن سنحت الفرصة. وأشار المدرب المغربي، الذي استمر مع النادي للموسم الثاني تواليا، إلى أن الإعداد بدأ فعليا، الأربعاء، 18 ديسمبر/تشرين الثاني، وسيستمر على نسق يومي وبثلاث فترات تبدأ الحصة التدريبية الأولى عند السادسة صباحا ثم حصة ثانية عند الحادية عشرة وثالثة عند السادسة مساء.
وقلل المغربي من تأثير رحيل عناصر أساسية على غرار حارس المرمي أحمد عبد العظيم، مازن محمدين، عبد الرحمن كرنقو ومحمد عباس، الذين وقعو في كشوفات المريخ، ومؤيد عابدين ووضاح إبراهيم باختيارهما للهلال، وأوضح هيدان أنهم أضافوا لاعبين يملكون خبرات وافرة مثل مدافع المريخ السابق أحمد عبد الله ضفر، والسادات لاعب الأمل عطبرة، وأقر هيدان أنهم ربما يتأثرون برحيل أحمد عبد العظيم باعتبار مشاركته أساسية.
المغربي أكد أنهم سيواجهون المتأهل من الرابطة جنوب السودان أو نامبيجو التنزاني، وستكون فرصهم وافرة لمزيد من الإعداد قبل مباراة الذهاب 15 ديسمبر/كانون الأول.مدرب الأمل متخوف
بعد غياب "11" عاما يعود الأمل عطبرة للظهور في المشهد الإفريقي، ليسجل في النسخة المقبلة من الكونفدرالية مشاركته الثالثة بعد مشاركتين في العامين "2011-2009"، وعلى الرغم من أن الفريق يملك مجلس إدارة مستقر تماما غير أن مدربه كفاح صالح أقر بصعوبة مهمته أمام "غرين إيغلز" الزامبي.
وذكر مدرب الأمل في حديثه لـ win win أن ثمة مشكلة حقيقية تواجههم تتمثل في توقف الدوري وعدم وجود أندية جاهزة ليستعد بها الفريق للمواجهة الصعبة التي تنتظره أمام الزامبي على ملعب الهلال 29 نومفمبر/تشرين الثاني. وكشف مدرب الأمل أن الفريق الوحيد الذي يمكن أن يقدم لهم فائدة فنية هو المريخ، غير أن كفاح أكد أنهم لم يحصلوا على رد مقنع من جانب المريخ على الرغم من أنه يحتاج أيضا لتلك التجربة التي ستفيده في دوري الأبطال.
وأظهر كفاح ثقة كبيرة في عناصر فريقه، مؤكدا أنهم يستطيعون تجاوز مأزق المباريات القوية قبل مواجهة منافسهم، مؤكدا أنهم يعولون في هذه المرحلة على الروح القتالية والرغبة في التقدم، لافتا إلى أن طموحهم يصل حتى مرحلة المشاركة في المجموعات فقط.
الأندية السودانية التي تملك خبرات جيدة وتقدمت على فترات متباعدة في الأبطال والكونفدرالية، ترغب في ظهور مختلف وإن تباين الطموح، ويحدوها أمل كبير في لقب سيكون هو الثاني، إذ إن اللقب الأول والأوحد حققه المريخ في العام 1989 عندما ظفر بلقب كأس الكؤوس الإفريقية، وهو الإنجاز الذي لم يعرف التكرار.