لماذا غيّر المدرب كلوب مركز أرنولد إلى وسط الملعب؟

تحديثات مباشرة
Off
تاريخ النشر:
2023-05-02 00:24
الإنجليزي ألكساندر أرنولد لاعب فريق ليفربول (Getty)
Source
المصدر
winwin
+ الخط -

بات تقييم أداء ألكساندر أرنولد أفضل بعد لعبه الدور الجديد في وسط الملعب مع فريقه ليفربول، عوضًا عن المركز التقليدي، الظهير الأيمن؛ حيث ساعد ذلك على تأمين دفاعي أكبر للجبهة اليمنى وإعطاء الحرية للاعب في الانطلاقات ومساندة الهجوم.

في الغالب، مسّ تطوير كرة القدم أغلب المراكز بما فيها حراسة المرمى، وجاء الدور حاليًا على مركز الظهير؛ إذ يبدو أن المدرب كلوب أسند مهامًا متعددة لأرنولد، أبرزها نشاطه في وسط الملعب وتحويل اللعب من 4-3-3 إلى 3-4-3 بصعود اللاعب إلى الوسط.

إحدى أبرز مقوّمات نجاح فريق كلوب أنه امتلك ظهيرين على أعلى مستوى وهما أرنولد وأندي روبرتسون، جُل الفرق الناجحة تاريخيًا امتلكت ظهيرين قويين، مثل منتخب البرازيل أواخر التسعينيات مع روبرتو كارلوس وماركوس كافو.

في العصر الحديث، كان لدى برشلونة داني ألفيس وجوردي ألبا، وريال مدريد داني كارفاخال ومارسيلو. وتشير سجلات منصة "OPTA" إلى أن ألبا أكثر ظهير لمس الكرة داخل منطقة جزاء الخصم بالعقد الأخير بواقع (724 لمسة).. ثم البرازيلي مارسليو (567) ثم ألفيس وروبرتسون وكارفاخال بواقع (551) و(481) و(467). عندما تهيمن لا بد من امتلاك ظهيرين من الطراز الرفيع.

اقتنع المدرب كلوب أخيرًا أنه لا بد من تحقيق التوازن في طرفي الملعب، لا سيما عندما تمتلك خط وسط مُكبّل بالإصابات. صار الأمر الآن أن أرنولد يقف قليلًا كلاعب رابع في الوسط وروبرتسون يتقدّم بانطلاقاته وإفراطه المعهود في التقدّم.

المدرب الإسباني مايكل أرتيتا، يتبع هذا النظام في أرسنال؛ فالظهير الأيمن بن وايت لا يترك مناطقه الدفاعية كثيرًا، في حين أن الظهير الأيسر أولكسندر زينشينكو يتقّدم ويساند زميله الجناح غابريل مارتينيلي عبر التحوّل إلى لاعب وسط مائل لليسار.

الخريطة الحرارية
الخريطة الحرارية لظهيري أرسنال بالموسم الحالي، بن وايت في الأسفل وزينشنكو في الأعلى (OPT)


تحويل الظهير إلى وسط الملعب له فوائد متعددة، أولها الزيادة العددية وخلق زوايا تمرير أكثر، والأهم هو تفادي الهجمات المعاكسة، حيث إن تقدّم الظهيرين معًا من شأنه أن يعرّض الفريق إلى مرتدات بوجود قلبي الدفاع فقط في الخلف، في مواجهة الهجمات.

في العادة، عند تقدّم الظهيرين إلى ثلث الملعب الأخير، كان لاعب الوسط الدفاعي يسقط ويأخذ مركزه بين قلبي الدفاع، ليكون الحزام الدفاعي الأخير مكوّن من 3 لاعبين؛ لكن يبدو أن كلوب قرر ألا يسلك هذا الدرب بعد الآن.

تتبع أغلب الأندية نظرية تقدّم ظهير وتقيد الآخر، وهذا ما سلكه كلوب مؤخّرًا. في نيوكاسل يتقدّم كيران تريبر ويتحفّظ دانييل برن، في حين لا يلعب جواو كانسيلو وألفونسو ديفيز في تشكيلة واحدة مع بايرن ميونخ، لأن لديهما نفس الميول هجومية.

اللاعبالمركزمباراةهدفأسيست
تريبرظهير أيمن3316
برنظهير أيسر3300


استفاق أرنولد -صاحب 18 مباراة دولية- منذ تحوّله للعب في وسط الملعب مؤخّرًا، حيث قدّم اللاعب 6 تمريرات حاسمة في آخر 5 مباريات بالدوري الإنجليزي. في حين أنه قدّم تمريرتين فقط في المباريات الـ28 الأوليات من الموسم.

أمام ليدز يونايتد بالجولة 31 لمس أرنولد الكرة (153 مرّة) وهو ثاني أفضل رقم في الموسم الحالي. كما أصبح رابع لاعب في تاريخ البريميرليغ يصنع هدفين ولديه تمريرات صحيحة بنسبة 90٪، بعد بول بوغبا وديفيد سيلفا وسانتي كاثورلا.

في الحقيقة لم ينتعش أرنولد وحده مؤخّرًا، فقد أمضى ليفربول سلسلة مكوّنة من 6 مباريات بلا خساراة في الدوري الإنجليزي؛ إذ حقق 4 انتصارات وتعادلين، في أفضل سلسلة على الإطلاق بالموسم الحالي الذي شهد انحدارًا لمستوى الفريق في أغلبه.

أرنولد
خريطة تمريرات أرنولد أمام ليدز يونايتد بالجولة 31 من الدوري الإنجليزي 2022-2023 (OPTA)


غرايم سونيس هو لاعب سابق في ليفربول، قال في 2022 إنه يؤمن بضرورة لعب أرنولد في وسط الميدان، وأوضح: "أعتقد أن أرنولد قادر على اللاعب في كل مراكز الوسط، لقد بدأ مسيرته في مركز الوسط الدفاعي، ثم انتقل إلى مركز الظهير الأيمن".

وعندما سُئل أرنولد عن مدى استعداده للعب في وسط الملعب، أجاب: "أريد أن أساعد الفريق على خلق الفرص التهديفية، إن طلب مني اللعب في الوسط، فلا مانع لديّ. على الجميع أن يتأقلم مع الأدوار المتعددة التي يسندها إلينا المدرب".

كلوب نفسه قال عن هذه التغييرات التكتيكية والزج بأرنولد في مهام لاعب الوسط: "نحن بحاجة إلى حماية أكبر، لقد تعرضنا لهجمات معاكسة كثيرًا في الموسم الحالي؛ لذلك فإن التشكيل والطريقة الحالية تناسبنا".

شارك: